لليوم الثاني في انتخابات النواب بالفيوم.. السيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    ضمن «تمكين».. جامعة بنها تنظم ورشة تدريبية عن ريادة الأعمال لذوي الهمم    "تعليم القاهرة" تدعو الطلاب لضرورة الاستفادة من المنصة اليابانية    «تطوير التعليم بالوزراء» يعلن إطلاق برنامج مجاني لتعلم اللغة الإيطالية لتأهيل الشباب لسوق العمل الدولي    بنك الاستثمار القومي يخفض حصته في «إيجيترانس» إلى 18.3%    «الأوقاف»: تعديل القيمة الايجارية لأملاك الوقف    الجريدة الرسمية تنشر قرار اعتماد تعديل مخططات تفصيلية ل5 مدن بالقليوبية    مشتريات عربية وأجنبية تقود صعود مؤشرات البورصة بمنتصف التعاملات    في زيارة تاريخية.. ماكرون يضغط على شي بشأن أوكرانيا والتجارة    تبون: لا سلام بالشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية    بوتين: المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا مفيدة لكنها كانت أيضا عملا صعبا    ترقب أمريكى لزيارة بوتين للهند.. توقعات باتفاقات دفاعية وتسهيل التجارة    عبد الرحيم علي ينعى شقيق الكاتب الصحفي إسلام عفيفي    كأس العرب 2025.. ثنائي مصر وعلي معلول في التشكيلة المثالية للجولة الأولى    عبور مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية من معبر رفح لإغاثة قطاع غزة    إيران تشارك في حفل سحب قرعة كأس العالم بواشنطن    الزمالك يخوض مبارياته في كأس عاصمة مصر على ستاد المقاولون العرب    مفاجأة في مستقبل عبد القادر مع الأهلي .. واللاعب يقترب من الحسم    الكشف عن الموعد الجديد لنهائي كأس ليبيا على استاد القاهرة    غنام محمد على رادار الأهلي تمهيدا لرحيل ديانج في يناير    ننشر صورة والد الجاني في واقعة «منشار الإسماعيلية».. وتأجيل محاكمته إلى 25 ديسمبر    الداخلية تضبط شخصين بحوزتهما كروت انتخابية بمحيط لجان فى طما    حالة الطقس اليوم الخميس.. الأرصاد تكشف خرائط الأمطار ودرجات الحرارة على المحافظات    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى أوسيم دون إصابات    الأطفال افتكروه لعبة.. وصول لجان من البيئة والطب البيطرى لمتابعة تماسيح الشرقية    داعية يرد علي مؤلف فيلم الست: يعني إيه فيلم عن الرسول هيبقى أسهل من فيلم عن أم كلثوم؟    مراسلة "إكسترا نيوز": إقبال كثيف منذ اللحظات الأولى لفتح اللجان بإمبابة    الليلة.. حفل افتتاح مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025    "آثار القاهرة" تنظم ندوة علمية حول النسيج في مصر القديمة واتجاهات دراسته وصيانته    هل بول القطط نجس؟ وحكم الصلاة فى المكان الملوث به.. الإفتاء تجيب    مباحثات مصرية - بريطانية لتعزيز الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية    جامعة أسوان تطلق القافلة السنوية لجراحة تجميل الأطفال بالمجان    لماذا يرتفع ضغط الدم فى الصباح وكيفية التعامل معه؟    حصر مخالفات العمالة في منشآت كبرى وإصدار إنذارات ومحاضر لعدم الالتزام بالقانون    اسعار المكرونه اليوم الخميس 4ديسمبر 2025 فى محال المنيا    موعد صلاة الظهر..... مواقيت الصلاه اليوم الخميس 4ديسمبر 2025 فى المنيا    المعرض الدولى الرابع للصناعات الدفاعية ( إيديكس - 2025 ) يواصل إستمرار فعالياته وإستقبال الزائرين    وزير التنمية المحلية: تنفيذ 57 حملة تفتيش ميدانية على 9 محافظات    وزير الكهرباء يبحث مع «أميا باور» الإماراتية التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة    وزير الزراعة يدلي بصوته في جولة إعادة انتخابات مجلس النواب بدائرة الرمل    طرح برومو ملوك أفريقيا استعدادًا لعرضه على الوثائقية الأربعاء المقبل    محكمة جنح أول الإسماعيلية تؤجل نظر محاكمة والد المتهم بجريمة المنشار    أسيوط.. العثور على جثة مواطن وابنته بترعة الإبراهيمية عقب اختفائه وأبنائه الأربعة في ديروط    مصر تقيم احتفالية كبرى لوزراء البيئة وممثلي 21 دولة من حوض البحر المتوسط    تحقيقات عاجلة بعد اعتداء على ممرضة في مستشفى الفيوم العام    الحقيقة الكاملة حول واقعة وفاة لاعب الزهور| واتحاد السباحة يعلن تحمل المسئولية    الصحة: مباحثات مصرية عراقية لتعزيز التعاون في مبادرة الألف يوم الذهبية وتطوير الرعاية الأولية    اليوم الثاني للتصويت بالبحيرة.. إقبال لافت من الناخبين منذ فتح اللجان    رمضان 2026| سوسن بدر تتعاقد علي «توابع »ل ريهام حجاج    استمرار الغلق الكلي لمحور 3 يوليو.. تعرف على البدائل    بيراميدز يخسر جهود زلاكة أمام بتروجت    هل وجود الكلب داخل المنزل يمنع دخول الملائكة؟.. دار الإفتاء تجيب    لو عندى نزلة برد أعمل إيه؟.. الصحة توضح خطوات التعامل والوقاية    اللهم إني أسألك عيش السعداء| دعاء الفجر    دولة التلاوة.. المتحدة والأوقاف    حلمي عبد الباقي يكشف إصابة ناصر صقر بمرض السرطان    وزير الثقافة يُكرّم المخرج القدير خالد جلال في احتفالية كبرى بالمسرح القومي تقديرًا لإسهاماته في إثراء الحركة المسرحية المصرية    كأس إيطاليا – إنتر ونابولي وأتالانتا إلى ربع النهائي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموسيقار الكبير عمر خيرت:
نشر في صباح الخير يوم 07 - 10 - 2015

فى منزله وعلى أريكته جلست أمامه فى أول لقاء صحفى يجمع بيننا، فى البداية سألته إذا كان لديه مانع أن يعود معى إلى الوراء حيث البداية التى رغم قراءتى للكثير عنها، كنت على ثقة أنه مازال هناك الكثير من التفاصيل، التى تعجز أى قراءات أن تحملها لنا، فهى فقط تلك الجلسة الفنية الموسيقية بينى وبين الموسيقار الكبير عمر خيرت وحدها القادرة على الكشف عن تلك التفاصيل، التى أتشوق أن أنصت إليها شخصيا من صاحبها الذى عايشها وبفضلها تكونت تلك الشخصية الفنية التى استطاعت أن تسحر بموسيقاها الملايين حول العالم.
وبالفعل رحب كثيرا بالفكرة، وبدأ فى سرد تفاصيل حياته حيث النشأة فى أسرة فنية عاشقة للفن بجميع أشكاله، وذلك الطفل الذى استيقظ فجأة على أصوات بيانو والده وأشهر المعزوفات الموسيقية الشرقية والعالمية، ليدرك أن هناك هبة أنعم الله بها عليه ألا وهى عشقه للموسيقى التى عليه أن يعمل جاهدا على تطويرها بالدراسة والاطلاع لكى يصل بها إلى جميع أرجاء العالم رافعا اسم بلده عاليا.
حوار موسيقى من تأليف الموسيقار الكبير عمر خيرت، نسافر من خلاله معه إلى عالمه يروى لنا عن ذكرياته، ملامحه وتفاصيله، نتعرف من خلاله على عمر خيرت الإنسان والفنان، وإن كانا كل منهما وجهين لشخص واحد مازال مؤمنا بوجود الحب والرومانسية والتفاؤل والأمل.
• الأصل
فى البداية رأيت أنه من الضرورى أن أعود مع الموسيقار الكبير عمر خيرت إلى الوراء، حيث الماضى، حيث الطفولة، والنشأة وأفراد عائلته التى ساهمت كثيرا فى تكوين تلك الشخصية الفنية، أى البداية التى اختزلها هو فى كلمة ألا وهى الأصل قائلا:
فى أسرة مهتمة بالفنون، بطريقة متسعة، وفى شارع خيرت بالسيدة زينب، الذى سمى على اسم جدى الأكبر، ثم جدى محمود خيرت، وهو موسوعة فنية ضخمة، فقد كان محامى، سكرتير مجلس الشورى، فناناً تشكيليا ورساما، موسيقيا وشاعرا، أديبا ومترجما، كان بيته فى شارع خيرت صالوناً دائماً للقاء أئمة الفن فى ذلك الوقت الذهبى، من الأدباء، الرسامين، المترجمين، الشعراء والموسيقيين، من ثم يأتى دور أشقاء أبى، بداية من أبوبكر خيرت، د.عمر خيرت، عثمان خيرت ووالدى على خيرت، فمن الصغر وقد نشأوا جميعا وتربوا على الفن والفضل فى ذلك يعود بعد ربنا لوالدهم محمود خيرت، الذى أتاح لهم فرصة التعلم على يد كبار الأساتذة حيث الموسيقى الشرقية والعالمية، فنبغ من بينهم أبوبكر خيرت، المهندس المعمارى العالمى الذى درس الموسيقى بتمعن لدرجة أنه ألف وهو لم يتجاوز العاشرة، حتى إن الصحف المصرية كتبت وقتها عنه قائلة مولد موزار عربى جديد، فقد أسس أبوبكر خيرت الكونسرفتوار وصمم التصميم الهندسى لأكاديمية الفنون، حيث إن لديه العديد من الأعمال الهندسية الشهيرة مثل المدينة الجامعية لجامعة القاهرة، وستراحة الملك فاروق فى حلوان، ننتقل إلى والدى المهندس المعمارى وعازف البيانو، لهذا ظهر على منذ الصغر عشقى للموسيقى وانجذابى نحو عالمها، فمنذ أن استيقظ من نومى وأنا أنصت إلى موسيقى والدى، فقد كنت أقف بجواره وهو يعزف محاولا العزف على البيانو، لكبار المؤلفين العالميين، وعليه لاحظ والدى انجذابى الشديد لعالم الموسيقى، وفى عام 1959 قدم والدى لى فى معهد الكونسرفتوار فى أول دفعاته، لتتوالى الأمور حتى يومنا هذا.
• استمرارية ونجاح
• حتى يومنا هذا واستمراريتك هى حديث الملايين، ونجاحك أبسط دليل عليه هو الجمهور العريض من مختلف الفئات والأعمار، الذى يحرص بشكل دائم على حضور حفلات عمر خيرت، هل هناك ما تود أن تبوح به يلخص لنا السر وراء تلك العلاقة الوطيدة بينك وبين جمهورك فى مصر ومختلف أنحاء العالم؟
«توفيق من عند الله»، فهى فى البداية موهبة من عند ربنا، فأنا لم أدرس الموهبة، وإنما هى نعمة وهبنى إياها الله وهى حبى للموسيقى، ولكن كان على أن أصقلها بالدراسة إلى جانب الاطلاع على العديد من الثقافات المختلفة، فأنا لم اكتف بالدراسة فى الكونسرفتوار، بل كان هناك مجهود شخصى فى مراسلة العديد من الجامعات العالمية، فأنا لم أعزف فقط البيانو بل أيضا عزفت درامز».
• ثورة
• بمناسبة الحديث عن الدرامز، فالكثير قد يندهش من تلك المرحلة فى حياة عمر خيرت أو النقلة الفنية.. تعليقك؟
- «صحيح فأنا فى البداية عزفت بيانو ومن ثم عزفت درامز وكأننى بالفعل أريد أن أثور، فمن خلال آلة الدرامز يستطيع الفنان أن يشعر بالحرية المطلقة، القادرة على إخراج طاقة كبيرة والكثير من المشاعر والمتناقضات التى بداخل أى فنان، والحقيقة أننى كنت فى حاجة إلى تلك الثورة فى تلك المرحلة من عمرى، خاصة عقب وفاة عمى أبوبكرخيرت، فجأة وبمفردى قررت اقتحام عالم الدرامز، وبالفعل علمت نفسى وشاركت فى العديد من الفرق للانتشار وبالفعل حققنا صدى كبيراً فى الستينيات من خلال فرقة القطط الصغيرة، فقد كانت مرحلة أفادتنى كثيرا بكل إيجابياتها وسلبياتها على عكس ما توقعه الآخرون لطالب الكونسرفتوار الذى قرر فجأة عزف الدرامز».
• والبيانو
• ولكن سرعان ما قررت العودة إلى البيانو ومرحلة جديدة، نشهد جميعا أهم إنجازاتها حتى وقتنا هذا؟
- «دعينا نتفق أننى بعمرى ما تركت عزفى للبيانو، حتى أثناء عزفى على الدرامز كنت حريصا على المداومة على دروس البيانو، وجمعت لفترة بين كل من البيانو والدرامز، استفدت خلالها الكثير، لأن الموسيقى لديها ثلاثة عناصر هى: اللحن، الإيقاع والهرمونى، فعندما يمتلك المؤلف تلك العناصر فهى تساعده بشكل كبير فى التطور من أدائه، ولكن بالفعل الحمد لله وفقت فى تحقيق ما أتمناه من خلال تلك المرحلة وهو الوصول بموسيقايا إلى العالم كله.
• علاقة شرقية عالمية
• بيتهوفن، موزار وغيرهم من أشهر الأسماء فى عالم الموسيقى العالمية أثرت كثيرا فى تكوين عالم عمر خيرت الموسيقى وفى الوقت نفسه أبوبكر خيرت، أم كلثوم، محمد عبدالوهاب وغيرها من الأسماء البارزة فى عالم الموسيقى الشرقية كانوا أيضا لهم تأثيرهم فى عالمك ومزيج نجح فى فرض تلك الحالة الموسيقية الخاصة بينك وبينك جمهورك فى مختلف أرجاء العالم؟
- «أول من ترعرعت على موسيقاه وأثر فى كثيرا هو أبوبكر خيرت ومن ثم جاء دور بيتهوفن وموزار وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، هذا الجمع بين الموسيقى الشرقية والعالمية هو بالفعل السر الرئيسى من وجهة نظرى فى تلك الحالة الموسيقية المختلفة التى أقدمها فى مصر وفى العالم كله وفى تلك العلاقة القوية بينى وبين جمهور العالم كله، فأنا عندما أقوم بالعزف خارج مصر ألمس سر انجذاب الجميع لموسيقاى وهو أنها شديدة القرب منهم وفى الوقت نفسه جديدة عليهم، فما هى إلا «الحتة الشرقية» فى باعتبارى مصريا، فبلا إرادة تشربت من هذا وترعرعت على أصوات محمد عبدالوهاب، سيدة الشرق أم كلثوم، عبدالحليم حافظ وسيد درويش، فمنذ الصغر وفى شبابى تأثرت كثيرا بكل هؤلاء المبدعين مثل أى شاب مصرى وإن كنت اختلف لما كان لدى من ولع بالموسيقى الكلاسيكية أى البيانو والموسيقى الغربية، كل هذا اجتمع ليصنع عمر خيرت».
• الكونسرفتوار
• عمر خيرت، الطالب بمعهد الكونسرفتوار، كيف يرى هذا الكيان الضخم بعين الموسيقار الكبير لا الطالب الآن؟
- «فى عهد أبوبكر خيرت كان الكونسرفتوار كيانا عظيما فنيا وثقافيا، أما الآن فهو مثل أى كلية أو جامعة فى مصر، لديه ما ينقصه بالتأكيد خاصة خلال الخمسين أو الثلاثين عاما الماضية، ولكن أحمد الله أنه مازال موجودا ومازال يتخرج من خلاله عازفون على مستوى لائق دارسين للموسيقى العالمية، هذا الأمر يجعلنى مطمئنا على مستقبل الموسيقى، والدليل على ذلك حفل قناة السويس، فإنه لأمر يدعو للفخر عندما ننظر إلى الأوركسترا المشاركة فى الحفل لنلاحظ أن جميع أعضائها مصريون».
• إذا فالمشكلة، مشكلة مادية بحتة لا علاقة لها بالوعى العام؟
- «مما لا شك فيه، فالوعى موجود، فالأب أو الأم اللذان يقرران إدخال ابنهما الكونسرفتوار هم أكبر دليل على وجود وعى تام بأهمية هذا الكيان الضخم، فهم يضعونه على بداية الطريق الصحيح، لأنهم يحلمون به عازفا يجول العالم بموسيقاه يرفع اسم بلده عاليا، ولكن ماذا بعد؟!، للأسف ليس هناك اهتمام، والاهتمام هنا يشمل توفير الآلات الحديثة واستقبال خبراء عالميين وغيرها من العناصر لإحياء صحوة هذا الكيان الفنى والثقافى الضخم».
• خشبة المسرح
• الموسيقار الكبير عمار الشريعى فى أكثر من تصريح له أشاد بجرأتك فى مواجهة خشبة المسرح التى قد يخشاها الكثيرون، فدعنا نتحدث عن أول مرة على خشبة المسرح؟
- «مبدئيا أود أن أؤيد رأى الموسيقار الكبير عمار الشريعى، فلقاء الجمهور ليس بالأمر السهل على الإطلاق، فهناك شعور من الرهبة والقلق يظل ملازما لأى فنان خلال الساعات الطويلة، التى يستعد فيها للصعود إلى خشبة المسرح وحتى اللحظات الأولى من صعوده، لأن هذا الجمهور دائما فى انتظار الكثير والجديد منه، فأنا حتى لحظتنا هذه ما زالت تلك الرهبة تنتابنى فى كل مرة استعد فيها للصعود إلى خشبة المسرح، فاللحظات التى أمضيها فى الاستعداد إلى الصعود، دائما ما تكون من أصعب اللحظات حيث التركيز والخوف، فما يسعنى سوى أن اقرأ بعض آيات القرآن وأتوكل على الله، ولكن الغريب فى الأمر أننى بمجرد الصعود والإنصات إلى تصفيق الحضور الذى حضر خصيصا من أجلى وبمجرد أن أجلس على مقعدى أمام البيانو، أذهب معه إلى عالم بعيد تماما، لأعيش معه مدة الحفل بأكملها، بدون أى شعور بالرهبة أو الخوف».
أما فيما يخص أول مرة على خشبة المسرح، فمنذ أن كنت طالبا فى الكونسرفتوار وقد اعتدت الصعود إلى خشبة المسرح ولكن عن أول مرة أقوم بعزف مؤلفاتى ولقاء الجمهور العريض، كان ذلك ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان القلعة، أى منذ أكثر من 25 عاما بمصاحبة أوركسترا دار الأوبرا المصرية، وبقيادة المايسترو مصطفى ناجى، فقد كنت لأول مرة أقوم بعزف مؤلفاتى الخاصة، أمام جمهور عريض كان عبارة عن شعب مصر بكل فئاته وطبقاته، وما بين الرهبة والسعادة المطلقة حيث البداية وأولى خطواتى الفعلية نحو حلمى الكبير، أنا أقف على خشبة المسرح بمصاحبة الأوركسترا لعزف مجموعة من معزوفاتى الشخصية، فى حضور عائلتى الكبيرة، التى لطالما حلمت بى على خشبة المسرح أعزف لجمهور عريض».
• بمناسبة أيضا الحديث عن مهرجان القلعة، ما تقييم عمر خيرت لمستوى المهرجانات الموسيقية المصرية.
- «من المهم جدا أن تحتضن مصر مبدعى العالم العربى من خلال أكبر عدد ممكن من المهرجانات الموسيقية والحفلات، ليس فقط على مستوى الموسيقى بل أيضا على مستوى السينما والتليفزيون، الفن بشكل عام، وذلك لأن الحركة الثقافية لابد أن تظل متواجدة».
• ما تخافوش
• لهذا السبب كنت شديد الإصرار على استمرارية تقديم حفلاتك فى أحلك اللحظات منذ اندلاع ثورة يناير حتى ثورة 30 يونيو، وأثناء حكم الإخوان ومع خروج المظاهرات وانتشار العنف والإرهاب كانت حفلاتك تتسارع من أجل الانتشار وكأنها فى سباق مع كل ذلك؟
- «كانت الموسيقى وستظل لديها تأثير ساحر على البشر رغم أى ظروف، لهذا السبب بالتحديد كنت على إصرار تام باستمرار تقديم حفلاتى فى عز عهد الإخوان، فقد كنت دائما متفائلا، والحمدلله وهبنا الله الرئيس عبدالفتاح السيسى أو «المنقذ»، الذى أنقذ مصر من الغمة والغبة التى عانتها، فقد كنت على ثقة التامة فى أن مصر صاحبة السبع الآف سنة حضارة من المستحيل أن تهزم على يد بعض الأشخاص الذين لا أحبذ مجرد ذكر أسمائهم، وذلك لأنهم عجزة، لا يقوون على هدم وتغيير تاريخ مصر وتفتيت شعبها، ولأننى كفنان لا حول ولا قوة لى، كل ما أستطيع القيام به هو تقديم حفلات بشكل مستمر، قررت زيادة عدد الحفلات شهريا، ففى بعض الأحيان كنت أقدم خمس حفلات شهريا، ورغم انتشار المظاهرات والإرهاب والعنف فى الشوارع كان الجمهور حريصا على الحضور، ففى كثير من الأحيان كنا نضطر إلى تأجيل الحفلات لبضع ساعات نظرا لوجود مظاهرات فى التحرير أو على باب دار الأوبرا المصرية، ولكن مع انتهاء المظاهرة كانت الموسيقى تبدأ لتملأ أرجاء المكان تفاؤل وأمل، فقد كان الشعب فى حاجة ماسة لذلك، فقد كان بحاجة إلى الفضفضة عما بداخله، الفضفضة عن الإحساس الكريه الذى تسببت فيه تلك الجماعة، الحقيقة أن الجو العام كان رديئا بشكل عام على مدار فترة تحكمهم بزمام الأمور، لهذا كانت الموسيقى هى السبيل الوحيد للهروب من ذلك الواقع الأليم، وللتخفيف عنا جميعا».
• جيل شباب
• نظرا لحالة التفاؤل التى استشعرها بالفعل أثناء الحديث إليك دعنى انتهز الفرصة وأسألك عن رأيك فى أبرز الأسماء من جيل الشباب فى عالم الموسيقى حاليا وهل أنت حريص على متابعة أعمالهم؟
- «إذا أتيحت لى الفرصة، أحيانا أصادف بعض الأعمال لموسيقيين شباب، والحقيقة أن هناك شبابا جيداً، أسعد للغاية عندما ألاحظ أن هناك من يسلك خطى عمر خيرت، ولعل السبب الأهم لاحترامى لهم هو أننى أشعر باجتهادهم فى تنفيذ الموسيقى الخاصة بهم، ألمس أيضا فكراً وعلماً.
• أتعجب كثيرا عندما أتحدث إلى أحد هؤلاء الموسيقيين من جيل الشباب عن العالمية وما ألمسه فى حديثه من شعور باليأس مؤكدا لى أنه من الصعب الوصول إليها، فبرأيك ما الدرب الأمثل الذى ينبغى أن يسلكه هؤلاء الموسيقيون للوصول إلى العالم بموسيقاهم نظرا لخبرتك الطويلة بهذا الشأن؟
- «طريقهم الذى تحدثت عنه فى السابق هو فقط الأقدر على أن يقودهم إلى العالمية، فالموسيقى هى الأقدر على فرض نفسها، فقط ما يجب القيام به هو التعلم وهنا يأتى دور الكونسرفتوار، خاصة إذا كانت هناك موهبة حقيقية، ليبدأ الكونسرفتوار فى القيام بدوره لإصقال تلك الموهبة وبالتالى تقديم شىء مميز يفرض نفسه ويستحق أن يستمع إليه الآخرون، فالأمر الآن أصبح أسهل بكثير فى ظل وسائل الاتصال بالعالم، حيث الإنترنت واليوتيوب، وغيرها من وسائل الاتصال التى تسمح لنا بالوصول بموسيقانا إلى العالم كله، فقط كن حريصا على تقديم الأفضل والأقدر على جذب الانتباه وأعتقد أن هناك أسماء كما ذكرت تجتهد وتذاكر لتقديم فن جيد ومختلف.
• ليلة القبض على فاطمة
• الآن أود أن أتحدث عن أول شريط كاسيت موسيقى من تأليف عمر خيرت وليلة القبض على فاطمة؟
- «كنت على اتصال بالفنانة القديرة فاتن حمامة والحقيقة أنها كانت شديدة الحماس لموسيقايا، وعليه فوجئت بها تطلب منى تأليف الموسيقى الخاصة بأحد برامجها الإذاعية بعنوان قطرات الندى، وبالفعل تحمست للغاية وقدمت الموسيقى التى كانت عبارة عن موسيقى خلفية لأشهر أبيات الشعر لكبار الشعراء، والحمد لله حققت وقتها صدى جيدا وأشاد بها الجميع وحازت على إعجاب النجمة فاتن حمامة، على غرار هذا النجاح قررت فاتن حمامة أن تستعين بى لتأليف موسيقى فيلمها ليلة القبض على فاطمة الذى كان يمثل العودة بالنسبة إليها عقب فترة غياب عن الشاشة، سعادة بالغة تملكتنى وقتها، لأول مرة ستتم كتابة اسمى على فيلم، لهذا اجتهدت وقدمت ما شعرت به، وفى حادثة فريدة من نوعها فى ذلك الوقت أن موسيقى يتم تقديمها فى شريط كاسيت يحمل صورة فاتن حمامة، وقد كانت البداية الموفقة التى أرسلها لى الله، لأقوم بعدها بتأليف الكثير من الأعمال الفنية، من أغان ومسلسلات وأفلام و مسرحيات».
• قناة السويس
• إحياء حفل افتتاح قناة السويس تكريما لك، هكذا وجدت من تلك الاحتفالية ولكن البعض لام عليك عدم تقديمك لعمل موسيقى جديد خاص بتلك الاحتفالية؟
- «ما هو إلا ضيق الوقت، فأنا لم أستطع إنجاز عمل خاص فقد تم إبلاغى بالحفل قبل الموعد بفترة وجيزة، ولكننا على موعد مع مشروع آخر على نفس المستوى وعلى موعد مع عمل موسيقى جديد على مستوى لائق، يرضى الجميع ولكن أتمنى أن يمهلونى الوقت الكافى قبلها، فمن المستحيل إنجاز عمل سيمفونى فى شهر.
• عمر خيرت مازال مصرا على وجود حب ورومانسية فى زمن وصفه البعض بالقسوة والعنف والكراهية؟

- «الحب والرومانسية أهم شىء فى الدنيا، والحب هنا لا يشترط حب رجل لامرأة، فالحب هو فقط القادر على تسيير الكرة الأرضية، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نحب بعضنا البعض ووهبنا إياه، فكيف ننكره، فلابد أن نحب بعض كشعب واحد، مؤخرا للأسف فقدنا، بعض المعانى الإنسانية ولا سيما الحب نظرا لما نعانيه من الفقر ومآسى الحياة ولكن بالفعل هناك محاولات لتصليح الأمور وها نحن نشعر بتغيير إيجابى، فالشارع أصبح مختلفا والبشر أيضا مختلفان، فالثورتان سواء يناير أو يونيه قامتا من أجل هذا وبالفعل تحققت خطوة فى غاية الأهمية واضح أثرها بين الناس سواء فى البيوت أو الشارع، فأنا باختصار أرى أنه أصبح لدينا ما يدعو للتفاؤل. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.