استضافت جامعة القاهرة هذا الأسبوع حلمى النمنم وزير الثقافة فى لقاء مفتوح مع الطلاب تحت عنوان «كيف تكون الثقافة قاطرة للتقدم والتنمية»، وذلك تحت رعاية الدكتور جابر نصّار رئيس الجامعة. ذكر النَمنَم خلال اللقاء أنه يوجد حتى الآن 99 قصر ثقافة على مستوى الجمهورية، ما يعمل منها بشكل كامل هو النصف فقط، ويوجد 17 قصرا خارج الخدمة وفى حاجة إلى ترميم كامل، وأضاف النَمنَم قائلاً «أول رحلة قمت بها فور أن توليت المنصب كانت زيارة لقصور ثقافة الصعيد، فالاهتمام بقصور الثقافة من أولويات الوزارة فى الوقت الحالى، وذلك لما تشكله من أهمية كبيرة واكتشاف المواهب الشابة فى المحافظات والأقاليم ودعمهم حتى يحققوا نجاحاً عالمياً كما فعلت فرقة سوهاج للفنون الشعبية. وعن أسباب تراجع الثقافة فى الوقت الحالى قال النَمنَم: الثقافة لم تتراجع لكنها تأثرت كثيراً بظهور التيارات المتشددة منذ نهاية حرب أكتوبر، حيث تم التضييق على المثقفين وتعرضوا لأعنف المواجهات التى وصلت إلى حد الاغتيال كما حدث مع فرج فودة والمحاولة التى تعرض لها نجيب محفوظ.. وأضاف: نحن نريد أن نعلى شأن العدالة الثقافية من خلال عدم التمييز بين الرجال والنساء الناتج عن الثقافات المغلوطة والمتوارثة وكذلك العدالة فى توزيع الأدوار بين الأجيال وعدم إزاحة الأجيال الشابة لصالح الكهول. وأضاف: إن مصر تفتقر للعدالة الثقافية فهناك أقاليم ومحافظات لا يتاح لسكانها حضور ولو عرض واحد فى الأوبرا أو المسرح طوال حياتهم لأن الأنشطة الثقافية تعرض فى القاهرة فقط ثم تخرج منها وإلى الإسكندرية وقد تصل إلى المحافظات الأخرى بعد عدة سنوات. وشدد النَمنَم أنه لابد أن تقام معارض للكتاب فى جميع المحافظات، بالإضافة إلى إرساء العديد من القيم الثقافية الغائبة عن مجتمعنا مثل العمل واحترام الوقت واحترام إنسانية الإنسان. وحول العلاقة بين تجديد الثقافة وارتباطه بتجديد الخطاب الدينى قال النَمنَم: الخطاب الدينى هو أحد مفاهيم الثقافة، ولو عدنا إلى التاريخ سنجد أن الازدهار الثقافى فى مصر قاد تجديد الخطاب الدينى، فلا يستطيع أحد أن ينكر الإسهامات المهمة لكتابات المثقفين فى الدين مثل كتاب «الفتنة الكبرى» لطه حسين والعبقريات للعقاد وغيرهما وهذا كله انعكس على المؤسسة الدينية وظهرت فى هذه الفترة الفلسفة الإسلامية وأحد أهم روادها الشيخ مصطفى عبدالرازق. وعن دور الكتاب وتأثره بوسائل الاتصال الحديثة قال النَمنَم: أدوات التواصل الحديثة ساهمت فى نشر القراءة، فقد زاد عدد الناشرين إلى أكثر من 700 ناشر وزادت أعداد المطابع ولايزال الكتاب الورقى يحتفظ بمكانته وأهميته . وعن حل مشكلة التعبير عن الرأى أكد النَمنَم أن قانون العقوبات به 6 مواد تفرض الحبس كعقوبة فى قضايا النشر ويوجد مطالب لإلغاء هذه المواد فلم يعد العالم يفرض عقوبات على حرية النشر. وأخيراً طلب أحد الحضور أن يعطى النَمنَم نصائح وروشتة ثقافية للشباب فقال: الروشتة يكتبها الأطباء وأنا لست طبيبا، والنصائح يقولها الوعاظ وأنا لست بواعظ، لكننى أنصح الشباب بأن يسعوا دائماً لتحقيق أحلامهم. ومن جانبه أشار جابر نصّار أنه لأول مرة فى تاريخ مصر ينص الدستور المصرى على أهمية الثقافة فى المادتين 47 و 48، وأضاف: إن القوة الناعمة فى مصر هى التعليم والثقافة. وقال: إننا الآن فى أحوج ما نكون للاختلاف فى الرأى واحترام هذا الاختلاف. كما أعرب عن سعادته بإقامة معرض للهيئة العامة للكتاب داخل حرم جامعة القاهرة حيث قال: لمت نفسى كثيراً لعدم الانفتاح على هذا المشروع العظيم الذى يوفر أقيم الكتب بقروش زهيدة. •