«كل تأخيرة وفيها خيرة»، مثال ينطبق تمامًا على الفنان محمد عبدالعظيم، الموهبة الحقيقية التى كانت تحتاج فقط من يزيح عنها الغبار الذى يخفيها وسط الزحام الفنى، «عم سامح» فى مسلسل «ب100 وش» يذكرنا بأداء صلاح منصور فى «الزوجة الثانية» وسلاسته فى تقمص شخصية النصاب المرتشى تعود بنا إلى عمق أداء استيفان روستنى، فمن يكون هذا الفنان؟! إنه خليط «ميكس» بين الطيبة والشر، ونبحر معه فى أعماق شخصيته الحقيقية فى سطور الحوار التالى معه: • كيف حضرت لشخصية «سامح» الموظف المرتشى بهذا الشكل الواقعى الذى تفاعل معه الجمهور بشدة؟ - الخبرة وعوامل الزمن جعلت من السهل أن أستحضرملامح أى شخصية، وهذا لا يتوافر دائمًا فى جميع أدوارى لأننى لم أكن فى كل مرة مع مخرجة بحجم «كاملة أبو ذكرى»، عملت معها فى مسلسل «سجن النسا» وكان أيضًا علامة فارقة فى حياتى وكنت ضيف شرف فى «واحة الغروب» وكانت من أروع الأعمال التى أضافت لى، وأنا أستمتع بالعمل معها لأنها أثناء التحضير تجلس مع الممثل وقتًا كافيًا ونتناقش فى جميع تفاصيل الشخصية حتى فى طريقة اللبس والأكل، تجعلنا جميعًا نرتجل على الشخصية كى تخرج بأفضل شكل يليق بالمشاهد، وشخصية «سامح» نراها بيننا لا نقول جميع الموظفين مرتشين ولكن هذا نموذج موجود بيننا، أما عن تفاعل الجمهور بهذا الشكل لأن أسرة المسلسل «حقيقين» والمشاهد شعر أننا لا نمثل ولسنا مزيفين. • ما رأيك فى تصنيف الممثل وحبسه داخل إطار معين؟ - أنا ضد هذا التصنيف ولا أحبه، الممثل يستطيع أن يؤدي جميع الأدوار، صنفت داخل أدوار الشر لمدة سنوات لأنهم يرون أننى أجيده، لكن لم يغامر أحد ويقدمنى فى أدوار أخرى ولهذا أنا أحب «كاملة أبو ذكرى» لأنها مغامرة وترى جوانب فى الممثل ربما هو لا يراها فى نفسه. • دورك فى المسلسل مختلف عن أدوار الشر التى نراها الآن فى الدراما، وهذا الأداء لم نره كثيرًا منذ فترة الأبيض والأسود فما الذى كنت تود قوله للمشاهد؟ هذا الموظف يعتاد أخذ الرشوة ودائمًا من يأخذ رشوة صوته منخفض، كى لا ينكشف أمره فى مكان عمله، و«سامح» بعدما قدمته بهذا الشكل قلت لنفسى أين رأيته فاكتشفت أننى رأيته فى ناس كثيرة، فأخذت جزءًا من كل شخص، على جزء من شخصيتى وخلقت شخصية رابعة، ووسط كل هذا الشر وعدم الضميرنجده أبًا حنونًا. • تقصد أن شره يكمن فى حبه للمال فقط وهذا القالب الكوميدى فى الشخصية؟ - نعم هو مرتشِ واضح وصريح، أيضًا جميع أفراد العصابة ليسوا أبرياء، وأول مرة الناس تفرح بسرقة بنك، الكوميديا لو كانت متعمدة أصبح دمها ثقيلًا. • أداؤك فى شخصية سامح يشبه شر «استيفان روستى» ألم تشعر أنك متأثر به؟ - «يا سلام أنا أطول» هذا فنان عظيم ومدرسة كبيرة، دورى فى مسلسل «سجن النساء» أحد الأصدقاء قال لى إنك تشبه عادل أدهم فى فيلم «الراقصة والطبال» من الواضح أن الأشرار يميلون لبعضهم، وفكرة العصابة فيها كوميديا مختلفة وبالرغم من أن ثقافتهم وطبقاتهم مختلفة أحدهم يسكن فى الزمالك والآخر فى الدقى وآخر من منطقة شعبية وآخر من محافظة كالمنوفية، لكن جميعهم الطمع وهذا لا يعرف طبقة أو ثقافة معينة. • ما الذى تشعر به من خلال الكوميكس على وسائل التواصل الاجتماعى ونعتك ب«الضلالى» وسرقتك لنجلاء؟ - أنا اندهشت من رد فعل الجمهور، طبعًا توقعت النجاح لزملائى لكن لم أتوقع هذا النجاح لدورى، خفت من رد فعل الناس لأنهم صدقوا إنى ضلالى ونصاب، عايز أقولهم «أنا راجل غلبان ده تمثيل»، أما عن نجلاء ليست فاضلة هى نصابة أيضًا وخانت الأمانة مع «عم غزال»، أنا لا أتعاطف معه لكنها أيضاً ليست بريئة. • بعد دورك فى مسلسل «ب100 وش» ما الدور الذى تريد أن تقدمه للناس؟ • أريد أن أقدم دور شخص طيب بجد والناس تحبه، جميع أدوارى شر. كيف كانت علاقتك بنيللى كريم وآسر ياسين وكاملة؟ - نيللى موهوبة جدًا وحنونة على زملائها وآسر أيضًا وكانا مؤثرين بشكل إيجابى جدًا وكنا كلنا مرآة بعض فى كل إفيه وكل كلمة، أيضًا أقدر الخبرات الذين احتفوا بى وبشريف الدسوقى جدًا، لأنهم نجوم حقيقون ووجودهم سبب فى إن الناس تشوفنا لأن الجمهور شاف المسلسل من أجل نيللى كريم وآسر يس، أما المخرجة الجميلة كاملة أبو ذكرى فأنا مدان بكل الفضل لها فى أى خطوة حلوة حصلت لى فى حياتى، «ست بتحب المواهب» ولا تجامل أحدًا. • السنيدة ونجوم الأدوار الثانية منذ زمن ما زالوا بيننا ولم ننساهم فما السر فى ذلك من وجهة نظرك؟ - عاشوا مثل الذهب، من منا لا يتذكر المليجى وروستى، الحكاية أنت مصدق اللى بتعمله وفنان حقيقى أم لا؟. • شاركت فى فيلمين ترشحا فى مهرجان «كان» هما «يوم الدين» و«اشتباك» فهل ترى أنهما سبب فى ترشيحك مؤخرًا لبعض الأدوار وهل كانا بداية لانطلاقتك فنيًا؟ - أنا مجرد فرد فى الفيلمين وكان من حسن حظى أننى الممثل الوحيد الذى شارك فى فيلمين رشحا ل«كان»، ولم أسافر فى المرتين، «طول عمرى باشتغل لله» ولم أضع عينى على نجومية، أنا أستمتع فقط وأنا أمثل.