قبل أن نسأل عن مخطط «أبلة فاهيتا» التآمرى على مصر، لا بد أن نسأل من هو «أحمد سبايدر» الذى زعم أنه فك شفرة إعلان «فودافون» الذى قدّمته «أبلة فاهيتا»؟! لقد جرنا مغنى الراب الباحث عن الشهرة إلى حالة من الإلهاء المتعمّد، والدخول فى غيبوبة فكرية أضحكت العالم علينا، لأنه ببساطة يبحث عن الأضواء مجدداً.. فلا هو استفاد من هجومه على ثورة 25 يناير ولا من دعمه لنظام «بشار الأسد».. ولا حتى تحقق من تقديم برنامج على قناة «الفراعين».. ولا شعر أحد أنه اعتزل السياسة!! فكل علاقة «سبايدر» بالسياسة أنه كان أدمن صفحة «وائل غنيم»، فلا هو بطل ولا مناضل وليست له أى مصداقية! لكنه فى لحظة تجلٍّ، خرج علينا (بدماغ عالية ومتكلفة)، وقرر أن الدمية «أبلة فاهيتا» قدّمت إعلاناً يحتوى على شفرات ورموز لتفجيرات تخطط لها جماعة الإخوان المسلمين.. فى أعياد الكريسماس التى مرت بسلام لتؤكد خطأ تأويله للإعلان وكذبه المتعمّد! ما يهمنى هنا هو إقدام شاب (بحسن أو سوء نية) على تقديم بلاغ إلى النائب العام، قد يضر باقتصاد البلد، لأنه يتعلق بشركة صاحبة استثمارات كبيرة وعمالة تصل إلى 9000 شخص، وشغل نيابة أمن الدولة بالتحقيق مع ممثلى الشركة صاحبة الإعلان، ودخول جهاز الأمن الوطنى متاهة التحريات عن «أبلة فاهيتا»!! قطعاً لا بد أن تتعامل أجهزة الدولة بكل جدية مع اتهام بالإرهاب كهذا، ولكن هل نسينا أن حكم «الإخوان» استخدم سيف البلاغات الكيدية ضد الجميع.. هل آن الأوان لصدور تشريع يعاقب من يتقدم ببلاغ يثبُت كذبه حتى لا نصبح ضحايا لذوى الخيال المريض؟ هل «سبايدر» صاحب البلاغ يرى أن قناة «الجزيرة» مثلاً عاجزة عن توصيل رسائل الإخوان مشفرّة أو مباشرة، وأن الجماعة الإرهابية تحتاج إلى شفرة جديدة: (شريحة المرحوم، وشجرة الصبار، وحوار عبثى)!! «سبايدر» يعرف طريقه جيداً، إنه يستغل تصنيف الإخوان المسلمين ك«تنظيم إرهابى» ليسخر من المجتمع بأكمله.. ويحصد الشهرة.. وإلا فلماذا يتنازع معه «سامح أبوالعرائس»، رئيس الجمعية العربية للمحللين الفنيين، الذى أكد عبر حسابه الرسمى على «فيس بوك»، أنه أول من قام بتفسير الإعلان التجارى، وأنه من أوضح الدلالات التى يحملها، ويتهم «أحمد سبايدر» بالاستيلاء عليها دون إذنه، ليدخل كلاهما فى جدال حول هذا الأمر، وسط ذهول ودهشة المتابعين.. إنه نزاع على الشهرة لا أكثر. كلاهما يستخف بعقولنا، ويسخر من الحرب الإرهابية التى تُشن علينا، ومن جهود الجيش والشرطة والمجتمع للخروج بأمان من هذه المرحلة المأزومة.. وإلا فما معنى أن يتعهد «سبايدر» على الهواء مباشرة بسجن «أبلة فاهيتا»؟! هل هناك من يسجن «دمية».. أو يتعامل بهذه الطريقة الهزلية مع تحقيق جاد أمام نيابة أمن الدولة العليا، إلا إذا كان يحاول إظهار المجتمع فى حالة خلل عقلى: يترك الإرهاب المنتشر فى الشوارع والجامعات ويطارد «أبلة فاهيتا» على الإنترنت!! لقد جعلنا «سبايدر» أضحوكة أمام العالم، «نيويورك تايمز» و«أسوشييتدبرس» والتليفزيون الفرنسى يتندرون علينا.. ربما لأننا لم نُخضع «سبايدر» للكشف على قواه النفسية والعقلية قبل مجاراته فى شكوكه وأوهامه، خصوصاً أن الشركة الأمريكية التى أنتجت شخصية «أبلة فاهيتا» هى نفسها الشركة التى تعاقدت معها مصر للرد على مزاعم الإخوان أمام الرأى العام الدولى وتوضيح صورة ثورة 30 يونيو للعالم.. وهذا معناه أننا إما أغبياء أو مغفلون، والوحيد العاقل بيننا هو «سبايدر»!! لى مطلب وحيد من السادة أعضاء النيابة الموقرة، إذا ما ثبت كذب ادعاء «أحمد سبايدر» أن يتم توجيه تهمة «البلاغ الكاذب وإزعاج السلطات إليه.. حتى لا تصبح «شفرة الإرهاب» تهمة يوجهها من يغضب من جاره أو يريد التخلص من زوجته.. وحتى يظل العالم يحترمنا كمقصد آمن للاستثمار.