«الصحة والستر والعيشة الطيبة» هذه أقصى أمنيات «الغلابة» الذين يأكلونها بالسميط والدوقة.. فقد عانت كثيرا هذه الطبقة ومازالت تعانى حتى الآن بسبب عدم اهتمام المسئولين بهم وإهمالهم على جميع المستويات الاجتماعية والصحية والتعليمية.. حتى أصبحوا كالنمل الذى لايصدر له صوت لكنه ينتشر ويتشعب فى كل أرجاء الدولة بحثا عن لقمة العيش.. ملوا كثيرا من الكلام والوعود التى لا تنفذ.. يفرحون للحظات مع الشعب وبعدها سرعان ما يتذكرون واقعهم الأليم الذى لا يشعر به أحد ولا يراه غيرهم.. فقدوا الأمل مع كل رئيس جديد يأتى، يستغل أصواتهم ويتحدث نيابة عنهم ويعرض خططه المستقبلية التى تتضمن مشروعات لتطوير حياتهم والاهتمام بهم، ومعاملتهم على أنهم ضمن الشعب وليست طبقة منبوذة أو كالسرطان الذين يريدون بتره حتى يتخلصوا من مشاكله نهائيا!!. فحاولنا أن نعكس الآية هذه المرة فبدلا من أن يختاروا رئيسا للجمهورية، ماذا لو كانوا هم رئيس الجمهورية؟!!.. عن أمانيهم وطموحاتهم وأحلامهم وعن الرئيس القادم يتحدث الغلابة.
سأقضى على زقزقة البطون
شعرت أم أيمن بائعة المناديل فى البداية بذهول من السؤال وبعدها قالت: هو اللى زينا ينفع يكون له صوت.. دا إحنا صوتنا اتحكم عليه بالإعدام من زمان.. حتى الحلم بقى كوابيس.. وحنعيش ونموت ومحدش حيسمع عنا حاجه!!.. عشان كل رئيس بيجى بيهتم برجال الأعمال عشان يدخلوا فلوس للبلد وفى الآخر يصرفها على الرجالة بتوعه!!.. ولما الرجالة اللى حواليه يبيعوه يلجأ لنا عشان يصعب علينا، طب إحنا ليه مش بنصعب عليه، وعلى الحكومة والدولة كلها.. أنا نفسى أمسك رئاسة الدولة عشان أعرف بتعمل إيه فى الرؤساء.. بتغيرهم من بنى آدمين لوحوش تدوس على كل غلبان وفقير تمص دمه!!.. أنا مش بفهم الكلام اللى بيقوله الرؤساء عشان فهمى على قدى، أنا عايزة أشوف أفعال.. إحنا شبعنا كلام منهم.. أنا نفسى الناس ترجع تحب بعض زى زمان ويكون فى خير فى البلد متبخلش علينا بى.. أنا لو رئيس جمهورية أول حاجة حعملها مش هخلى حد ينام من غير عشاء.. وحأقضى على زقزقة البطون اللى بتفضل تصفر خلف باب كل غلبان من شدة الجوع.. وحعطيهم فلوس عشان يعرفوا يعيشوا ويعرفوا يتعالجوا من الأمراض اللى بتاكل جسمهم كل يوم.
∎ حياتنا كلها حلم..
وأثناء حديثى تعرفت على عم محسن بائع روبابيكيا رجل عجوز أكل عليه الدهر وشرب.. ولكن رغم ذلك فبنيانه الضعيف لايوقفه عن العمل.. يستقل عم محسن عربته كل يوم ليتجول فى الشوارع للحصول على الروبابيكيا القديمة.. يعمل فى هذه المهنة منذ الصغر فقد ورثها عن والده.. وها هو الآن مسئول عن 5 عائلات.. عندما ألقيت عليه سؤالى، فقد أجابنى ضاحكا: رئيس جمهورية مرة واحدة!!.. هو أنا عارف أكون رئيس نفسى عشان أكون رئيس جمهورية!!.. خلينا نحلم، ما حياتنا كلها حلم كبير وهى اللى مصبرانا على العيشة المرة اللى عيشنها.. بس أكيد حعمل حاجات كتير حلوة فى البلد حأهتم بقضايا الغلابة والفقراء حأوفر لهم مكان صحى ونظيف يعيشوا فيه بدلا من العشش اللى محشورين بالعشر أفراد فيها.. حأمنع قانون الضرائب لإننا البلد الوحيدة اللى بتاخد فلوس من شعبها، فإذا أعطتنا باليمين تأخذه بالشمال.. حأمن حياة الشباب واستفيد من حماسته وطاقته المهدرة فى التحرش والمعاكسات والجلوس على المقاهى.. وأوفر لهم فرص عمل حتى لو بأقل الإمكانيات وشقق سكنية تساعده فى بناء حياته ومستقبله.. وبذلك أكون بنيت جيلاً منتجًا محبًا للحياة لديه نظرة تفاؤلية للمستقبل يستطيع أن يفيد بها المجتمع و الدولة كالأكل.. وبالنسبة لأطفال الشوارع فاللى مش معروف عنه إنه طفل مطيع إذا قدمت له يد المساعده سيستجيب لها على الفور لأنه فى أمس الحاجة لها، لكن الناس تخاف منه عندما تراه وهذا ما يجعله عدوانيا معهم لأنه يرى فى عيونهم الطبقية والإهانة.. لذلك سأقوم بعمل مدارس أو جمعيات تقوم بتأهيلهم أخلاقيا وسلوكيا وبالإضافة إلى إننى سأعلمهم مهنة حتى يستطيعوا تطبيقها فى المجتمع وسأخصص لهم راتبًا حتى يحفزهم لتقديم الأفضل.. وسأخرج منهم العالم والدكتور والمهندس والمحامى والمستشار.. وهذا ما تفعله الدول الأجنبية.. فلو أصبحت رئيسا للجمهورية فى يوم من الأيام لن أذيق شعبى ما تذوقته من مرارة الأيام وفقر وغلب.. لذلك على الرئيس القادم سواء كان صباحى أو السيسى ألا يذيقنا من نفس الكأس التى شربها حتى يصل لهذه المكانة.. فنحن لسنا فى حاجة إلى تذوقه لأننا بالفعل ذقناه أكثر من 30 سنة!!
حدخل اللحمة والفراخ فى بيوت الغلابة كل يوم.
أم عيشه بائعة الليمون - تقول:
هو فى ست حتكون رئيسة جمهورية!!.. خاصة فى البلد دى.. دول كانوا كلوها قبل ما يطلع اسمها فى القائمة مع المرشحين.. بس كحلم مش هخلى حد ينام على الرصيف سواء كبيرًا أو صغيرًا سأحميهم من قرصة السقعة فى الشتاء وحرارة الشمس فى الصيف.. وسأخفض أسعار السلع عشان الناس الغلابة تعرف تأكل.. سأدخل اللحمة والفراخ فى بيوتهم كل يوم.. وفى الأعياد هرخص أسعار الملابس عشان الناس كلهما تشترى لبس جديد تعيد به وتفرح وتكون مبسوطة.. مش حخلى الشعب محتاج حاجة.. قبل ما يطلب طلبة حكون حققته له.. حخصص يوم أو يومين فى الأسبوع أنزل أقعد مع الناس الغلابة وأستمع لرأيهم أحسسهم إنى واحدة منهم وإن رأيهم مهم بالنسبة لى.. حسافر كل الدول الأجنبية وأخذ الحلو فيهم و أطبقه فى بلدى.. حاحاول أرتقى بالشعب .. وبالمناطق العشوائية أبنيها بشكل جمالى حتى تعطى شكلا جميلا للمجتمع بدلا من الشكل العشوائى الذى يؤذى نظر السياح الأجانب.. حخصص أسواقًا خاصة لبائعى الخضار بدلا من مرمطتهم على الأرصفة وفى الشوارع بسبت الخضار!!.. حاعمل قانون يحافظ على البنات والستات فى الشارع.. حخصص أيضا طرق للسير المارة وأخرى للسيارات الملاكى وطرق أخرى لعربات النقل حتى نحافظ على سلامة الناس ونقلل من حوادث الطريق.
توقفت للحظة ثم أكملت قائلة: والسؤال المعتاد فى كل مرة هل الرئيس القادم سيحقق لنا هذا؟!.. هل سنكون ضمن خططه؟!.. أم سنكون قشة وسط أرزة!!.. ثم أضافت قائلة: ليه خلتينى أحلم دا أنا كنت منعت نفسى من الأحلام.. أدينى رجعت للواقع من تانى!!.. عم صالح بائع الجرائد- يقول:
أول حاجة حعملها سأبنى مكاتب صغيرة لبائعى الجرائد عشان تحافظ على الجرائد والكتب والمجلات من التراب بدلا من فرشها على الرصيف.. حخلى البلد نظيفة بمعنى أننى سأقوم بتنظيفها من الزبالة والوقوف العشوائى للبائعين الذى يتسبب فى ازدحام الطرق والذى أنا واحد منهم - دون أن أقطع رزق أحد.. وسأخصص أماكن أفضل لهم للوقوف تحافظ عليهم وعلى بضائعهم وتكون أيضا وسط تجمعات الناس وليست فى مناطق بعيدة متطرفة.. ومن يخالف ذلك يتعرض للقانون!!.. حخلى الشباب يمسكوا مناصب كبيرة فى البلد وحنحى كل عجوز على جنب عشان البلد دى محتاجة دم شبابى يعرف يتعامل مع كل الطبقات.. ومش حخلى فى شحاتين فى البلد عشان حأوفر لهم راتب يشتغلوا به بدلا من التسول والشحاتة.. أما بالنسبة للمستشفيات فسأقوم بعمل قانون وهو معالجة المريض أو إنقاذ المريض قبل دفع مصاريف العملية وإذا كانت المصاريف غالية عليه، فلاداعى لدفعها.. لذلك أتمنى من الرئيس السيسى لأننى سأنتخبه أن يراعى الغلابة فى كل شىء.. أن ينتشلنا من الحياة التى نعيشها لأنها ليست حياة أكثر منها ممات.