شهدت العاصمة السودانية الخرطوم فجر اليوم الثلاثاء هجوماً جوياً واسع النطاق بطائرات مسيّرة انتحارية، استهدف مناطق متفرقة أهمها مطار الخرطوم الدولي، وذلك قبل أقل من 24 ساعة على الموعد المقرر لإعادة تشغيل المطار للرحلات الداخلية. ووفق ما نشرته صحيفة "التغيير" السودانية على موقعها الإلكتروني ، حلقت الطائرات المسيرة في سماء الخرطوم فجر اليوم وسمع أزيزها بوضوح في أحياء شرق النيل والحاج يوسف وأم درمان، بالتزامن مع انفجارات عنيفة هزّت المنازل، وذكر شهود عيان سماع أصوات ما لا يقل عن 11 طائرة مسيّرة، تبعتها انفجارات متتالية، دون تأكيد ما إذا كانت ناجمة عن سقوط الطائرات أو تصدي الدفاعات الجوية لها. و أكدت مصادر ميدانية وسكان محليون أن مطار الخرطوم كان أبرز الأهداف التي طالتها الغارات، إلى جانب محطة المرخيات التحويلية للكهرباء، في هجوم اعتبره البعض محاولة واضحة لعرقلة إعادة افتتاح المطار بعد توقف دام أكثر من عامين، وأفادت مصادر محلية بسماع أكثر من ثمانية انفجارات في المطار والمناطق المجاورة له. وكشفت مصادر عسكرية عن أن الجيش السوداني كان على علم مسبق بنية قوات الدعم السريع تنفيذ هذا الهجوم الجوي باستخدام مسيّرات انتحارية، بهدف تعطيل استئناف الرحلات الجوية، مؤكدة أن الهجوم بدأ فجراً، وأن معظم الطائرات كانت تحلق على ارتفاعات منخفضة، ما جعل أصواتها مسموعة بوضوح في الأحياء التي عبرتها. و أشارت مصادر مطلعة إلى أن الطائرات المستخدمة كانت من النوع الانتحاري، وتعمل بأنظمة توجيه متطورة تعتمد على الملاحة العالمية وبعض تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يعكس تطوراً في قدرات الدعم السريع على تنفيذ ضربات دقيقة، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني في العاصمة، خاصة مع أهمية استعادة المطار كخطوة رمزية نحو التعافي الاقتصادي. ويعيش السودان في صراع دموي على السلطة منذ أبريل 2023 بين الزعيم الفعلي عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو، الذي يقود قوات الدعم السريع.