الأمل كان يراودنى من حين لآخر بأن منع المذيعات المحجبات من الظهور على الشاشة سوف ينتهي، وبعد ثورة يناير قرر اللواء طارق المهدى عودة المحجبات، وتم تنفيذ القرار، فظهرن فى برامج اجتماعية وثقافية، لكن قطاع الأخبار كان ممنوعاً، بهذا تؤكد فاطمة نبيل - أول مذيعة محجبة تظهر على الشاشة- مضيفة: لم أظهر بدون حجاب ثم تحجبت، فقد نجحت فى مسابقة رسمية بالحجاب، وتم اختيارى من بين 21 محجبة. ومع أننى نجحت إلا أن قيادات ماسبيرو منعونى من الظهور بالحجاب، طلبوا منى العمل كمراسلة أو ظهور صوتى فقط، وكأننى ظاهرة صوتية، وبالفعل كان صوتى يظهر دون وجهي، أما قناة 52 يناير فقد كانت الفضائية الوحيدة التى رحبت بظهورى محجبة، وللعلم فهذه القناة لا يمتلكها الإخوان، بل يمتلكها مجموعة من رجال الأعمال المصريين، وأكن كل تقدير لهذه القناة التى أتاحت لى الظهور بالحجاب، فى وقت كانت جميع الأبواب مغلقة أمام المذيعات المحجبات، مع أننى لست تابعة لجماعة الإخوان ولا عضوة بحزب «الحرية والعدالة». فاطمة تقترح التعامل مع المذيعة بمدى مهنيتها وليس بارتدائها الحجاب من عدمه وترى أن منع ظهور مذيعات محجبات «غباء سياسي»، وجهل، وتخلف، وتضيف أن الحجاب «حرية شخصية» فى المقام الأول، فالمسلمون والمسيحيون متدينون بطبيعتهم، والشعب متدين بالفطرة، فاطمة موضحة: يجب ألا يلفت شكل الحجاب النظر، وأن تحرص المذيعة على دقة اختيار الحجاب بألون هادئة جداً بعيدة عن البهرجة، لأن الحجاب يظهر بوضوح على الشاشة. وأرض ظهور مذيعة منتقبة، فأهم شرط للمذيعة هو تفاعلها مع مشاهديها من خلال تعبيرات وجهها وملامحها، فإذا اختفى وجهها فالأفضل لها العمل بالإذاعة، بهذا تؤكد فاطمة، مضيفة: ولكن بالنسبة للمذيع ذى اللحية فلا أقبله ولا أرفضه، فهذه حرية شخصية، والمعيار الأساسى للاختيار هو المهنية وأن يكون مظهر المذيع لائقاً، لكن الأمر يختلف فى التمثيل، فقد رأينا فنانات محجبات كهالة فاخر وعفاف شعيب وسهير رمزي، وهن قامات فنية رفيعة المستوى، والفنانات تحكمهن الموهبة، لكن المذيعات سرعة البديهة والاحترافية.