مرة أخري ننعي أصحاب الدم الغالي الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحرية.. شباب زي الورد قطف من أغصانه قبل أوانه.. ذهب وترك الحسرة والألم يعتصران قلوب أمهاتهم وبناتهم.. قتلوا داخل منازلهم بيد الغدر.. سلبت أرواحهم وهم يجلسون بين أخواتهم وأمهاتهم.. فسقطوا جثثاً هامدة، أو كانوا عائدين من عملهم ولم يمهلوهم لينظروا لأولادهم النظرة الأخيرة، ومنهم من كان يبحث عن أحبته الذين أصيبوا من وابل الرصاص الذي فتحه قسم الزاوية الحمراء دون رحمة.. مرة أخري نتحدث مع الأهالي الذين يشعرون أنهم في كابوس ويتمنون أن يستيقظوا منه.. الشهيد عبدالعليم حسن عبدالعليم الشهير ب «خالد توشكا» 24 سنة يعول أخويه الصغيرين بعد وفاة والدته وزواج أخويه الكبيرين.. يوم جمعة الغضب سمع أن أخاه الصغير «سمير» 14 سنة أصيب في قدمه إصابة شديدة، فنزل كالمجنون يبحث عنه وهو يبكي من خوفه علي أخيه الصغير.. يقول أخوه الأكبر «محمد حسن عبدالعليم»: أخي «خالد» كان العائل الوحيد لأخوتي لأن أبي رجل كبير في السن ولا يقدر علي العمل، وفي اليوم المشئوم، سمع أن أخي الصغير أصيب فنزل خالد ليبحث عنه وهو خائف عليه، وبمجرد نزوله للشارع وكان إطلاق النار مستمراً من قبل القسم بشكل قاتل، رجع وقد أصيب في رقبته وكتفه وفي جانبه، ومات قبل أن يطمئن علي أخيه الصغير «سمير»، مات وفقد سمير عائله الذي يصرف عليه والقلب الحنون الذي يعوضه عن حنان أمه الذي فقده، أحس أن أخي سمير قد تيتم مرتين..