عندما تحدثت مع نادية عابد أدركت أن المرأة ليست نصف المجتمع، وإنما هى المجتمع كله، فنادية أثبتت أن المرأة كائن جبار.. عقرب ناعم تستطيع بذكائها الشديد أن تبتلع الرجل. فى هذه الحلقة يواصل المحاور مفيد فوزى اعترافات نادية عابد، ويحكى: كيف استطاعت نادية أن تدخل إلى البيت المصرى، وتخترق الحياة الزوجية بمشاعرها وتصرفاتها الأنثوية البحتة، ويحكى لنا مفيد فوزى.. هل المرأة أنانية فى حبها، وكيف تحب المرأة أن يكون رجلها. ويكشف لنا: متى قرر أن تنسحب نادية عابد من المجتمع، ولماذا؟!!.. وإلى استكمال الحوار: ∎ كيف قابلت نادية عابد عمر الشريف؟!
- فى مرة من المرات كتبت.. سأقابل المرة القادمة عمر الشريف، وبالفعل عندما أجلس معه كمفيد وأتحدث عن كل ما يخص المرأة وأتحدث معه أيضا عن الرجل الجسور الهادئ، وعن الصداقات التى تدوم بين الرجل والمرأة والصداقات التى يتسرب لها الدفء.
∎ رسالة جاءت إلى نادية عابد لم ينسها مفيد فوزى حتى الآن؟
- أتذكر أن هناك رسالة جاءت إلى نادية عابد من الفنانة شريهان، ولم تكن تعرف أنها مفيد فوزى، قالت فيها: نفسى أشوفك فى الحياة، ولا أعرف لماذا يتغيب عنك التليفزيون كل هذا؟، ولماذا تعتبرين حياتك أنت وزوجك أشرف السقا سرا حربيا، فأنا أثق تماما بأن المرأة لابد أن تأخذ حقها فى الحياة فعليك أن تظهرى وتعلمى كل الفتيات هذه الأخلاق والعادات.. ورديت عليها قائلا: العزيزة شريهان.. أنا مؤمنة جيدا بأنك كفنانة لديك الكثير الذى لم تظهريه.. وفقك الله.
∎ موقف صعب جرح نادية عابد؟!!
- عندما توقفت عن الكتابة لعدة أسابيع.. قام بكتابة الباب «نادية عابد» أحد الصحفيين أصدقائى، وكان هذا أحد الجروح الداخلية اسمه إلهامى سيف النصر، وعندما رجعت إلى الكتابة أصررت أن أغير اسمها لتصبح نادية عابد بدلا من أن تكون نادية فقط.
∎ بحكم كتابتك عن المرأة، هل المرأة مقهورة فى مجتمعنا من وجهة نظر نادية عابد ومفيد فوزى؟
- كنادية عابد نعم مقهورة، وكمفيد فوزى أرى أنها أخذت جانبا نسبيا معقولا عما كان من قبل، فقد عشت أزمنة مختلفة وأرى أن المرأة تقدمت كثيرا عن ذى قبل، لكن مادامت هناك ميرفت التلاوى تتبنى بشدة قضية المرأة فأتوقع أنها ستحصل على الكثير الفترة المقبلة، حتى تصل لرئاسة الجمهورية.
∎ وهل ترى أنها من الممكن أن تصل لرئاسة الجمهورية؟
- هذا للأسف بعيد جدا فى مجتمع شرقى، وذكورى مثل مجتمعنا.
∎ لقد كتبت نادية عابد عن الأسباب غير المعلنة فى النكد الزوجى، فما سببه فى رأيك؟
- النكد الزوجى جزء فى شخصية المرأة، وهى مسئولة عنه إلى حد كبير، ولو كان الرجل مسئولا فالمرأة لديها من الذكاء ما يكفى لاحتوائه، فالرجل يساوى الشقاء والعذاب والعناء، فأنا عندما تزوجت كان كل أملى هو تسديد ثمن سجادة بالقسط وكنت أعمل من أجل ذلك، وفى مقال كتبته لآمال العمدة قلت لها: أتأسف على أيام راحت كنت أصنع فيها مستقبلى، فنسيت فيها البيت.. وهذا نادرا ما يقوله الرجل ويعترف به.
∎ كيف تفتقد زوجتك؟
- أفتقدها كثيرا، فآمال العمدة هى التى علمتنى أدب الافتقاد، لدرجة أننى أفتقد حتى الخلاف معها لأنها من زمن مختلف .. زمن المرأة التى تشعل نار الله الموقدة إذا مس شىء كرامتها.
∎ هل حدث هجوم على نادية عابد فى إحدى المرات؟
- نعم فى إحدى المرات شنت كاتبة هجوما شرسا على نادية عابد، وأفشت السر وكتبت: الباب الذى يكتبه مفيد فوزى، وأنا بدورى لم أصمت ورددت عليها فى مقال وقلت إن العيب ليس عيبك إنما عيب الكاتب الذى رباك.. وكنت أقصد به أحد الذين تربيت على يديهم وهو أحمد بهاء الدين، والكاتبة صافيناز كاظم، وكنت حادا جدا لدرجة أن أقصى ما كتبته نادية عابد فى تاريخها يخص صافيناز كاظم، وانتهت العلاقة بيننا منذ زمن.
∎ ماذا يحب مفيد فى الست، وكيف تحب نادية عابد أن يكون رجلها؟
- الرجل يحب الست أن تتصف بالهدوء إلى درجة النسمة، ويكره الزوابع، ومن الصعب جدا أن يعرف أحد ماذا يفكر الرجل، ونفس الأمر مع السيدة.
فالحياة رجل وامرأة، ونادية عابد علقت على ماذا يحب محمد عبدالوهاب فى الست، فقد قال عبدالوهاب لمفيد فوزى أحب السيدة وهى ترتدى الكعب العالى لأنه يرسم كيانها ومنحنياتها.. فكتبت نادية عابد معلقة: كان الفنان محمد عبد الوهاب رساما ونحاتا وهو يرسم المرأة تلبس الكعب العالى، لكنى كنادية عابد أكره التلون كراهية التحريم وأحب الموضة الجديدة الكعب المتوسط الذى يعطينى الانسيابية وفى نفس الوقت لا يبخل على أنوثتى على الإطلاق.
∎ هل ألفت نادية عابد كتبا؟
- بالفعل هناك ثلاثة كتب لنادية عابد، فقد قامت مؤسسة غادة السمان بتجميع مقالات لنادية عابد وسمى للأذكياء أقول»، بعدها كتاب الرومانسيات فى زمن الجفاف، وأيضا صدر كتاب: يا حبيبى الذى أذكره، «وقد نفدت هذه الكتب، ومعنى ذلك أنها دقت أفكارا بكل ما فيها من شرقية وعبوس، فلا أنسى حملة كتبتها بعنوان: «أرفض أن أكون عانسا.. وقد استمرت هذه الحملة لثلاثة أشهر متتالية وأحدثت صدى قويا.
∎ ما الفرق بين الحبيب والزوج عند نادية عابد؟
- المرأة لا تستطيع كثيرا أن تفضى بكل ما بداخلها للزوج، فسيعلن عليها الانقلابات، أما الصديق فتستطيع المرأة أن تتحدث معه دون أى انقلابات، وأعظم الزيجات هى من يكون أزواجها أصدقاء، وهى نادرة.
ومن دفاتر أيامها سجلت: الفرق بين حبيبى الذى كان و.. زوجى، إن حبيبى كان يخاف علىّ ويقلق، أما زوجى فهو يرانى قوية ولا يخاف ولا يقلق ولا يحس ما معنى ضعف الأنثى وحاجتها لقوة حبيبها و.. مظلته الحانية.
∎ هل الرجل خائن بطبعه؟
- الخيانة سببها حمق امرأة، فالرجل ليس خائنا بطبعه، فمن الممكن جدا أن إهانة صغيرة لرجل تدفعه للخيانة، والبعد عن اهتمامات الرجل تدفعه للخيانة، وخاصة فى مؤسسة الزوجية.
∎ وهل المرأة جبارة؟
- نادية عابد قالت إن المرأة جبارة، وقادرة على ابتلاع الرجل، وقادرة أيضا على أن تأتى به للأرض، وأنا أتذكر فى إحدى المرات اتصل بى رجل عربى يعمل مديرا تعليميا، وقال لى: أريد أن أكلم نادية عابد، فقلت له: عند حماتها فى السويس، فقال عنها: هذه امرأة جبارة لا تفهم أى شىء عن الرجال، وهذا نوع من النساء عاوز الضرب. فسألته: ماذا حدث؟ قال: لقد أثارت فى بيتى لغطا كثيرا عندما قالت: إذا مد زوجك يده عليك فاطلبى منه الطلاق، وأنا يارجل تصرفت كرجل، ففى الصباح قالت لى زوجتى طلقنى.
ومن هنا أدركت كيف تدخل نادية عابد إلى نفوس السيدات، وإلى داخل البيت المصرى.
∎ من يحب أكثر.. الست أم الرجل؟ وهل حب المرأة أنانى؟
- المرأة تحب أكثر من الرجل، وحبها أنانى، فكل النساء من برج العقرب.
∎ المرأة فى كلمتين؟
- المرأة عقرب ناعم.
∎ فى تصريح لها قالت وكالة رويترز: إن المرأة بعد الثورة المصرية أصبحت فى ذيل القائمة؟
- هذا غير صحيح، فلم نكن نعلم من قبل معنى كلمة ناشطة، وهناك ناشطات قليلات ناشطات، وهناك ناشطات كثيرات نصابات لايفهمن على الإطلاق معنى كلمة ثورة، تنافسن على كلمة حقوقيات، وائتلافات ومثلهن الرجال أيضا، وهذه مصيبة هذه الثورة.
فأنا أقول هذا الكلام لأننى شهدت أوقاتا كثيرة، ورأيت المرأة كيف كانت تجسد معنى الوطنية، فلا أنسى فوزية مهران الكاتبة الكبيرة فى روزاليوسف التى كانت تعلمنا معنى الوطنية، ونحن فى البداية.
∎ متى قرر مفيد فوزى أن يكف عن كتابة نادية عابد؟
- فى الأشهر الأولى من ثورة يناير، والسبب أن الأجواء لم تعد رومانسية كالسابق وشعرت للحظة أن الإنسانيات ليس مجالها فى ثورة، فبهدوء شديد جدا صمت وكنت معتزما أن تهاجر إلى كندا لكنى تراجعت عن ذلك حتى لا يفهم أنها ترفض الثورة، وانسحبت نادية عابد بهدوء شديد، بعد أن أثبتت أنها نموذج لو اخترع يثبت أن البيئة المصرية تستطيع أن تنجب فتاة قوية ذكية وطنية قارئة تفهم الرجل وتصحح أخطاءها، ولها القدرة على الاستشراف وتربى أولادها تربية علمية صحيحة، وتمضى فى الحياة ولا تنكسر.