شنّت ميليشيات الدعم السريع السودانية، سلسلة من الغارات بطائرات مسيّرة استهدفت عدة مواقع رئيسية في منطقة الخرطوم الكبرى، مما زعزع الهدوء النسبي الذي ساد المنطقة منذ استعادة الجيش السوداني العاصمة من قوات الدعم السريع قبل ستة أشهر. وأعلنت قوات الدعم السريع مسئوليتها عن الهجوم، قائلةً إنه ردّ على ما وصفته ب"الاستهداف" للمستشفيات والمنشآت المدنية الأخرى في ولايتي دارفور وكردفان، وهو ما نفاه الجيش السوداني في بياناته المتكررة. استهداف معسكرات الجيش السوداني وقال المتحدث باسم الإدارة المدعومة من قوات الدعم السريع في دارفور: "استهدفت هذه العمليات النوعية مواقع عسكرية ولوجستية تخدم المجهود الحربي للجيش دون الإضرار بالمدنيين أو ممتلكاتهم". ولم يُصدر الجيش، الذي يخوض حربًا ضد قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، أي تعليق فوري على هجوم يوم الثلاثاء. وقال سكان إن الهجوم تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في عدة أجزاء من منطقة الخرطوم الكبرى، وكذلك في ولاية النيل شمالًا. وذكرت أن طائرات مسيرة استهدفت منطقة المرخيات، شمال أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تُشكل الخرطوم الكبرى، حيث دُمرت عدة محولات كهرباء. واندلع حريق في محطة الكهرباء التي تضم المحولات. وأضافت أن الطائرات المسيرة استهدفت أيضًا مصفاة الجيلي النفطية ومجمع اليرموك الصناعي العسكري. ونقلت صحيفة ذا ناشيونال الناطقة باللغة الإنجليزية عن مصدر عسكري قوله إن قاعدة جوية استُهدفت أيضًا، لكن أنظمة الدفاع الجوي أحبطت الهجوم. هجوم بالطائرات المسيرة ويشبه الهجوم بالطائرات المسيرة نفس الهجوم الذي وقع أوائل مايو على بورتسودان، المقر المؤقت للحكومة المدعومة من الجيش على البحر الأحمر، استهدفت تلك الهجمات مطار المدينة وخزانات الوقود ومحطات الكهرباء. ويُمثل هجوم الخرطوم أيضًا تصعيدًا كبيرًا في الحرب واستخدامًا أوسع للطائرات المسيرة التي حصل عليها كلا الجانبين من مؤيديهما الإقليميين. ومن المتوقع أن يُعيق هذا الهجوم عودة السكان الذين فروا من القتال إلى ديارهم في منطقة العاصمة. ويُعتقد أن ما لا يقل عن نصف سكان العاصمة، البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة، قد فروا من الخرطوموأم درمان وبحري. ويأتي الهجوم أيضًا في الوقت الذي يخوض فيه الجيش وقوات الدعم السريع معارك ضارية للسيطرة على الفاشر، المدينة الوحيدة في منطقة غرب دارفور التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وتخضع المدينة لحصار قوات الدعم السريع منذ مايو من العام الماضي، لكن الجيش حافظ على سيطرته. أزمة إنسانية في السودان ويُعزى القتال الدائر هناك بشكل رئيسي إلى الأزمة الإنسانية داخل المدينة والمنطقة المحيطة بها، حيث أُعلنت المجاعة، فيما لا يوجد رقم دقيق لعدد القتلى في الحرب الأهلية السودانية، ولكن يُعتقد أن العدد يصل إلى عشرات الآلاف. كما أجبرت الحرب أكثر من 13 مليون شخص على النزوح وتركت نصف السكان - حوالي 25 مليونًا - يواجهون الجوع. جهود الوساطة فشلت جهود الوساطة بين قائد الجيش السوداني والحاكم الفعلي للبلاد، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد دقلو، في إنهاء القتال، حيث تعهد الجيش بالقتال حتى النصر. ويوجد في السودان الآن إدارتان متنافستان، حيث تسيطر الحكومة المدعومة من الجيش في بورتسودان على المناطق التي يسيطر عليها الجيش في المناطق الشمالية والوسطى والشرقية. كما أنشأت قوات الدعم السريع إدارتها الخاصة في دارفور، وعاصمتها نيالا. كما تسيطر القوات شبه العسكرية على أجزاء من كردفان في الجنوب الغربي.