«كدب اللى قال إن الستات مبيعرفوش يكدبوا».. هذه المقولة خاطئة بالمرة.. لأن الكذب هو إحدى صفات المرأة، منذ بداية ولادتها حتى وفاتها!!.. «وده مش عيب فيها لا سمح الله» دى ميزه.. أنا مش عايزاكم تزعلوا أو حتى تستغربوا لأن دى حقيقة.. تعالوا معايا وأنا أثبت لكم.. الكدب حتى النخاع مثلما يقولون. ∎مرحلة الطفولة
سوسن، الطفلة ذات الخمس سنوات توقظها والدتها لتذهب إلى الحضانة.. لكنها ترفض الذهاب.. فتفكر فى كذبة كى تقنع بها الأم.
وظلت سوسن ممسكة ببطنها حتى أقنعت والدتها أنها مريضة كى لا تذهب إلى الحضانة، وبالفعل رفضت الأم ذهابها إلى الحضانة خوفا من أن تمرض أكثر!
∎ المرحلة الابتدائية
كبرت سوسن ودخلت المدرسة وكبر معها الكذب.. دون علم بأن ما تفعله خطأ لكنها تراه أنها الوسيلة الوحيدة لإنقاذها.. سوسن داخل كل يوم نفس السندوتشات، جبن وحلاوة، يووووه.. أنا زهقت منهم.
الأم: سوسن السندوتشات فى شنطة المدرسة، عايزاكى تخلصيهم كلهم زى كل يوم.
تذهب سوسن إلى المدرسة وتبحث عن أقرب سلة مهملات لتقوم بإلقاء السندوتشات فيها .. وذات يوم لمحتها مدرستها وقامت باستدعاء والدتها وحكت لها ما فعلته سوسن.. وعند عودتها إلى البيت وجدت الأم تصرخ منادية لها: سوسنننننننننننننن!
سوسن: فى إيه يا ماما، مالك بتصرخى علىَّ كده ليه!
الأم: إنت محرومة من المصروف.. عشان تبقى ترمى سندوتشاتك فى الزبالة تانى!
سوسن : مين أنا ياماما!!!!.. والله ماعملت كده .. من اللى كذب عليكى وقالك كده!!..
الأم : بلاش كذب يا سوسن، المدرسة شافتك وإنتى بترمى السندوتشات.. خلاص عقابك إن مفيش مصروف ليكى تانى.
سوسن بكاء هستيرى: والله العظيم ما عملت كده !!! .. صدقينى.
الأم: مش مصدقاكى، لأن المدرسة مش هتكدب.
سوسن: طب خلاص أنا هقولك الحقيقة .. بس إوعدينى إنك ترجعيلى مصروفى.
سوسن : والله ياماما دى الحقيقة أنا مبكذبش عليكى !!، أنا مقدرش أعمل كده عشان حرام وممكن ربنا يودينى النار .. وكمان إنتى قلت إن فى ناس فقيرة مش بتلاقى الأكل ده، فإزاى أنا أرميه؟!
الأم : يعنى مش بتاعتك !!!..
سوسن : لأ، ياماما، مش بتاعى إهىء إهىء إهىء!!!..
المهم كذبت سوسن كى تنقذ نفسها من العقاب.. وصدقت الأم الكذبة وتنازلت عن العقاب!!!..
∎ مرحلة المراهقة:
سوسن : ماما ممكن أحط كحل فى عينى وأنا رايحة بكره المدرسة، ومتقوليش لأ عشان كل صحابى بيحطوا كحل.
الأم : لأ، طبعا وإياك تحطى حاجة، وقد أعذر من أنذر، ولمى يومك ياسوسن. سوسن: طب ولا روج ياماما..
فى المدرسة تعرض إحدى صديقات سوسن عليها أن تضع لها كحلا.. لكن سوسن ترفض بتردد فى البداية .. وعندما أقنعتها صديقتها بمسحه قبل العودة للبيت.. قامت بوضعه على الفور.. دخلت سوسن البيت وجرت على الحمام كى تتأكد من مسحه.
الأم: مالك داخله على الحمام جرى كده ليه؟!
سوسن:انت عارفانى مش بحب حمام المدرسة.
الأم : برافو عليكى ماتدخليش حمام بره البيت أبدا، ها أحضرلك الغداء.
خرجت سوسن من الحمام.
الأم : مال عينك حمره ليه كده، أنتى كنتى حاطة حاجة فيهم.
سوسن: لأ طبعا، إيه الكلام ده !!.. دى حمرة مطرح الصابون عشان دخل فيها!
الأم: طيب أصل افتكرتك حاطه حاجة، كنت هخلى يومك إسود.
ضحكت سوسن ضحكة خبيثة وفتحت باب الشقة ثم رزعته خلفها من كثرة غيظها.
∎مرحلة الجامعة
كبرت سوسن أكثر ودخلت الجامعة.. وبدأ الكذب يكون مخرجها الوحيد من المواقف الصعبة.
تتمتم سوسن: يوه حتى الراحة الواحد مش لاقيها فى البيت.
سوسن: لأ بقولك صباح الخيييييير ياأمى..
ذهبت سوسن إلى الجامعة مقررة إنها لن تحضر أى من المحاضرات.. وستقضى اليوم مع أصحابها داخل إحدى الكافيهات دون علم والدتها.. وأثناء جلوسها مع أصحابها داخل الكافيه.
تتصل بها والدتها قائلة: سوسن معلش ياحبيبتى بكلمك وسط المحاضرات، أنا كنت بفكرك بالحاجة اللى هتجبيها معاك وأنت جاية.
سوسن اصفر وجهها من الخوف: حاضر، أنا فاكرة ياماما متقلقيش.
الأم تركز فى الصوت: إيه صوت الموسيقى اللى عندك ده، أنت فين؟!..
سوسن بصوت متوتر : أنا فى الجامعة ياماما.. دى ااااااااااا، آه صوت الموسيقى اللى فى السناتر، أنا واقفة عندها عشان بنصور ورق.. وبعدها تغلق التليفون مع والدتها قائلة: الحمد الله كنت هروح فى داهية! وأكملت اليوم مع أصدقائها فى الكافيه.
عادت سوسن إلى البيت لتجد والدتها تنتظرها قائلة: إيه اللى أخرك كل ده؟!
سوسن : بس ياماما، اليوم النهارده كان صعب قوى ومليان كله محاضرات.
الأم: المهم حضرتيهم كلهم.
سوسن: كلهم ياماما، مفوتش ولا محاضرة!
الأم: ربنا يوفقك يابنتى.
∎ مرحلة الخطوبة
سوسن: ماما، محمد مش موافق أدخل السينما مع أصحابى.. وأنا نفسيتى تعبانه ونفسى أخرج أشوف أصحابى.
الأم: اسمعى كلام خطيبك خليها تعدى على خير، دا إحنا ما صدقنا.
سوسن : يعنى إيه .. هفضل محبوسة عشان خاطر البيه.. لأ طبعا أنا هخرج.
الأم: ماشى اخرجى، ولو كلمك يا فالحة هتعملى إيه؟!
سوسن : هقفل الموبايل، وأقوله فصل شحن!
الأم: طب ولو كلمنى !!..
قاطعتها سوسن: قولى له نايمة.. وأكيد موبايلها فصل شحن ولما تصحى هخليها تكلمك.. وبكده هتدخل عليه!!..
ودخلت هذه الكذبة على خطيبها وذهبت إلى السينما مع أصحابها وقضت يوما ممتعا معهم دون علم خطيبها!
وبالفعل كذبت البنت كى تخرج مع أصحابها وكذبت الأم كى تنقذ جوازة ابنتها.. «شفتوا إزاى الستات بيعرفوا يكدبوا»!
وأخيرا الجواز:
بعد مرور كام شهر من الجواز.. لم تطق سوسن الجلوس فى البيت.. وبدأت تطلب من زوجها الخروج مع أصحابها.. ولأن هذا المبدأ مرفوض عنده.. قررت سوسن داخل نفسها أن تخرج معهم دون علمه.
سوسن: حبيبى، أنا رايحة النهارده الكوافير.
محمد: مش كنت لسة عنده من أربعة أيام؟!
سوسن : ماشعرى باظ وعايز يتظبط..
محمد : طب تستنى أخلص شغل وأوصلك.
سوسن: لأ، ياحبيبى متتعبش نفسك.. أنا هروح لوحدى.
محمد: ماشى بس ماتتأخريش ياحبيبتى.
سوسن : يادوب ساعة أو ساعتين بالكتير.
وبمجرد نزوله للعمل نزلت سوسن على الفور وقابلت أصحابها وعادت قبل رجوعه.
وعندما أتى ووجدها فى البيت قال لها: إيه ده، إنت منزلتيش ولا إيه..