رئيس «دينية الشيوخ»: تجديد الخطاب الديني على رأس الأولويات    انطلاق المرحلة الثانية من البرنامج القومي لتنمية مهارات اللغة العربية    البابا تواضروس يتلقى تقارير رسمية عن الخدمة الروحية في أيرلندا وقبرص ولندن (صور)    مدبولي يفتتح مصنع «أدو مينا» لصناعة مواد البناء بمنطقة السخنة    شهيد في غارة للاحتلال الإسرائيلي استهدفت مركبة شرق لبنان    فتح: نرفض حكم الفصائل لغزة.. وعلى حماس القدوم لباب الوحدة الوطنية    تجهيز 35 شاحنة إماراتية تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة    مستوطنون يهاجمون المزارعين ويسرقوا الزيتون شرق رام الله    روزا والبيت الأبيض!    مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين جراء هجمات روسية على منطقة خاركيف    تحذير لشيكوبانزا.. تظلم الأهلي.. حالة إمام.. موقف دونجا.. ومستحقات فيريرا| نشرة الرياضة ½ اليوم    بمشاركة الأهلي والزمالك.. مواعيد مباريات السوبر المصري لكرة اليد    شاب ينهي حياة شقيقته ويصيب والدته بسبب المخدرات    «برودة وشبورة».. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا الاثنين 27-10-2025 وتوقعات درجات الحرارة    أموال المخدرات.. حبس المتهم بقتل زوجته بتعذيبها وصعقها بالكهرباء في الإسكندرية    تأجيل محاكمة 168 متهما بخلية التجمع لجلسة 30 ديسمبر    نقابة الصحفيين تعلن بدء تلقى طلبات الأعضاء الراغبين فى أداء فريضة الحج    أحمد مجاهد: معرض القاهرة الدولي للكتاب يحتفي بالمبدع إبراهيم نصر الله في لقاء فكري    «بينشروا البهجة والتفاؤل».. 3 أبراج الأكثر سعادة    وزير الثقافة: نولي اهتماما كبيرا بتطوير أكاديمية الفنون ودعم طلابها    كنز من كنوز الجنة.. خالد الجندي يفسر جملة "حول ولا قوة إلا بالله"    وزير الصحة يبحث مع جمعية أطباء الباثولوجيا المصريين سبل تعزيز التعاون المشترك    مساعد وزير الثقافة يفتتح مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية    المرشح أحمد حسام: "شرف كبير أن أنال ثقة الخطيب وأن أتواجد ضمن قائمته"    مدير الكرة بالزمالك يحذر شيكو بانزا من إثارة غضب الجماهير    كيف تتعاملين مع إحباط ابنك بعد أداء امتحان صعب؟    الحضور الرسميون فى مئوية روزاليوسف    الشوربجى: الصحافة القومية تسير على الطريق الصحيح    الرئيس الفلسطيني يصدر قرارًا بتولي نائبه رئاسة فلسطين حال خلو منصب الرئيس    نائب محافظ المنوفية يتابع نسب إنجاز منظومة تقنين الأراضي أملاك الدولة    البديوي: احتفالية "وطن السلام" درس للأجيال الجديدة ورسالة من قلب العاصمة الإدارية    دخول الدفعة الثانية من المعدات الثقيلة من معبر رفح في طريقها إلى قطاع غزة    وزيرا الخارجية والعمل يناقشان الهجرة والعمالة المصرية بالخارج    القومي للترجمة يقيم صالون «الترجمة وتحديات التقنية الحديثة» في دورته الأولى    حسام الخولي ممثلا للهيئة البرلمانية لمستقبل وطن بمجلس الشيوخ    وزير العمل: إجازة للقطاع الخاص بمناسبة افتتاح المتحف الكبير.. السبت    الموعد والقنوات الناقلة لمباراة ريال مايوركا وليفانتي بالدوري الإسباني    محافظ الجيزة: صيانة شاملة للمسطحات الخضراء والأشجار والمزروعات بمحيط المتحف المصري الكبير    رئيس الوزراء يستعرض الموقف التنفيذي لأبرز المشروعات والمبادرات بالسويس    حصاد أمني خلال 24 ساعة.. ضبط قضايا تهريب وتنفيذ 302 حكم قضائي بالمنافذ    خاص| إجراءات قانونية ضد مدرسة خاصة استضافت مرشحة لعرض برنامجها الانتخابي في قنا    الأهلي يشكو حكم مباراة إيجل نوار ويطالب بإلغاء عقوبة جراديشار    مصدر من الأهلي ل في الجول: فحص طبي جديد لإمام عاشور خلال 48 ساعة.. وتجهيز الخطوة المقبلة    الرياضية: اتحاد جدة يجهز لمعسكر خارجي مطول في فترة توقف كأس العرب    وزير المالية: «بنشتغل عند الناس.. وهدفنا تحسين حياتهم للأفضل»    وزارة الصحة تختتم البرنامج التدريبى لفرق الاستجابة السريعة لطوارئ الصحة    محافظ المنوفية يقرر استبعاد مدير مستشفى سرس الليان وإحالة 84 عاملا للتحقيق    عمرو الليثي: "يجب أن نتحلى بالصبر والرضا ونثق في حكمة الله وقدرته"    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم 26 اكتوبر وأذكار الصباح    هيئة الرقابة المالية تصدر قواعد حوكمة وتوفيق أوضاع شركات التأمين    الكشف على 562 شخص خلال قافلة طبية بالظهير الصحراوى لمحافظة البحيرة    د. فتحي حسين يكتب: الكلمة.. مسؤولية تبني الأمم أو تهدمها    بحفل كامل العدد.. صابر الرباعي وسوما يقدمان ليلة طربية في ختام مهرجان الموسيقى العربية    تداول 55 ألف طن و642 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    مسئول أمريكي: الولايات المتحدة والصين تعملان على التفاصيل النهائية لاتفاق تجاري    موعد بدء شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيام الصيام    مواقيت الصلوات الخمس في مطروح اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    مصرع شخص في حريق شقة سكنية بالعياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لم أبحث أبداً عن الميناء الآمن

كل متابع منصف للإعلام العربى بالتأكيد لديه يقين أن منى الشاذلى واحدة من اللاتى يمثلن القيمة والاحترام، منذ بداياتها الأولى حفرت اسمها بمداد المهنية.. هى نموذج للإعلامى الذى لا يحتاج للإثارة والابتذال لكى ينافس. احترامها لنفسها ولعقل المشاهد هو عملتها الناجحة التى لا يمكن أن تطردها العملات الرديئة مهما طغت على الساحة.
حاورت الزعماء والعامة، وفضفض معها الفنانون وواجهت السياسيين على اختلاف طوائفهم، فى الداخل والخارج.. هى امرأة الذكاء عنوانها والمهنية دستورها والدأب فى العمل الطريق إلى عقلها.. انتقلت من قناة لأخرى ومن برنامج لآخر وفى كل مرة يصحبها جمهورها.
إعلامية عشقت الإعلام وتبحرت فيه ولم تترك لنفسها مجالا للاختيار بين النجاح وبيتها وكما أفصحت لنا فى الحوار .. كان قرارها بألا تهتم بشىء فى حياتها سوى عملها وبيتها وما دون ذلك فهى رفاهية تستغنى عنها.
فى بادرة أولى من نوعها منى الشاذلى فى «صباح الخير» فى ندوة موسعة وهى المعروفة فى الأوساط الصحفية والإعلامية بعدم حبها للظهور أو الكلام، لكن الصبوحة تحمل مكانة خاصة فى نفسها كما قالت، ولهذا كان هذا اللقاء المميز معها.
أبحرنا معها أكثر من ساعتين فى مشوارها منذ ظهورها الإعلامى وحتى الآن.
لتجلس لأول مرة على مقعد الضيف لتجيب عن التساؤلات.
وتولت كتيبة «صباح الخير» بقيادة رئيس تحريرها جمال بخيت استجلاء الحقيقة والاعترافات منها.. تماما ً كما تفعل هى مع ضيوفها.
فى البداية عبرت الإعلامية منى الشاذلى عن شعورها تجاه «صباح الخير» فقالت: أستعرض فى ذهنى الآن المجلة عبر سنوات ومثل أى مؤسسة فى الدنيا تمر بأوقات صعود أو هبوط ومثل أى برنامج أيضاً، لكنها على نهجها فى تحقيق المعادلة الصعبة وهى أن تعارض أو تؤيد وأنت فى نفس الوقت محب وغير مبتز؛ وغير متجاوز.. ولا أود إدخال «صباح الخير» فى مقارنات أخرى، ولكن بالنسبة لى هى المجلة التى أجد بها العمود المحترم؛ والموهوبين.. فى الكتابة والرسم.. أنا «مذكراها» كقارئة.. لا يوجد شىء أحلى من أن تكون هناك موهبة وإدراك ووعى والتزام والأحلى من ذلك عدم وجود كراهية للمحيطين، لذلك أحب «صباح الخير»
• اضطراراً وليس اختياراً
• صباح الخير: كيف استطعت عمل هذه النقلة النوعية من برنامج سياسى سواء فى «دريم» أو «إم بى سى» إلى برنامج اجتماعى فى «سى بى سى»؟!
- تجيب منى قائلة: أود أن أذكر الجميع أن برنامج «العاشرة مساء» عندما بدأه الصحفى العزيز عمرو خفاجى منذ 9 سنوات لم يكن برنامجا سياسيا من الأساس.. كان برنامجاً يهتم بالشأن العام، وعندما اندلعت الثورة كان اضطرارا وليس اختيارا، فقد سيست الثورة كل شىء فى مصر بما فيها هذا البرنامج.. ففى «العاشرة مساء» كنا نعد حوارات مع ممثلين وفنانين ومثقفين ومواطنين ونقدم قصصاً فكاهية.
عندما خرج برنامج «العاشرة مساء» إلى النور.. كنا نقدم ما أسميه ب «التحايل النبيل» لأن القانون آنذاك لم يكن يسمح بالحديث أو إذاعة أى خبر وإلا أغلق القناة لأن تصريح إطلاق القناة لا يحمل صفة «القناة الإخبارية» هذا التحايل لاقى هوى عند المصريين فهم شعب غير متقعر يحبون سرد الأخبار بهدوء وبشكل قصصى.. وأنا تقديرى أن هذا التحايل لابد أن ينتهى.. فنحن الآن نستطيع أن نستخرج تصريحا لإطلاق قناة إخبارية.. لدينا برامج إخبارية وأخرى غير إخبارية (فنى أو اجتماعى أو حتى سياسى).. فالأمور يجب أن تعود إلى «الإطار الصحيح» الذى لم يكن موجودا فيما مضى.
هذا كان جزءاً من المعادلة التى كانت بداخلى بعيدا عن فكرة أننى لن أقبل لنفسى أو لأولادى أو لأى فرد داخل مهنة الإعلام أو لمجتمعى أن يكون معيار المنافسة هو «مقدار التجاوز» فكل من يعطى لنفسه مساحة للتجاوز يعتقد أنه يحقق نجاحا.. ولكنه ليس نجاحا وإنما عار.
• صباح الخير: هل كان اختيارك أن تقدمى برنامج «معكم منى الشاذلى» بصبغته الاجتماعية ومسجلا وليس على الهواء؟!
- هذا قطعا كان اختيارى، وهذا الأقرب إلى روحى ونفسى.
فكرة أن يكون البرنامج مسجلا ليست له أى علاقة بفكرة الهواء أو التضييق، ولكن له علاقة بأن هذا النوع من البرامج فى العالم كله يقدم ما يسمى ب life on tape ، كما أن هناك سببا آخر خاصا ببرامج الهواء وهو الوقت المحدد لاستضافة الضيوف، وأنا أود أن أسمع الضيف الذى يأتى ليحكى ويفكر ويتذكر، فكل ما على أن أجعل ضيفى يتحدث بأريحية ومن الممكن أن أسجل معه 40 دقيقة وأخرج منها أحلى 30 دقيقة.. فأنا ذاكرت ووجدت هذا النمط الأصح وإلا فلن أحقق أى إضافة لذلك نجد الضيوف «مرتاحة» دون توتر.. فلست برنامجا خبرياً مضطرة لأن أوتر الضيف أو المشاهد بأخبار عاجلة.. الأمريكيون قدموا برامج مسجلة فيما عدا البرامج أو النشرات الإخبارية، وعندما تم تطبيق ذلك فى مصر وجدنا أنه أفضل بكثير.
• لا أدعى البطولة
• صباح الخير: فى الأعوام التى سبقت الثورة، أصبح الشأن العام هو الشأن السياسى حتى إن كل ضيوفك ممثلا أو شاعرا أو روائيا لا تحدثيه إلا فى السياسة.. هل واجهت فى تلك الفترة ضغوطا؟!
- هذه المهنة ولدت وعليها ضغوط أصلاً، لذلك لا أحب فكرة ادعاء البطولة على الإطلاق، ولذلك اختلفت مع أحد الزملاء الذى قال لى أنه سيخرج على الشاشة ويقول «أنهم ضغطوا على».. فأنا من مدرسة أنه إذا السياسة التحريرية لم تعجبنى لابد أن أنصرف.. هذا هو تكوينى لا أقول إن أنا صح وهو خطأ.. فأنا لا أفهم أن أكون على قوة قناة ومستاءة منها لسبب ما، أو لدى مشكلة فى سياستها التحريرية! لست من مدرسة أن أطل على الشاشة وآخذ راتبى وأقول «هم ضغطوا على».. إذا كنت متضايقة من شىء أنصرف وأقول رأيى.
..صحيح هناك ضغوط تختلف من وقت إلى آخر وأحيانا تصل إلى التهديد الشخصى لأمنك ولأسرتك.. وساعات تخف قليلا وتصل إلى شكوى أو خناقة مع رئيس قناة أو وزير.. ولا أحب التباهى بفكرة هذه الضغوط ليس لأنها لم تحدث وإنما لأن معظم الذين يشتكون - أشعر كمشاهد بالاستفزاز - لماذا أسمعك وأنت تشكو؟! الحياة اختيارات، وهذه مهنة ضغوط قد تزيد أو تقل بالواقع السياسى.
قطعا هناك حكايات من الممكن سردها ولكن هل سأروى حكايات عن نظام قامت عليه ثورة أو مجلس عسكرى حكم البلاد فى وضع مرتبك، أم أتكلم عن ضغوط الإخوان الذين قامت عليهم ثورة؟!.. جزء من عملنا أن نتعرض لضغوط ونتعامل معها ولا نقول سوى الذى نرى أنه صحيح.. ولا يقال إلا بالطريقة المهنية، وهذا عبء يجب علينا أن نتحمله ولا يجوز تحميله على المشاهد أو القارئ إلا فى الأزمات الكبرى.
• الإجادة والإفادة
• صباح الخير: هل منى الشاذلى الآن ببرنامجها الجديد تجلس فى المنطقة الآمنة؟
- لم أبحث يوما عن الأمان بقدر ما بحثت عن الإجادة والإفادة، وكانت خياراتى ستكون أسهل بكثير مما عليه، فلو كنت أبحث عن المنطقة الآمنة كان أمامى موانئ كثيرة أرسو عليها.
فأنا وصلت لقناعة بأنه إذا ما استمررت فى البرنامج الإخبارى فلن أفيد، وما أفعله الآن هو ما أرى فيه الإجادة والإفادة التى ليس شرطاً أن تتحقق بالتشهير والتجريح.
• خسارة
• صباح الخير: ماذا تقولين عن اختفاء أسماء إعلامية كبيرة الآن من على الساحة؟
- خسارة .. وارتباك وعدم تنظيم للمهنة.
• صباح الخير: ومن السبب فيها؟
- الأجواء غير المهنية والظرف السياسى التى يدخل فيه عنصر مهم هو الإرهاب.
• صباح الخير: ما تعليقك على حادث قطع البث على وائل الإبراشى؟
- هذا غير مقبول على الإطلاق ما لم يكن هناك جريمة ترتكب.. فمثلا عندما يخوض شخص فى عرض شخص آخر دون سبب أو دليل أو يحرض عليه هذه جريمة اسمها جريمة الكراهية.. إنما عندما لا يوجد ما يستوجب قطع الهواء قطعاً هذه هى الجريمة.. فكونه يناقش قضايا أزعجت الحكومة - مادامت الأخبار صحيحة وليس بها تضليل فليست بالجريمة.
• صباح الخير: هل تعتبرين أن أصحاب الفضائيات أو رجال الأعمال يقومون بمثل هذه التصرفات مجاملة لمسئولى الحكومة؟!
- قد يكون مجاملة أو خوفا أو قد تكون قدرة الاحتمال قد انخفضت، وأنا أحدثكم عن قناة عملت بها لفترة طويلة.. قد يكون صاحب القناة تعب من كثرة تغيير الأنظمة والضغوط الممارسة عليه وعلى القناة.. ولكن لا سبب يبرر قطع الهواء.
• البالونات كانت كثيرة
• صباح الخير: من هى الشخصيات التى قابلتها وغيرت مجرى حياتك على المستوى الإنسانى سواء من الشخصيات العادية البسيطة أو الشهيرة؟ وهل كانت هناك شخصية كنت تعطينها أكثر من حجمها ثم تغيرت نظرتك لها؟
- كثيرة هى الشخصيات التى قابلتها وتمنيت لو أن أبنائى يصيرون مثلهم.. ولكن البالونات كانوا أكثر بكثير.. أنا لو حسبت عدد الساعات التى سجلتها من يوم تخرجى حتى الآن أعتقد أننى لن أدخل فى مئات الآلاف من الساعات، بل من الممكن أن أدخل فى الملايين.. لأننى سجلت ساعات كثيرة جدا مع شخصيات كثيرة جدا.. أحيانا أشعر بأننى محظوظة لأن هذه النعمة جعلتنى ألتقى بخلق الله وأتعرف على طبائع البشر وأفرق بين الأصلى والمزيف وكل شخص يضيف جزءا إلى قلبى أو لعقلى أو لوجدانى أو لحذرى.. أعتقد أن مهاراتى الإنسانية قد تطورت كثيرا بهذه المقابلات.
.. ولكن فى النهاية عبر سنوات كثيرة جدا الضيوف الذين قابلتهم علمونى كثيرا جدا ودربونى أكثر ولكن لم يخفنى منهم أحد.
• المهنية وفقط:
• صباح الخير: المهنية البحتة تحتم مقابلة حتى ألد الأعداء والتعامل معهم.. كم مرة فى مسيرتك المهنية قابلت ضيوفا لست على قناعة بهم ولا ترين من وجهة نظرك الشخصية أنك من المفترض مقابلتهم؟!
- هم كثر! واختلفت فى مرة مع الزميل والصديق محمود سعد عندما رفض مقابلة رئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق.. أنا تقييمى للناس يخصنى بمفردى.. مهنتى إبراز الحدث المهم وأقابل الأشخاص المهمين بالنسبة للحدث والناس سواء كانوا رأس السلطة أو رأس المعارضة، سواء كانوا مشاهير أو مغمورين.. وهذه شغلتى.. تعلمت ذلك فى كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية ومارسته داخل وخارج مصر.. هذه المدرسة التى أنتمى إليها.. أنا أعمل على فكرة الإعلام للمجتمع وليس لنفسى.. لكن لابد من استضافة أى مصدر فى البرامج فهذا ليس بيتى كى أرفض مقابلته.
وتضيف منى قائلة:
مغمورون ومشاهير يقولون: إن منى الشاذلى أجرت حوارا مع محمد البرادعى، ولكنها أيضا أجرت حوارا مع شيخ الأزهر رأس المؤسسة الدينية ورجب طيب أردوغان وأيضا مع بان كى مون وأبو مازن وعدد من رؤساء الدول والجمهوريات، لابد أن نجرى هذه المقابلات ولو أطول أجرى مقابلات مع الأموات سواء كانوا فى السلطة أو المعارضة لفعلتها لأنها شغلتنا.. أنا عندما أجرى مقابلة مع شخصية فذلك قطعا لسبب يخص الناس.. وليس لتسويقه، ولكن كى أسأله وخاصة فى الجزء السياسى.. الجزء الإنسانى هذا شىء آخر.
• صباح الخير: فقدت أعصابك مع المحامى الإخوانى صبحى صالح عندما قلت له: «أنت تكذب» هل هذا كان بداية عداء بينك وبين الإخوان؟
- عندما قلت له «أنت بتكذب» .. كان يقسم بالله أنه لا يعرف أن الدكتور خالد منتصر سيحضر المناظرة.. وأذكر أننا كنا فى غرفة إعداد كبيرة وكنا ندعوه للمناظرة وكان مكبر صوت التليفون مفتوحا وقال لنا: «لا يمانع من وجود دكتور خالد معه»، ولكنه أثناء الحلقة أقسم بالله أنه لم يكن يعلم.. لو كان قال ذلك دون قسم «كنت عديتها».
• صباح الخير: وماذا عن كواليس حلقة المهندس أحمد عز؟
- كانت لى شروط وكانت له طلبات، بعضها وجدت أنه مشروع مثل عدم وجود مداخلات وأنا قلت إنه من حقى أن أعرف رأى الناس من خلال الرسائل.
• صباح الخير: البعض رأى أنها حسبت لك والآخر أنها حسبت عليك؟
- أعتقد أننى اشتغلت كويس جدا هذه الحلقة ولم أقدم أى نوع من التنازل أو الاستفزاز، حتى إننى ختمت الحلقة هكذا.. : «تستطيع أن تخدع الناس بعض الوقت ولكن لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت».
• صباح الخير: وهل بكيت فى يوم تنحى مبارك على الهواء؟
- أنا بكيت كثيرا فى حياتى المهنية، ويوم تنحى مبارك لم أكن على الهواء ولكنى علمت بأن الشريط فى طريقه للتليفزيون وذلك قبل إذاعته بساعة، وكان ذلك قبل الهواء وكان أصعب من أن يتم إدراك الموقف فى لحظتها، ولم أكن أعرف ماذا يحدث فى الثورات أو ملامحها بشكل واقعى ملموس، لذلك ظللت أفكر فى الضيف المناسب لتحليل ما يحدث وهدانى تفكيرى إلى محمد حسنين هيكل الذى عاصر الثورات، وكلمته فى التليفون وقلت له: «هجيلك مكتبك حالا.. حتى أخذت الكاميرات وسجلنا معه ووقتها قال أن الرئيس تنحى فتبقى مصر أمانة فى يد الجيش حتى يسلمها لجهة منتخبة، ويوم خطاب (لم أكن أنتوى) السابق على موقعة الجمل.. كانت عواطفى هى الغالبة، وكنا كمصريين فى قمة التوتر والخوف، «ومين فى مصر لم يكن يبكى»!!
• صباح الخير: هل شعرت فى مرة أنه تم استغلال برنامجك؟
- بالتأكيد حدث ولكن بالطبع عن غير قصد أو تدبير وهذا يحدث عادة مع الشخصيات غير المعروفة إعلاميا فيفاجئك على الهواء، إنما لدى استراحة ضمير أننا كنا نجتهد دائما حتى لا يحدث ذلك، ونؤكد دائما فى اجتماع الإعداد أننا لسنا أدوات لأحد!
• نقطة تحول:
• صباح الخير: هل صنع برنامجك من وائل غنيم قائدا لثورة 25 يناير؟
- تجيب الشاذلى بحسم: هذا غير صحيح.
كنا جميعا غائبين عن هذا العالم الافتراضى، فقط نعرف القوى الموجودة على أرض الواقع من حزب وطنى أو يسار أو غيره، وليس هناك وسيلة إعلام حكومية أو خاصة كان لها الفضل فى الدعوة لثورة 25 يناير، فلم تكن هناك قناة أو صحيفة قالت للناس انزلوا 25 يناير، ولكن السنوات الخمس السابقة للثورة كان بها حراك قوى ووطنى من مختلف طوائف الشعب المثقفة والعاملة والتى كانت أقوى من أى توجيه إعلامى أو سياسى أو حزبى، فيكفى أن الحزب الحاكم نفسه وقتها اعترف أن الفساد كان «للركب»، فالمشاهد كلها تؤكد أن النظام كان يتآكل.
ولاشك أن الحقيقة الكاملة لم تظهر بعد ولكنى أتعجب أنه حتى هذه اللحظة نعيش على التسريبات، فلماذا لا تظهر لنا التحقيقات بشكل مباشر وواضح مع الذين يتم التحقيق معهم وخاصة بعد استقرار الدولة نسبيا عن الفترات السابقة؟!
• صباح الخير: ولكن حلقة وائل غنيم وبكاءه على الهواء كانت نقطة تحول فى ال18 يوما.. ما تعليقك؟
- ما حدث يومها أن د. حسام بدراوى وهو شخصية محترمة كانت تنتمى للحزب الوطنى حدثنا تليفونيا وقال لى: إنه الآن فى السيارة ومعه الشاب وائل غنيم وقد توسط لدى الداخلية لإخراجه من محبسه وحضر إلى الاستوديو ليحكى ما حدث وكنت مثلى مثل المشاهد أسمع لأول مرة، ثم توالت أحداث ال 18 يوما وأنا بطبيعتى سريعة التأثر، لذلك كثيرا ما تغلبنى دموعى على الهواء وأكثر المرات التى بكيت فيها هو ليلة وضع الإخوان لدستورهم.
• النصيحة المخلصة:
• صباح الخير: قابلت فنانين وسياسيين، من فيهم الأكثر تمثيلا؟
- أنا أعطى نصيحة مخلصة لكل الفنانين «اللى بعزهم والنبى ما تتكلم فى السياسة» لأن من السهل توريطه وإن كان هناك فنانون يجيدون الحديث والفهم مثل الفنان نور الشريف ولكن ليس الجميع لديه هذه القدرة.
• صباح الخير: ومن هى الشخصية التى رحلت عن دنيانا وكنت تتمنين عمل حوار معها؟
- شخصيات كثيرة مثل المهاتما غاندى، والقادة العسكريين العظام أمثال المشير الجمسى وبالتأكيد كل رؤساء مصر الراحلين من جمال عبدالناصر وأنور السادات.
• صباح الخير: وماذا عن مبارك؟
- لو أتيحت لى الفرصة سأتقدم فورا، فهو رئيس أسبق لأكبر دولة عربية لمدة ثلاثين عاما، ثم قامت عليه ثورة ثم حوكم وسجن، فإذا أتيحت الفرصة القانونية فسأسارع لعمل حوار شريطة أننى من أضع السؤال لأن هذا سلاحى فى معرفة الشخصية التى أحاورها جيدا.
• صباح الخير: ومن الذى لم تفكرى أساسا فى عمل حوار معه؟
- الشخصيات الإسرائيلية وفقا لقرار نقابة الصحفيين بعدم التطبيع، ومن دون ذلك فأهلا بالحوار معه سواء من الشرق أو الغرب، من الأخيار كان أو الأشرار، ممن فى السلطة أو المعارضة، فى النهاية هذه مهنتى التى لابد أن أنحى فيها مشاعرى جانباً قدر المستطاع.
• صباح الخير: ما هى كواليس مقابلة الرئيس الأمريكى الأسبق بوش.. كيف تم ترتيبها وهل سعيت لإجراء هذا الحوار؟
- المقابلات مع الرؤساء والوزراء والملوك لها نمط مختلف عن اللقاءات العادية.. حيث يتم تقديم طلب فى السفارة المعنية.. وأذكر أنه فيما يتعلق بمقابلة الرئيس بوش فقد كان فى زيارة إلى مصر وكل الناس منتبهة إلى أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سيأتى إلى مصر.. فكانت هناك مجموعة من الطلبات مقدمة لمقابلته وكذلك التليفزيون المصرى.. وفى النهاية هناك أولويات وسيرة ذاتية فى مقابلة سير أخرى.. المهم قدمنا الطلب وقالوا لنا لن نستطيع أن نعدكم لأن هناك طلبات كثيرة مقدمة وكان لزاما أن يقوم فرد واحد أو قناة واحدة بإجراء الحوار وأجريت المقابلة.
وأريد أن أقول أنه قبل هذه المقابلة فى مصر لم يستطع أحد خارج تليفزيون الدولة أن يقيم مقابلات مع أى مصدر بهذا الحجم.
وأذكر جيدا أنه حدثت مشكلة كبيرة مع أحد المسئولين السابقين: بسبب مقابلة مع نائب رئيس السودان، وقتها كان السيد عمرو موسى سيحضر مؤتمرا كبيرا بشأن دارفور وأنا سافرت وأجريت مقابلة مع عمرو موسى وبمنتهى «غلاسة الإعلامى أو الصحفى» قلت لنفسى: «معقولة أكون فى السودان ولا أقابل رئيس السودان».. كان السفير المصرى موجودا وأذكر أنه كان يدعى السفير محمد الشاذلى وهو ليس قريبا لى مجرد تشابه أسماء، وطلبت منه أن أقابل على الأقل نائب رئيس الجمهورية السودانية.. إحنا صيادين نرمى السنارة وننتظر ما ستخرجه لنا.. ما حدث أن التليفزيون المصرى وقطاع الأخبار تحديدا كان قد قدم طلبا منذ فترة لمقابلة نائب الرئيس السودانى ولا أعرف ذلك.
المهم وافق على إجراء المقابلة معى، وأنا فى المطار فى طريقى للقاهرة فوجئت بالمسئول يحدثنى على الهاتف: «أنت فعلا عملت الحوار مع نائب رئيس السودان»؟ فقلت له: «آه» فسألنى: «استأذنت مين؟!» فتعجبت جدا من هذا السؤال الذى لم أفهمه: «فقلت له استأذنت من زوجى..!! فلم أفهم أستأذن ممن ولماذا؟!
نحن إعلاميون وصحفيون.. هو أنا كنت بعمل تخابر؟! الحوار سيذاع على الهواء! فلا يوجد سر فى الموضوع.
فنحن لدينا مشكلتان: مشكلة عقلية ومشكلة تأهيل.. «الناس دى اتعلمت الإعلام والصحافة فين؟! فى أى مناخ ؟!
هل تتخيلون أن دايان سوير الصحفية والإعلامية الأمريكية حتى تجرى حوارا مع رئيس كوريا الجنوبية تقدمت بطلب لجهاز المخابرات الأمريكية CIA ؟!
معظم المقابلات التى تسببت لى فى مشاكل كبيرة جدا معظم الجهات السيادية عندما شاهدتها وجدتها موضوعية جدا: فمثل عندما أجرى مقابلة مع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وأسأله عن صفقات السلاح المستمرة مع إسرائيل صحيح أنت لديك مظاهرات تؤيدك وسفينة الحرية ولكنك لديك صفقة طيارات مستمرة ولديك طيارون يتدربون فى إسرائيل.. فكان سؤال بسيط وليس به أى خناقات! فحدثنى بعده عضو مهم جدا بالمجلس العسكرى وشكرنى.. فهذه كانت الحقيقة لم أكن أتشاجر مع أردوغان ولم آت لأسوق له.. فقط نقلت الحقيقة.
أنا لست شخصية صدامية ..
.. أنا عايزة أشتغل على فكرة مش عايزة أتخانق.. أرى أن مهمتنا ألا نصطنع خناقات أو نحكى مشاجرات على الهامش لنصنع منها قصصا، ولكن الدنيا والحياة بها قصص كثيرة جدا.. البطولة الحقيقية أن نشتغل على هذه القصص بدون تشويش.
أنا عندى سيرة ذاتية قليلون فى العالم العربى من قاموا بمثل هذه المقابلات.. فخورة بها وسعيدة، ولكن ليس مكانها أن أخرج كل يوم فى التليفزيون لأتحدث عنها.
• ولائى للمهنة:
• صباح الخير: مررت بأربع محطات مهمة فى مسيرتك المهنية أولها كانت قناة ART ثم قناة دريم ثم MBC مصر ثم حاليا CBC ؟ كيف يأتى قرار الانتقال من كل محطة إلى أخرى وأى هذه المحطات الأقرب إلى قلبك؟!
- منذ كنت صغيرة و أنا ألاحظ النماذج الموجودة على الساحة.. فوجدت إعلاميا كبيرا كان يعمل بشبكة معينة وانتقل إلى شبكة أخرى وشتم المحطة الأولى.. وكنت لتوى خريجة ولم أقدم شيئا يذكر، وقلت لنفسى إذا انتقلت من مكان إلى آخر هل ستصبحين مثل فلان؟! ومن وقتها اتخذت لنفسى قناعة وشعارا أقوله لكل من يعمل معى: «أنت ولاؤك للمهنة»، قد ينزعج رؤساء القنوات من ذلك.. ولكن عندما يكون ولائى للمهنة سأقدم وقتها «أحسن شغل فى الدنيا».
كل ما أستطيع قوله هو أننى تشرفت بالعمل مع أكبر أسماء فى عالم الإعلام العربى: الشيخ صالح كامل الذى أكنّ له كل التقدير والاحترام، كنت حديثة التخرج ولم أكن حتى حصلت على شهادة التخرج الخاصة بى وشبكة ART يعمل بها اللبنانيون والفلسطينيون وجنسيات مختلفة وكنت أقدم عملى فقط، وعلمت أنه فى يوم من الأيام عقد اجتماعا مع قيادات الشبكة وشكا أحد الشخصيات العربية للشيخ صالح منى فرد الشيخ صالح عليهم قائلا: «هذه بذرة طيبة لا تفطسوها»!.. أنا شعرت بأن هذا الرجل رغم أننى لم أكن أعرفه أو رأيته من قبل قد أعطانى مظلة أن أكون طبيعية ولا تحركنى مشاكل أو أحقاد أو أطماع.. لذلك أنا مدينة للشيخ صالح كامل رائد الإعلامى الفضائى فى العالم العربى، كذلك عملت مع الدكتور أحمد بهجت وهو صاحب أول قناة مصرية حقيقية، عملت أيضا مع الوليد الإبراهيمى وهو اسم كبير جدا فى عالم الإعلام العربى بشكل عام ثم المهندس محمد الأمين الذى انضم لقائمة أكبر الأسماء المشتغلة بالإعلام.
وأود أن أشير إلى أننى دائما أحب أن أتراجع ثلاث خطوات للخلف مع رأس المال لأننى أؤدى عملى إذا أعجبهم فلنستمر وإذا لم يعجبهم سننفصل.. لم أكن لأتعمد أن تكون هناك علاقة صداقة سواء مع الشيخ صالح أو أى من رؤساء المحطات لست لأهينهم، ولكن أكن لهم كل الاحترام والتقدير، كنت دائما أقول البعد عن الإدارة حرية.
أما MBC فكانوا أناسا فى منتهى الرقى فى التعامل، وعندما عملت معهم كانت فى فترة حساسة جدا فى مصر.. ولا يوجد مكان لا يتعرض لضغوط وقلت لهم إذا كان لديكم أى نية للاستجابة لهذه الضغوط فاعتبروا أننى لست معكم؛ وقلت لهم الحسبة سهلة ولست منزعجة، أعلم أن فى الأصل كانت صلابة بداخلى.. تعاملت معهم لفترة قصيرة جدا ولكنها فى منتهى الرقى.. أما قناةCBC فأعمل بها منذ شهور قليلة إنما معدلات المشاهدة المرتفعة عليها والتنوع بها جذبنى لتقديم برنامج بها.
• أصعب لحظة
• صباح الخير: ظهرت كثيرا على الهواء، فماذا كانت أصعب اللحظات؟
- بالفعل ظهرت على الهواء حوالى 15 سنة، وأصعب اللحظات عندما أكون «مش عارفة» ويكون أمامى حل من اتنين، أن أقول مش عارفة أو أظل أفكر وأنا على الهواء فى رد مناسب، وهذا يكون شيئا فى منتهى الصعوبة.
كما أننى سريعة التأثر على الهواء وانفعالاتى سريعة فبسهولة أغضب وبسرعة أضحك، لذلك أعتبرها مشكلة كبيرة.
• صباح الخير: هل تشعرين بالقلق فى المرحلة الانتقالية بين قناة وأخرى هل تخشين عدم وجود عروض؟!
- هناك طريقتان للإجابة عن هذا السؤال، الطريقة التقليدية وهى أن عروض العمل متوافرة دائما حتى قبل أن أترك أى قناة، وهناك إجابة أخرى أننى عندما أكون فى مكان ومستقرة به لا أفكر بغيره، وعندما أتركه وآخذ قرار الانتقال أكون مرتاحة وليس هناك توتر أو أى شىء من هذا القبيل ولا أنظر خلفى وهذه هى طبيعتى الشخصية، ثم تضيف ضاحكة: وفى المرحلة الانتقالية بينهم «أقعد فى البيت أربى العيال».
• صباح الخير: رأيك فى دور الإعلام المرئى الآن، ودوره فى تشكيل الوعى السياسى والثقافى عقب ثورتى 25 /30؟
- لا شك أن الإعلام عليه دور كبير جدا، ولكن يجب أن نصلح من أنفسنا وأن نضم الأجيال الإعلامية الصاعدة الجديدة «الموهوبة»، وللأسف أعيب على من يستقدم مذيعا أو مذيعة لا تعرف كتابة الجملةالخبرية أو الموضوع، كما أننى أتعجب ممن يتعامل مع ملايين الناس وليس لديه أدنى معرفة بقوانين النشر، فالخبر فى التوك شو يتم وضعه على الشاشة كما هو دون معالجة أو تحقق، لذلك على الجميع أن يعرف قوانين النشر ليس خوفا أو تحفظ، ولكن حتى تعرف محددات مجتمعك وتحترمها، ولكن للأسف حتى الإدارات القانونية بالقنوات كلها إدارات مدنية من أجل تعاقدات وغيرها، وبالتالى على عاتقنا جميعا مسئولية تحسين الأداء الإعلامى تنظيماً فى الشكل وإيجاد نقابة للإعلاميين وإيجاد جهة حقيقية مستقلة هى التى تتعامل مع قضايا الإعلام، فعلينا جميعا فى النهاية مسئولية يجب ألا نتملص منها.
• صباح الخير: هل تجدين فى نفسك شبها لأوبرا وينفرى؟!
- لا، فهى تجربة خاصة بذاتها.. أنا أؤمن بفكرة أنه لو سار الإنسان خلف نموذج لكى يصير مثله فلن يصل إلى شىء.. طول عمرى أقدم ما أحبه.. بالتأكيد هناك تماس بين ما نقدمه، ولكن إذا وضعت هذه الفكرة برأسى لن أكون على صواب.
• صباح الخير: الناس بدأت تعزف عن مشاهدة برامج التوك شو، بم تفسرين هذا؟
- يمكن بالملاحظة تبين أن الناس عزفت عن مشاهدة برامج التوك شو، ولكن أود أن أضيف أن معدل بحوث المشاهدة للبرامج اليومية أصبح فى أدنى سلم المشاهدة، أما عن الأسباب فهى عديدة وكل منا من الممكن أن يقول رأيه فى ذلك: من بين الأسباب التشبع حيث إن المشاهد قد اكتفى من مشاهدة برامج التوك شو على مدار 4 سنوات، السبب الثانى من الممكن أن يكون الأداء الإعلامى ذاته مثل كثرة الخناقات على الهواء التى لا يستطيع المشاهد التفرقة ما بين إذا كانت شخصية أم عامة؛ السبب الثالث المشاهد أصبح لا يستطيع التفرقة بين الصح والخطأ: فالمواقف لم تعد واضحة والناس فى حالة بحث عن اليقين.
• صباح الخير: بالنسبة للجنة تشريعات الإعلام، ماذا عن دورك فيها؟
- فى البداية يجب أن نوضح أن مصر فيها آلة إعلامية ضخمة ما بين إعلام حكومى وغير حكومى، ولا أحد يرى ذلك إلا عندما يسافر إلى الخارج وكل الصحف العربية تتمنى أن تستكتب شخصا من مصر، وهذه الآلة الضخمة التى لها رصيد من السنين والممارسة وما بها من كوادر ليس لها ما ينظمها، ثم فوجئنا برئيس الوزراء يقرر ذلك وانزعج كثير من الإعلاميين من هذا الأمر، وكان رد رئيس الوزراء أنه طالبهم كثيرا بتنظيم ذلك ولم يفعلوا.
وأتمنى أن تكون هذه بداية لشىء جاد قبل أن يليق بإعلامنا يليق بمصر الدولة العظيمة التى لا يصح أن يكون بها إعلام أحادى أو إعلام «قليل الأدب» أو إعلام تتحكم فيه السلطة التنفيذية.
وكنا قبل عامين ونصف العام تداعينا كمجموعة أصدقاء «فى مبادرة مصرية» بدأت كنواة ثم توسعنا فيها لبحث أزمة الإعلام الحقيقية وخوفا من سيطرة الإخوان وبحثنا فى كل قوانين الإعلام العالمية لتطبيق ما يناسب الإعلام المصرى.
ووجدنا من يتحدث عن نموذج ال «بى بى سى» واكتشفنا أن أكثر من يريد هذا النمط هم الإخوان المسلمين لأن هيئة الإذاعة البريطانية تابعة لمجلس العموم البريطانى وهم يريدون أن تتبع هذه الهيئة للبرلمان الذين كانوا يسيطرون عليه.
ولكن هناك فى بريطانيا لديهم ديمقراطية كبيرة فليس هناك خوف من ارتباط الهيئة بالمجلس ولكن لدينا يكون الإعلام تابعا للبرلمان وهذا لا نريده، فبالتالى هذا النموذج لا يتماشى معنا وفكرنا فى نقابة للإعلاميين.
• شغلى وبناتى
• صباح الخير: كنموذج للمرأة الناجحة، كيف تستطيعين الموازنة بين نجاحك المهنى وحياتك الاجتماعية؟
- المجتمع كله مضغوط وليس المرأة فقط، وأنا أخذت قرارا شخصيا بأن الحياة أقصر وأصدق من أن أهدر فيها الوقت والمجهود، فأنا حياتى ليس بها سوى شغلى وأسرتى الصغيرة، وكان هذا قرارى الصحيح، فلا أستطيع التقصير فى شغلى أو الإهمال فى حياة أبنائى وما دون ذلك اعتبرته من زمان رفاهية لا أقدر عليها.•


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.