عاجل.. اختفاء غامض.. اختفى من على كوكب الأرض نحو 2 مليار كائن يطلق عليهم المسلمون. من سيفرح بهذا الخبر ومن سيحزن؟ الفرحون كثر أما المحزونون فهم صناع الميديا بجميع وسائطها فاختفاء المسلمين يعنى أن منجم الكوارث نضب. سيطيح الخراب باقتصاديات الفضائيات والمواقع والصحف الدولية سنشهد سرادقات عزاء فى استوديوهات cnn وfox وbbc داخل السرادقات سنشاهد لطماً ونسمع عويل المذيعين والبروديوسرز والمصورين والمراسلين متجاوزا فى حدته أفعال الشيعة فى أربعينية كربلائية.. اختفاء المسلمين يعنى.. أكل العيش انقطع.. لن تكتمل نشرة فى الفضائيات.. فأين الأخبار المثيرة التى يتحف المسلمون العالم بها كل صباح؟ أين الذبح والسبى والفتاوى اللذيذة؟ والحرب الأبدية حول النقاب والحجاب وخلافة الأوهام؟ ستفتقد السوشيال ميديا لطف صور العائلة المسلمة الملتزمة داخل المطاعم. الزوج الشيك ذو اللحية الممتدة إلى ركبتيه.. والزوجة رافعة النقاب وببهلوانية تحسد عليها تتناول الاسباكتى وطفلتهما بينهما براءتها مغتالة بحجاب قادم من كواليس مسرح العرائس. لن تستطيع دولة مثل فنلندا بأخبارها السخيفة عن تطور التعليم ونهاية عصر الامتحانات إعطاء ثانية من الإثارة بنشرة أخبار فى فضائية درجة ثالثة. نذهب للهند قد يجد المحزونون من الفضائيين صراعًا هنا أو هناك، لكن الفيل الهندى أخباره كلها حول رحلات المريخ ومعدلات التنمية المرتفعة وتنامى أعداد الطبقة الوسطي.. الأكثر ألما تتجاور فى بلاد الهند مئات الديانات والأعراق.. للأسف يعيشون بسلام فى ظل المواطنة والعلمانية. سيصيح مذيع فضائى كمدا: أين المسلمون من هذا السلام الهندى الممل؟ قول للزمان..... كان يكفى إحضار مسلمين من نفس المذهب ونفس البلد ونفس الشارع والعمارة.. لن تمر دقائق ويعلنون حرب التكفير على بعضهم البعض ثم تتوالى الأخبار. طبعا هناك كارثة اسمها الدول الإسكندنافية، فبلاد البابا نويل دول ميتة بكل المقاييس. لن نتوقع من دولة فاشلة مثل الدنمارك تذهب فيها الوزيرة ذات ال 25ربيعا بالدراجة إلى وزارتها أن تبهج العالم بخبر مثير.. أما كوكب اليابان فى آسيا فإيدك منه والأرض. إنما لو هبط الشيوخ الأجلاء على بلاد البابا نويل هنا ستتوالى الفتاوى المثيرة الغنية ببهاريز الأخبار وستجد - أعزك الله - الشيخ الجليل يتحدث فى جواز وعدم جواز احتضان فخذى الوزيرة لقضبان الدراجة! اذكروا محاسن المختفين.. تذكروا إحياء المسلمين أوروبا من الموات الخبرى فبدلا من أخبار برودة الطقس ومعارض الرسم أعطوا أوروبا قبلة الحياة بطلقات الرصاص والانفجارات التى دوت فى عواصمها.. ولا ننسى الإعجاز العلمي. أخرج علماء داعش المواطن الأوروبى من ظلام الجهل إلى نور العلم فالسيارة التى اخترعها الأوروبى قبل قرن للسير قال عباقرة داعش للأوروبى الساذج .. إنها للدهس يا غبي. فى لحظة مغايرة تاريخيا اختفى المسلمون فعلا من بلاد الأندلس الحقيقة تم طردهم بسبب التعصب والجهل الإسباني، لم تمر شهور حتى توقفت الحياة فى إسبانيا فمهندسو الري، الزراع، الأطباء، العلماء، المعماريون، الموسيقيون، المغنون، الشعراء، الجغرافيون كانوا مسلمين اختفت الحضارة وسقطت إسبانيا فى التخلف. الأندلسيون كانوا بنى آدمين عبدوا الله فى المساجد وصنعوا الحضارة للإنسان .... الآن نحضر مرآة بحجم 2 مليار مسلم نتركهم يقفون أمامها موجهين سؤالاً لأنفسهم: هل اختفاؤنا سيؤثر فى العالم؟ ........ أجيبوا أنتم أعزكم الله ..... •