البحر الأحمر.. تنتصر على البلاستيك

انخفض استخدام البلاستيك فى محافظة البحر الأحمر، بعد مرور أكثر من ستة شهور على إصدار محافظها قرارًا بحظر استخدام الأكياس البلاستيكية للاستخدام الفردى، الأمر الذى اعتبره مرصد المستقبل بدبى مؤشرًا على جدوى إصدار القرار وازدياد الوعى الشعبى بأضرار المادة، التى تستغرق قرونًا للتحلل وتسبب أضرارًا شديدة على البيئة. استبدل الكثير من أهالى المحافظة أكياس الورق والقماش، بأكياس البلاستيك التقليدية، استجابة للقرار الصادر فى أول يونيو2019، ويعتبر الأول من نوعه فى مصر؛ ونقلت وكالة فرانس 24، عن أحمد الغريب، مدير أحد الفنادق الفاخرة وسط الغردقة، أن المبادرة ساعدت فى القضاء على مصادر البلاستيك، ولم تعد الأكياس والمنتجات موجودة فى المدينة. وتعود فكرة تجنب استخدام الأكياس البلاستيكية، إلى جمعية المحافظة على البيئة فى البحر الأحمر «هيبكا» إحدى أقدم الجمعيات الأهلية العاملة فى هذا المجال فى مصر؛ وقالت هيبكا إن كمية أكياس البلاستيك المنتجة من مصنع فرز المخلفات فى الغردقة، انخفضت لتصل إلى نحو 141 طنًا، فى الشهر، فى حين كانت تصل إلى نحو 230 طنًا فى نوفمبر/تشرين الثانى 2018.. وطبقا لموقع السى إن إن العربى، يستخدم كل شخص يعيش على كوكب الأرض البلاستيك ولو لمرة واحدة فى حياته. ووجدت الكثير من الدراسات أن لهذه المادة المضرة تأثيرات سلبية على البيئة، بينما يبقى الأمر الأكثر إثارة للقلق هو عدد العلب البلاستيكية التى يشتريها الإنسان فى كل دقيقة، بالإضافة إلى أن البلاستيك لا يمكن إعادة تدويره. مشكلة التلوث البلاستيكى أصبحت مشكلة متنامية فى جميع أنحاء العالم، هناك تريليونات من قطع القمامة البلاستيكية تطفو فى المحيطات، تقتل الأسماك والحيوانات الأخرى.. ويستهلك البشر نحو 78 مليون طن من المواد البلاستيكية، وتنتهى نسبة 32 % منها فى مياهنا، بما يعادل شاحنة نفايات كاملة خلال كل دقيقة، ووفقًا لدراسة علمية نُشِرت عام 2017 فى مجلة ساينس، فإن كمية البلاستيك المُستهلك فى الهند، التى يتم التخلص منها برميها فى مياه المحيطات، جعلت البلاد فى المرتبة 12 من بين 192 بلدًا شملته الدراسة فى العام 2010. وحازت الصين على المرتبة الأولى فى القائمة ذاتها، بينما صُنِّفت الولايات المتحدة فى المرتبة العشرين. وذكرت دراسة أخرى، نُشِرت فى العام ذاته، إن 75 % من شواطئ بريطانيا ملوثة بنفايات بلاستيكية قاتلة..إن الوضع الحالى صعب لكن يمكن مواجهته؛ وفقًا لما ذكرته ليزا سيفنسون، مدير شئون المحيطات فى الأمم المتحدة، التى تؤمن أن تعاون الحكومات والشركات والأفراد على مستوى العالم لتقليل التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية سيحافظ على حياة الكائنات فى المحيطات.. وقالت سيفنسون إن «هذه أزمة كبيرة على مستوى الكوكب». وليست سيفنسون وحدها من تشعر بالخطر، بل يؤيدها غالبية الخبراء والمتخصصين، ممن يطالبون فى كل مناسبة بتطبيق إجراءات دولية أكثر صرامة تجاه التلوث الناتج عن النفايات البلاستيكية.