عدة حوادث شهدها الشارع المصرى مؤخرًا، ما بين تحرش وعنف ضد المرأة، كان أشهرها تحرش عامل المطار بفتاة وتصويرها وحادثة أخرى تسببت فى فقء عين سيدة، وإلقاء أخرى من «البلكونة»، البعض تساءل عن الأسباب هل الأمر من قبيل الصدفة؟ أمْ لأن الرجل يرى المرأة كائنًا ضعيفًا يمكنه انتهاك حقوقها دون أن يعاقب؟. هل ربينا بناتنا على أنهن كائنات ضعيفة؟! «صباح الخير» عرضت القضية على عدد من خبراء وأكاديميين فى علم الاجتماع، لتوضح للقارئ الأسباب الحقيقية التى تمثل الدافع الرئيس خلف هذه الحوادث المرأة ولماذا تسكت البنات؟!. الدكتورة كوثر على - أستاذة علم الاجتماع - قالت إن بعض الفتيات تتم تربيتهن على بعض السلوكيات التى ترسّخ فى ذهنها أنها كائن ضعيف ورقيق ولا يتحمل أى ضغط وأنها لا يمكنها الدفاع عن نفسها الأمر الذى يتسبب فى انتهاك حقوقها. وتابعت أستاذ علم الاجتماع: «الحقيقة الأكيدة أن السيدات لديهن قدرة على التحمل والتكيف مع الأمور بشكل سريع، لذلك لا بُد من تعلم كيفية أخذ حقوقها منذ صغرها إذا تعرضت لأى شىء خاطئ». وتوضح «كوثر» أن الكثير من السيدات يلجأن لتربية بناتهن للتغاضى عن وقائع التحرش فى حال تعرضهن لهذه الحوادث، والتنازل عن حقها بعكس الولد الذى يتم تربيته على أن يأخذ حقه وأن يدافع عن نفسه، الأمر الذى يتم زراعته فى عقول الأبناء ويضر بهم فى النهاية. وأكدت أستاذة علم الاجتماع بأنه لا بُد من تغيير ثقافة المجتمع وأن نربى أولادنا أن يدافعوا عن حقهم وأنهم متساوون فى الحقوق وأن يضعوا معايير للمسامحة فى تعديات الآخرين على حقوقهم أو عدم مسامحتهم، بحيث يقرر عقليًا بينه وبين نفسه السلوكيات التى يتوقّعها من الآخرين ويتقبّلها، وما هى السلوكيّات التى لا يمكن له أن يتقبّلها، وبهذه الطريقة يدافع الشخص عن حقّه، ويصبح أكثر قدرة على منع الناس من تجاوز الحدود الشخصية التى لا يجوز لهم تجاوزها. «فاطمة زهران» أستاذة علم الاجتماع بجامعة المنوفية، أكدت أن الفتيات يحتجن لتعليمهن كيفية الحصول على حقوقهن، فهن مستقلات عقليًا وماديًا، موضحة أن الخوف من رد فعل الجانى يجعل الكثير من الفتيات يفقدن حقوقهن. وشددت «زهران» على ضرورة تعليم «الفتيات» كيفية الدفاع عن أنفسهن بتعلم بعض الحركات الرياضية للدفاع عن النفس إذا تعرضت لأى مكروه، خاصة أن كثيرًا من الحوادث تحدث بشكل مفاجئ مما يجعل الفتاة قادرة على التفكير، ناصحة الأمهات بضروة تعليم بناتهن بعض الفنون القتالية والاعتماد على أنفسهن، لأنهن مستقلات. وأوضحت «فاطمة» أن السيدة المصرية لها دور كبير فى إقامة البيت المصرى لأنها تساعد زوجها فى كثير من أعباء الحياة، لذلك فهى باستطاعتها أن تعول نفسها وأسرتها وغير مضطرة لتحمل ظلم الزوج أو الابن وحتى فى حالات التحرش التى تتعرض لها الفتيات أو السيدات فى الشارع فالجانى هو الضعيف وليس المجنى عليه، لذلك فلا بُد من تغيير فكرة الأهالى الذين يخشون الفضيحة ويقومون بالتستر على المجرم خوفًا من الفضيحة، ولكن هذا عكس الواقع الآن فإننا دولة تحترم القانون الجميع أمامه سواء.