عم صالح راح الحج مكنش حدث عادى فى البلد كل سنة، فيه ناس ب تروح تحج، وترجع ولو ما رجعتش ب تتحسد إنها ه تندفن فى أطهر أرض الحج فرحة ب نودع المسافر ب مزمار، ونستقبل اللى راجع ب زفة بعد ما يكون بيته اتبيض واتكتب عليه: يا داخل هذا الدار صلى على المختار حج وزار قبر النبى الحاج فلان، أو حرم الحاج فلان بس برضه فرحة حج عم صالح كانت غير أى فرحة كل البلد عارفة قد إيه هو ب يحلم بيه من سنين كل البلد حسبت معاه قرش قرش حوش كام وفاضل له كام كل سنة أول الناس ما تبدأ تروح الحجاز يقعد يصلى، وعينيه ترغرغ ب الدموع وهو ب يدعى ربنا: يا رب، احيينى ل حد ما أشوف حبيبك النبى أنا خلاص مش عايز حاجة من الدنيا غيره عم صالح مكنش عجوز يمكن حاجة وخمسين سنة بس كان خلاص، جوز عياله الأربعة، وستر بناته الاتنين وتفرغ ل تحويش الحجة كبارات البلد وناسها كتير عرضوا عليه يكملوا له اللى فاضل إنما هو مكنش ب يقبل حد يكلمه ف الموضوع دا كان يقول: حادن عن الحج (= إلا الحج) ربك ما يقبلهاش غير إن كانت من الكد الحلال طالت السنين ولسه الباقى كتير عم صالح بقى ب يخاف ينام ل يموت الموت مش مهم الموت علينا حق هو خايف يموت قبلها صحى ف يوم جمع ولاده حسب الأرض اللى عنده وهى مش كتير وزعها على ولاده حسب الشرع وحاش ل نفسه قيراط باعه وهو ب يبكى ك إنه باع حد من عياله، وأكتر كمل المطلوب ل كفو الزيارة وعشان فلوسه تكفى مخدش معاه غير أقل القليل من الزاد والزواد وطلع الحج كل البلد كانت فى وداع عم صالح كل البلد فرحانة أكنه موسم جنى القطن طول فترة الحج كان حديت الرجالة ع المصاطب وسهراية النسوان ف القيالة عن عم صالح وحجه رجع عم صالح بسم الله الله أكبر وشه منور زى البدر ف تمامه ريحة مسك النبى فاجة منه مية زمزم اللى شربها ردت الدموية فيه سبحته اللى ب تضوى ب الليل ما يغلبهاش غير عينيه اللى ب تلمع ب دموع الفرح بعد رجوع الحاج صالح ب شهر كان قاعد قدام داره بعد العصر راشش مية وب يسبح جوله ولاد عمه قعدوا يتسامروا ف حكايات الحج اللى لسه ما خلصتش واحد من ولاد عمه، سأله: قول لى يا صالح هو صح جتة النبى زى ما هى والمسك ب يفوح من قدمه؟ عم صالح اتنفض وراح قايم وقال ب علو حسه: جاى يا ولاد جاى الناس اتلموا وعم صالح ماسك ف خناق ابن عمه وب يحوشوه عنه ب العافية فضلت الناس تكبر ف ودن عم صالح وتحلفه ب الغالى اللى حط إيده على شباكه ومحدش فاهم حاجة فيييين لما عم صالح هدى وقعد يعيط شوية وقال ب صوت مليان دموع: يا خلق هوه أنا صبرت سنين وسنين وبعت حتة من لحمى وسافرت إيام وإيام رايح وزييهم راجع مش ب اتقوت غير على كسرة ناشفة وحتة جبنة قريش ما تشبعش عيل صغير طب والبخارى الديابة كانت ه تاكلنا بعد كل ده ب يقول لى «يا صالح» سايق عليكم النبى ما حد تانى قايلها يا ناس اسمى «الحاج صالح» الحاج صالح يا ناس الحاج صالح يا هوه حس واد عمه ب غلطته وحب على دماغه وقال له: سامحنى يا حاج سامحنى وخلى حبيبك المصطفى يسامحنى وعشان يكفر عن ذنبه عمل سبيل مية ووصى ولاده يحافظوا ع السبيل ويوصوا ولادهم يحافظوا عليه مرت الأيام السبيل بقى كولدير والكولدير بقى مركز توزيع لحمة ع الغلابة ف المواسم لو عديت عليه دلوقتى ه تلاقيه حاجة أبهة متعلق عليه يافطة، مكتوبة ب خط الثلث: سبيل الحاج صالح •