استحق عن جدارة الفنان إبراهيم الدسوقى جائزة التفوق فى الفنون، ففى ذلك المناخ الذى طغت فيه اتجاهات الحداثة الغربية، والتى اندفع الكثير من الفنانين الشباب فى محاكاتها، تلك الاتجاهات التى أغفلت الكثير من إنسانية الإنسان. كان فن إبراهيم الدسوقى نغمة مغايرة ومستقلة أثارت إعجابى وأتابعه منذ سنوات، فقد تمسك بالتشخيصية ليقدمها فى رؤية خاصة به وأسلوب ليس به افتعال، يعكس أحاسيسه الذاتية الصادقة وتجاربه الفنية العميقة، وأصبحت لوحاته لا تخطئها العين بين كثير من الفنانين لأنها تتمتع بالثراء والجدية والخصوصية. نشأ فى أسرة فنية، فالأب هو الفنان الدسوقى فهمى والأم الفنانة عطيات سيد، ولذلك وجد حوله بيئة فنية تعطيه كل ما يحتاجه من أدوات الثقافة الفنية، وكان طبيعيًا أن يتجه للالتحاق بالفنون الجميلة. تخرج الفنان إبراهيم الدسوقى فى كلية الفنون عام 1992 ويعين معيدًا، ثم يقدم بحثه بعد ذلك لنيل درجة الماجستير عن مدرسة لندن الواقعية البريطانية، تلك المدرسة التى من أعلامها الفنانان فرانسيس بيكون ولوسيان فرويد. ثم فى عام 2003 يحصل على الدكتوراه عن «ديناميكية التصوير». فى لوحاته يجد المشاهد ذلك الهدوء والسكون الذى يدعوه للتأمل، ولديه فهم عميق لأسس التكوين المتوازن والمحكم، باختزال الأشكال وتوزيعها وقيمة الفراغ حولها، كما تتميز أعماله بجمال الهارمونى بين ألوانه العميقة والثرية والشفافة مما جعل لوحاته تظهر بذلك الرسوخ والرصانة التى تسترعى انتباهنا. يميل لاستخدام اللون الأبيض بدرجاته الناعمة والشفافة المشعة للنور وإنعكاس الألوان حوله، وهناك التضاد بين قوة الخطوط ورقتها وهمسها أحيانًا، وبتنوع ضربات فرشاة الألوان الزيتية وكثافتها بين النعومة والخشونة. تتنوع موضوعاته ما بين لوحاته للجسد الأنثوى والذى يكسوه بجلباب أبيض ويختزل فيه طيات الملابس، وهناك موضوعات البورتريه مثل لوحة والدته وزوجته ثم موضوعات الطبيعة الصامتة لأوانى الألبستر، ولوحات الأعمدة والمعابد من مدينة الأقصر والتى تميزت بالجلال والسكون، وأيضًا لوحاته لأكوام الجرائد، ثم لوحته الشهيرة لأم كلثوم مع فرقتها الموسيقية قدمها بأسلوبه المتفرد والمميز والتى عكس فيها مرحلة الخمسينيات والستينيات. ومن أهم لوحاته أيضًا «السبوع» وهى لوحة كبيرة تعكس أحد ا لطقوس الشعبية فى الحضارة الفرعونية وهى لنساء جميلات شرقيات يرتدين اللون الأبيض فى تكوين جميل.