نفذت قوات الدعم السريع في السودان، اليوم الخميس، ضربة بطائرة مسرة استهدفت مطار الخرطوم، لليوم الثالث على التوالي، قبل ساعات من الموعد المقرر لإعادة تشغيل المطار. وذكرت صحيفة "الراكوبة نيوز" السودانية، على موقعها الإلكتروني اليوم، أن الهجوم طال البنية التحتية للمطار بشكل مباشر. وقال شهود عيان، إن "7 طائرات مسيرة شوهدت تحلق باتجاه المطار، 4 منها قدمت من جهة جنوب الحزام، و3 من منطقة صالحة، قبل أن تتوالى الانفجارات في محيط المطار، وسط حالة من الذعر والتوتر بين السكان". وجاء هذا القصف بعد يوم من ضربات مماثلة نفذتها قوات الدعم السريع؛ ما أدى إلى تصاعد السنة اللهب والدخان ووقوع حرائق داخل مطار الخرطوم. وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم، فجر أول أمس الثلاثاء، هجوما جوياً واسع النطاق بطائرات مسيّرة انتحارية، استهدف مناطق متفرقة أهمها مطار الخرطوم الدولي. وأشارت الصحيفة، إلى أن شركة بدر للطيران أعلنت تأجيل رحلاتها المجدولة لهذا اليوم، بالإضافة إلى تعليق رحلاتها لثلاثة أيام قادمة، على أن تستأنف التشغيل يوم الأحد المقبل. وأفادت بأنه رغم استمرار الهجمات، تمكنت إحدى رحلات شركة بدر للطيران من الهبوط في مطار الخرطوم نهار أمس الأربعاء، في عملية وصفت بأنها "استثنائية بالنظر إلى الظروف الأمنية المحيطة"، كاشفة عن أن "الرحلة أقلّت رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي غادر المطار سريعًا بعد هبوط الطائرة". ووفق الصحيفة، "وسعت قوات الدعم السريع نطاق عملياتها الجوية، حيث شنت هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت استراتيجية في عدة مواقع، شملت خزان سنار ومحطة التوليد المائي، بالإضافة إلى قيادة الفرقة الرابعة في مدينة الدمازين، والمحطة التحويلية في الرصيرص بولاية النيل الأزرق". وبينت الصحيفة، أن الهجوم على الرصيرص تسبب في إصابة مباشرة لأحد المحولات الكهربائية، ما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن المدينة، لافتة إلى أن فنيين في قطاع الكهرباء توقعوا أن تستغرق عمليات الإصلاح عدة أيام، بالنظر إلى حجم الأضرار التي لحقت بالمعدات الحيوية. وأكدت قيادة الفرقة الرابعة مشاة في الدمازين، أن قوات الدفاع الجوي تعاملت مع الطائرات المسيّرة وأسقطتها قبل أن تُحدث خسائر بشرية أو مادية كبيرة. ومع ذلك، أفادت مصادر محلية، بإصابة عدد من المهندسين خلال الهجوم الذي استهدف محطة التوليد المائي في سنار. وأشار مجلس التنسيق الإعلامي لشركة كهرباء السودان، إلى أن الهجوم على المحطة التحويلية في الرصيرص أدى إلى انقطاع شامل للتيار الكهربائي في مدينة الدمازين، نتيجة الضرر الكبير الذي أصاب أحد المحولات الرئيسة، موضحة أن هذا الانقطاع تسبب في إغراق المدينة في ظلام دامس، وزاد من معاناة المواطنين، خاصة في ظل تعطل الخدمات الأساسية. ولفت المجلس، أن الفرق الفنية باشرت عمليات تقييم شاملة للأضرار الناتجة عن الهجوم والحريق الذي أعقب الضربة، وتعمل حاليًا على تنفيذ أعمال الصيانة. ويعيش السودان، في صراع دموي على السلطة منذ أبريل 2023 بين الزعيم الفعلي عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع.