(1) منذ ظهور العروسة الساخرة (أبلة فاهيتا) فى برنامجها الأسبوعى وإعلانها الترشح للانتخابات البرلمانية وأنها مع التغيير كما تقوم هى بتغيير حفاضات ابنها (بودي)، ساعة كاملة تسخر فيها من الانتخابات البرلمانية، ساعة كاملة من (التقطيم) الدعائى ضد المرشحين فى هذه الانتخابات والتى تبدو بينهم (فاهيتا) هى الأكثر قبولا لدى الناس، وسأكمل بأنه منذ ظهور (فاهيتا) على شاشة التليفزيون وأنا اشعر أن هناك توجهًا إعلاميًا دعائيًا عامًا من (التسفيه) و(التصغير) و(التهميش) ضد الاستحقاق الأخير فى خارطة الطريق. أجهز عليه إعلان (سامية عطية) أو (سما المصري) الراقصة ترشحها للانتخابات البرلمانية عن دائرة الرئيس (عبدالفتاح السيسي) دائرة (الأزهر والجمالية) ورغم رفض ترشح (سما) قضائيا فإنها مازالت تحاول وتسأل كبار القانونيين فى البلد كيف (تتدارك) هذا الرفض الذى اقترن فى مصوغات الحكم (بسوء الأخلاق والسمعة)!! خاصة أن الدستور لا يمنع أى شخص مصرى لم يتم القبض عليه فى (حالة تلبس) فى قضايا الشرف بأنه من الممكن أن يترشح لأى استحقاق انتخابى طالما توافرت فيه الشروط. (2) وفى دائرة (بولاق الدكرور بالجيزة) نجد أن ظهور (الرجل العنكبوت) (سبايدر مان) بين أهالى المنطقة يعلن أنه قرر الترشح للانتخابات البرلمانية يقوم بالتجول بين أبناء الحى ويتحدث معهم عن مشاكلهم ويلتقط الصور معهم ولعل دعاية (سبايدر مان) من وجهة نظرى ربما تكون الأكثر نجاحا حتى الآن بين كم كبير من المرشحين لا يعلم عنهم المواطن المصرى أى شيء ويخرج بالطبع مرشحو قائمة (فى حب مصر) من هذا (التجهيل ووصمة عدم المعرفة) لأن أغلبهم يعرفه المواطن أو حتى قد تبادر إلى أذنه اسم الكثيرين منهم!! (3) ويظل المشهد الأكثر تأثيرا فى هذه الانتخابات وربما فى انتخابات سابقة بعد عزل مرسى وأقصد الانتخابات الرئاسية يظل مشهد (عزوف الشاب) عن المشاركة أمرا يثير الكثير من الشكوك حول جهوزية مؤسسات الدولة فى الوصول إلى قطاع كبير من الشعب قطاع يمثل نسبة (60%) منه وكيف يكون إقناع هؤلاء الشباب بالنزول إلى أى استحقاق انتخابى والمشاركة بالتصويت. (4) فئة الشباب من سن 18 وحتى سن الأربعين كانوا غائبين عن صناديق الاقتراع، واللافت للأمر أنه تساوى فى ذلك من هم من الطبقة الفقيرة والمتوسطة ومن هم من الطبقة التى نطلق عليها بلغتنا الدارجة (المرتاحة ماديا) نعم تساوى من يملك وظيفة مع من لا يملك أى وظيفة، تساوى من هم فى أعلى درجات التعليم مع من لم يحصلوا على أى مؤهل، كشوف طويلة تحمل أسماء هؤلاء الشباب ظلت خاناتها فارغة فى ما يشبه الاتفاق غير المعلن بأن يكون العنوان الكبير والرسالة الواضحة (لم ولن يذهب أحد من الشباب وحتى أكون منصفة يخرج من تصنيفى الشباب الذى لم يشارك فى العملية الانتخابية للبرلمان فى مرحلته الأولى وشباب الإخوان وبعض التيارات الإسلامية الذين مازالوا مقتنعين حتى اليوم بأن ما حدث فى (الثالث من يوليو) هو انقلاب عسكرى على حاكمهم (محمد مرسي) الذى يواجه اليوم أحكاما بالإعدام !! إذن يبقى شباب مصر الذين لا ينتمون لأى جماعة محظورة اين ذهبوا ولماذا ضلوا طريق الصناديق ولجان الاقتراع بالطبع هناك الكثير من الأسباب المهمة جدا تلك الأسباب التى لم تأخذها الدولة على (محمل الجد) منذ المشاركة الضعيفة للشباب فى (الانتخابات الرئاسية)! (5) عدم المشاركة فى الانتخابات أو بلغة هؤلاء الشباب «تكبير الدماغ» هل هو يأس وعدم ثقة فى أن أصواتهم من الممكن أن (تفرق) فى هذه الدولة أم هو عدم رضا عن إدارة الدولة أو هو عدم تواصل معهم، خاصة أن من يظهرون اليوم فى وسائل الإعلام المصرية هم فوق الخمسين يجيدون استفزاز الشباب أكثر من استمالتهم وكسب ثقتهم!! (6) داخل نفوس الشباب وعندما ندخل فى تقييمهم للأمور نجد أن الفئة العمرية من سن (18 وحتى سن 25) هى فئة فى الغالب تجد أن التصنيف فى الحياة إما (أبيض أو أسود) لونان فى غاية الوضوح فى الوقت الذى تتلون حولهم المواقف والاتجاهات فى دنيا السياسة والإعلام (فمن كان مع مبارك بالأمس) (هو اليوم ثائر عليه يلعن أيامه) هذا التغيير من النقيض للنقيض صعب أن تتفهم هذه الفئة العمرية أو تتفهم أسبابه لأنى كما ذكرت الأمور فى الدنيا لديهم (لونين) لا ثالث لهما ! (7) الشباب المصرى هو مفجر الثورة بعيدا عن التحركات البطيئة (لأحزاب عجوزة) أو أحزاب أخرى تتحسس الطريق بقلق، نعم كانت تحركات الشباب هى السابقة الطموحة السريعة الغاضبة ولكن أين ذهبت هذه الطموحات. وما نتيجة كل التحركات الثورية فى ثورتين وهكذا يسأل الشباب ويسألون أيضا ما هو العائد من قناتى السويس فى ظل ازدياد البطالة وغلاء الأسعار ويتساءلون أين نصيبهم ومكانهم من المناصب الإدارية فى مؤسسات الدولة ويتساءلون أين هم من (عاصمة مصر) الأولى التى تحدثت عنها كل التقارير الأجنبية بأنها ستكون عاصمة رجال الأعمال و(الإيلييت فى الدولة) أسئلة كثيرة يسألها الشباب ثورة وثروة وطن ومن الممكن جدا أن يكون قنابل الوطن الموقوتة الساخنة!! •