الموسيقار حسين فوزى قدم مؤخرا منشداًً دينياً.. أطلق عليه شبيه النقشبندى.. إنه المبتهل محمد على جابين الذى تعاون معه فى أول ألبوماته «تاج الضيه».. التقيت به فى استديو حكيم أثناء التسجيل لأتعرف منه على أول تجربة تجمعه به وسر حماس الملحن حسين فوزى للمنشد الجديد. تعلم الفن وهو صغير لانتمائه إلى عائلة فنية، فوالده ملحن ووالدته المطربة سيدة حسن، وكان يسهر فى بيته العديد من نجوم هذا الجيل وغرزوا داخله الفن الأصيل، وعمل مع نجوم عدة منهم محمد رشدى والعزبى والحلو إلى جانب استعراضات فرقة رضا، الملحن حسين فوزى.. عن نشأته الفنية وبداياته وعن أصدقائه وأعماله التى قدمها خلال مشواره يحدثنا. • النشأة كانت نشأتى دينية بحكم مولدى فى منطقة الحسين الغنية دائما بالأعلام والعظماء أمثال داود حسنى والشيخ على محمود ونجيب محفوظ وجمال الغيطانى، وكنت مع الأخير بمدرسة واحدة وهى الحسين الإعدادية، وأنا من أسرة فنية فوالدى الملحن «زكى فوزي» وكان زميلا للملحن الكبير زكريا أحمد وله العديد من الأعمال والإسطوانات القديمة، ووالدتى هى المطربة «سيدة حسن» صاحبة أشهر أغنية لزفة العروسة حدثت فى تاريخ الغناء وهى «مبروك عليكى عريسك الخفة». وكان لهذه الأسرة الفنية بالغ التأثير فى مسيرتى الفنية، فأنا أتذكر أن معظم الفنانين كانوا يسهرون يوميا فى بيتنا أمثال زكريا أحمد وأحمد صدقى فتعلمت الفن منذ الصغر وكنت وأنا صغير 6 سنوات تقريبا أدندن وذات يوم كان والدى منتظرا صديقه أحمد صدقى لكى يستمع لآخر لحن قدمه للإذاعة وكانت أغنية للفنانة فايزة أحمد بعنوان «وردك على الخدين حلو ياللى ماشي»، وبالصدفة استمع لى صدقى وأنا أدندن الأغنية مع نفسى ووقتها قال لوالدى «الواد ده هيطلع مزيكاتى شاطر». • تعلمت المزيكا بدلا من أخى لى حكاية غريبة إلى حد ما فى تعلم المزيكا، كان لى أخ أكبر اسمه «يحيى» وكان أكبر منى ب 8 سنوات، ووالدى كان يريده أن يتعلم العود وبالفعل اتفق مع مدرس يعطى دروساً فى المنزل وكنت أحضرها وكان أخى لا يفعل ما يطلب منه وكنت أنا بمجرد أن ينتهى المدرس أتمرن على ما قاله وكانت نتيجة ذلك أنى تعلمت المزيكا وأخى اكتفى أن يكون مستمعا. وقد التحقت بمعهد الموسيقى العربية وكان فى رمسيس وكنت أسهر طوال الليل «فنان بقي» ونتيجة ذلك كنت أعيد السنة بسبب عدم التزامى بالحضور وقررت أن التحق بالدراسات الحرة بالمعهد، والبداية الحقيقة كانت عن طريق «صباح الخير» فكنت صديقا شخصيا لفؤاد قاعود وكان كل ما ينشر قصيدة فى المجلة هو أو بيرم التونسى كنت أقوم بتلحينها، ومن الأشياء التى كنت حريصا على متابعتها وأتذكرها حتى الآن باب شهير بعنوان «بلاد الله فى خلق الله» وكان تقريبا فى أواخر الستينيات كان يكتبه فؤاد قاعود ويرسمه رسام الكاريكاتير حجازى. • ملاهى القاهرة بداية مشوارى الفنى كان فى ملاهى القاهرة الليلية وهى كثيرة ومسارح للمنوعات وكان يعمل بها جميع نجوم الغناء فى مصر وكان جزء منها مخصصاًَ للعائلات، وبدأت أقدم ألحانا لمطربات الملاهى وكنت أتقاضى فى اللحن الواحد ثلاثة جنيهات إلى أن وصل إلى خمسة جنيهات. • سيد مكاوى والانطلاق من حسن حظى أننى كنت صديقا شخصيا للفنان سيد مكاوى وهو كان من المترددين على منزلنا فى صغره وحدثت حكاية غريبة بسبب اعتمادى على اسمه وهى عندما فكرت فى التقدم للإذاعة لاعتمادى كملحن عام 79 وذهبت للاختبار مرتين ولم أوفق ونتيجة لإصرارى وحماسى لهذه الخطوة المهمة فى حياتى قررت التقدم للمرة الثالثة وبالفعل نجحت. • فرقة رضا الشهيرة من المحطات المهمة فى مشوارى صداقتى بالفنان على رضا التى قرر تعيينى بها وقدمت لهم الكثير من الاستعراضات المهمة فى مسيرة الفرقة منها «البحر بيضحك ليه وأنا نازلة أدلع أملا القلل» عام 79 وظللت بها إلى أن خرجت على المعاش وكيلا للوزارة. • صلينا الفجر بين الحجار ورشدى والعزبى عرفنى على الكاتب الكبير فؤاد حداد صديقى خيرى شلبى رحمه الله وذهبت معه إلى منزله ووجدته منزلا متواضعا للغاية فى مساكن الطلبة وقد ذهلت من ذلك الأمر وأن هذا العملاق يسكن فى هذا المكان، ووجدته شخصا كريما مضيافا ورحب بوجودنا، وأخبرته أننى غاوى شعر وأعجب بذلك، وعندما قررنا الرحيل من منزله قال لى بالحرف الواحد «ثانية واحده هديلك هدية» وأعطى لى ثلاث قصائد بخط يده منها «من فوق الليل يا عينى نور الشباك حسينى والطرحة زينبي» والقصيدة التانية «سلة لمون سالموني» والثالثة كانت «حرما يا سيدى صلينا الفجر فين» النقشبندى سبب تعرفى على المنشد محمد على جابين من سنتين هو مطرب جديد اسمه إبراهيم راشد فى الإذاعة وموظف فى مسرح البالون وقد حدثنى عنه أنه يريد تقديم ألبوم دينى وسمعت صوته فوجدته جيداً جدا وطبقات صوته هايلة، إلى جانب أنه شكلا شبيه للشيخ سيد النقشبندى، وحاولت أختبر حماسه واهتمامه بمشروعه الخاص وقد نجح فى ذلك بنسبة 90%، وأنا أتوقع له مستقبلاً مبهراً لأنه مجتهد وصوت مختلف ودءوب ونحن الآن انتهينا من الألبوم الأول له وسيذاع قريبا.•