عزيزى الرجل.. تحية طيبة وبعد.. أقر أنا كفتاة مصرية تحملت الكثير من الضغوط مارسها عليَّ مجتمعى منذ صغرى من قهر وكبت لحريتى ومضايقة لأنوثتى.. بأن أعترف لك أننى أصبحت الآن مستقلة، متحققة وناجحة.. والفضل فى ذلك يعود لك. فقد نشأت منذ صغرى على مثل كنت دائما أخشى منه.. أسمعه كثيرًا ولم أفهمه «اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24 ضلع».. «البنت لازم تتضرب و تتعاقب عشان تتعلم ومتغلطش تانى»، «لازم تخاف وتشوف العين الحمرا عشان تتربى».. وغيرها من الضرب والعقاب وكسرة النفس.. التى ربت جوانا خوفاً وجبناً كبيراً.. خوفاً ضيع منا الفرحة والاستمتاع بالحياة .. وجعلنا أكثر حكمة وعقلانية فى إدارة أمور حياتنا.. و«بنات خشنة مسترجلة قلبها حجر معندهاش مشاعر ولا أحاسيس» من وجهة نظركم. أهنئك عزيزى الرجل.. أنك فزت بكسر ضلع من ضلوعى، ولكنك لم تكسرنى.. فأنا بطبعى حمولة، أداوى جروحى وألمى فى صمت.. وأستعيد قوتى من جديد، لأفاجئك كعادتى.. فالضلع الذى استمتعت بكسره، هو ضلعك أنت يا «آدم»، الضلع الذى خرجت أنا «كحواء» منه.. ضلع الأمان، الاستقرار، الثقة، الحب والرحمة.. الضلع الذى أكسبنى مقابل كسره قوة وعزيمة وإصرارًا على تخطى صعاب الحياة.. جعل منى امرأة قوية واثقة من نفسها، تخوض معاركها بكل جرأة. لذلك على أن أبشرك، بأن هذا المثل قد انتهى من زمان وليس له وجود الآن.. فمع تطور السنين وتقدم التكنولوجيا ورتم الحياة السريع.. تبدل هذا المثل، أو بمعنى أدق تم تعديله ليكون «اكسر للبنت ضلع.. تكسرلك 24 ضلع».. بثقافتها، تفوقها، نجاحها بإثبات نفسها، حنكتها وإخلاصها ووفائها الذى تفتقر أنت إليه.. وتداركها المواقف الصعبة بمنتهى الحكمة وحلها بسهولة ويسر.. وليس بالصوت العالى والندية، اللذين يصورهما لك عقلك المريض.. فهى ليست فى حاجة إلى المعاملة معك بأسلوب «البلطجة» كى «تكسر لك 24 ضلع».. فعلمها وحده كفيل أن يجعلها امرأة قوية تخوض معركة وتفوز بها أمامك.. دون أن يؤثر ذلك على رقتها وأنوثتها ولباقتها التى تغلبك فى الحديث معها.. وهذا بالفعل ما وصلت له الآن.. فقد تحولت من امرأة مقهورة مسلوبة حريتها وحقوقها، إلى امرأة تغلبت على خوفها وتحدت كل الظروف الصعبة التى واجهتها وقررت أن تقهر الرجل وتفوقه فى مجالات عديدة وتثبت فيها جدارتها.. فنراها الآن مديرة ووزيرة وعالمة ومخترعة.. بل تتولى إدارة مناصب ذكورية.. يشيد بكفاءتها الجميع.. فعذرا سيدى لست أداة للكسر الآن، فقد أصبحت أقوى مما تتوقع.. عليك الحفاظ على ضلوعك، لأن كسرهم الآن سيؤلمك كثيرا.. وعليك أن تعلم جيدا قبل أن تفكر أن تكسر لها ضلعًا ستكسر لك 24. توقيع: امرأة مصرية. •