ازدادت فى الآونة الأخيرة نسب الطلاق بين الأزواج لأسباب عدة لكن الجديد هو الطلاق بسبب التكنولوجيا.. ظاهرة مستحدثة على مجتمعنا خيانة الزوج لزوجته على «الواتس أب»؛ الزوجة تكتشف والزوج ينكر معللا أنها مجرد تسلية وليست خيانة فالخيانة تكون بالجسد وليس الكلام فقط.. حالات طلاق بسبب خيانة الواتس أب نرصدها لكم.. ونتساءل: ماذا حدث فى المجتمع وما الأسباب التى أدت بنا إلى ذلك؟! ∎خيوط اليقين
«أنا ماكنتش مصدقة نفسى فى الأول لغاية لما تأكدت»، هكذا قالت جيهان مدحت (34 عاما) متزوجة منذ 13 عاما ولديها طفلان، الأول 12 عاما والثانى 10 سنوات وتستطرد قائلة: «شهور طويلة قضيتها فى الشك والتفكير.. شهور وأنا أحاول أن أمسك بيدى خيطا أو دليلا واحدا يجعلنى أقطع الشك باليقين وأتأكد من خيانة زوجى.. زوجى الذى تغيرت مشاعره تجاهى رأسا على عقب.. زوجى الذى لميعد يطيق أن ينظر إلى وجهى وانصرف مطلقا عن الاهتمام بأبنائه وحل مشاكلهم اليومية التى لا تنتهى».
لا أستطيع أن أنكر أننى كنت أراقب زوجى فى نظراته، فى لفتاته وفى شروده المستمر.. نار كانت توقد بصدرى عندما كنت أشعر بعجزى عن معرفة سر تغير زوجى الملحوظ حتى بدأت أن أمسك بخيوط اليقين واكتشفت خيانته لى من خلال «الواتس أب».. فسألتها: «كيف؟» فأجابتنى: «منذ فترة وأنا أراقب حركة زوجى على الواتس أب فأصبحت أجده منشغلا للغاية بمحادثة أناس عليه ولما كنت أسأله كان يجيبنى ده عمر صاحبى أو هشام صاحبى أو أى اسم من أصدقائه.. ولكننى بصراحة «الفار لعب فى عبى» حتى اكتشفت أن هناك محادثة طويلة ومطولة بينه وبين واحدة تدعى «سهى».. والحقيقة أننى لم أجد فى البداية فى المحادثة ما يقلقنى فكان الكلام فى أمور الحياة العادية.. ولكن بعد أن وصلت إلى منتصف الحديث وجدت ما يعنى أن هناك اهتماما من ناحية سهى تجاه زوجى: تحرص تلك السيدة جيدا على معرفة أخباره باستمرار وخط سيره واهتماماته بل الأماكن التى يتردد عليها والأفلام التى يحب مشاهدتها ثم تطور الموضوع إلى أن وجدت زوجى نفسه يحرص كل الحرص على موافاتها بكل تحركاته وأنه سيزور فلان وسيجلس مع أصدقائه فى الكافيه العلانى، وأنه سيبتاع ملابسه من المحل الترتانى وموضوعات وتفاصيل ذكرتنى بأيام تعرفنا على بعض وأيام الخطوبة.. كل ذلك ولا يعتبر خيانة؟! صحيح أنا لست على يقين أنه أقام معها علاقة أم لا ولكن اهتمامه الزائد بها واهتمامها به لم يدعا لقلبى أى مجال لغير الشك.. فسألتها: «وهل واجهتِ زوجك؟!» فأجابتنى: «فكرت مرارا قبل أن أقدم على هذه الخطوة .. فكرت أنه فى حالة مواجهتى له من الممكن أن أهدم بيتى وأتسبب فى إيلام أبنائى.. ولكن ما الذى سأستفيده وأنا أتألم بمفردى.. لن يشعر أحد بألمى سوى أنا.. لذلك ذات يوم استجمعت قوتى وشجاعتى وعقدت العزم على مواجهته.. وتمت بالفعل».. وسألتها: «ماذا كان رد فعله؟!» فردت منهارة: «أنكر كل شىء وقال لى إن كل ذلك محض افتراء وأنها خيالات مفزعة ينسجها عقلى وأنه ليس عيبا أن يتحدث مع زميلته التى كانت معه فى المدرسة عندما كانا صغيرين»! شعرت أن كلامه يعنى: «اضربى راسك فى الحيطة... وأنا هاستمر على اللى انا فيه.. أنا مابعملش حاجة غلط!!»، ومن يومها وأنا عند أهلى تركت له المنزل بما فيه وأخذت أولادى معى حتى أترك له المنزل ليجعله مرتعا لنزواته القذرة».
∎ صدفة
«يلعن التكنولوجيا اللى خربت بيوتنا»، بهذه الكلمات انفجرت سالى شعبان (38 عاما) أم لطفلة (8 سنوات) وطفل (10 سنوات) وتضيف: «تزوجت منذ 14 عاما وكنت أحيا حياة سعيدة بلا مشاكل.. أحب زوجى ويحبنى وأولادنا هم أهم شىء لنا فى الوجود، نحرص على الاهتمام بهم ونرعاهم فى شتى المجالات المادية والمعنوية قطعا.. ولكن منذ عام واحد فقط وتبدلت أحوالنا.. لم يعد زوجى هو زوجى الذى أعرفه منذ الخطوبة وحتى بعد الزواج.. أصبح كثير الشرود، كثير العزلة، لا يطيق «دوشة» الأولاد، بل أصبح لا يطيق المكوث فى المنزل لأوقات طويلة... فضلا عن تغير معاملته معى فكلما تحدثت إليه «شخط» فىَّ بمناسبة ومن غير مناسبة يتعصب لأتفه الأسباب وكأنه «بيتلكك لخناقة» حتى يترك المنزل .. لم أفهم ما سر تغير معاملته لذلك تحدثت معه كثيرا، وسألته ما الذى يضايقه منى وما سبب عصبيته المستمرة فكانت دائما إجاباته تنحصر فى: «عندى مشاكل فى الشغل.. ضغوطات الحياة.. أشياء من هذا القبيل».. وازداد الوضع كل يوم سوءًا عن اليوم الذى يسبقه لدرجة أننى صرت مقتنعة أن زوجى «شاف له شوفة تانية» و«إن فيه بنت من إياهم لافت عليه».. ومن كثرة التفكير أصبح خيالى يصور لى أننى ذات يوم سأدخل وأراه يخوننى على سريرى!! بل أصبحت أدعو الله أن أراه يخوننى لكى يطمئن فقط قلبى ويرتاح بالى من كثرة التفكير العقيم!! لن أنكر أصبحت أبحث فى ملابس زوجى علنى أجد دليلا واحدا على خيانته ولكن للأسف لم أمسك بدليل واحد .. ولكن الصدفة وحدها هى التى لعبت دورها فمنذ شهرين تعطل موبايل ابنى محمد الأمر الذى دفع زوجى لإعطائه موبايله الشخصى لكى يصرف به نفسه حتى يبتاع له هاتفا جديدا وفى مرة من المرات أعطانى ابنى الهاتف حتى أضبط به بعض التطبيقات وإذ بى أفاجأ بتطبيق الواتس اب الخاص بزوجى الموجود فى الموبايل الذى أعطاه لابنى وذهلت من المحادثات الطويلة التى يتبادلها مع سيدة تدعى نورا هكذا تأكدت من سر تغير مشاعر زوجى تجاهى، هكذا تأكدت من خيانته لى بعد أن قرأت بأم عينى عبارات الحب والغرام التى تبادلاها.
ظللت فى صدمتى هذه لمدة أسبوع بأكمله لم أنبس بكلمة مع أى شخص ولا حتى زوجى؛ انقطعت عن العمل وأخذت أجازة لمدة شهر كى أفكر ماذا أفعل للخروج من هذه الأزمة التى قسمت ظهرى.. وبعد تفكير وتمحيص هدانى عقلى إلى أن أحدث تلك السيدة التى أخذت زوجى منى.. السيدة التى فضلها علىّ ... أخذت رقمها من واتس اب زوجى وتمت المكالمة وطلبت مقابلتها وعرفت أنها كانت جارة زوجى فى منزلهم القديم وأنها كانت معجبة به بل تحبه منذ أن كانوا أطفالا ولكنها لم تصارحه بحقيقة مشاعرها حتى منذ عام عندما تقابلا فى فرح أختها وبدأت المحادثات بينهما وكان أسعد يوم بحياتها عندما عرفت أنه يحبها وأنه مستعد أن يعوضها سنوات الشقاء التى تسبب فيها طليقها .. وسألت نورا حبيبة زوجى: «وما المطلوب منى أن أفعله؟! وما الدور الذى يعد لزاما علىَّ أن ألعبه فى هذه المرحلة؟!» فأجابتنى وبمنتهى البرود والاستفزاز: «تتركينا نستعيد حبنا ونعوض ما فاتنا، بل تباركين زواجنا!!»... لم أكن لأتخيل جرأتها أو بالأحرى بجاحتها... وخرجت من هذه الجلسة وأنا مقررة أن أترك الجمل بما حمل وألا أقف عقبة فى طريق حب زوجى!!
∎فيسبوكو
أما مها مصطفى (32 عاما) متزوجة منذ 10 سنوات من طبيب أسنان ولديها طفلتان فى المرحلة الابتدائية فتروى قصتها قائلة: «لا أعرف كيف أبدأ ومن أى نقطة.. لكن كل الذى أود أن أقوله إن أبشع شىء على أى امرأة فى الوجود مهما كانت درجة قوتها أو صلابتها، مهما كان جبروتها أو جمودها أن تتعرض لمثل هذا النوع من الاختبار فى الحياة .. قطعا اختبار قاس ومؤلم يجرح الواحدة مننا فى أعز ما تملك.. فى أنوثتها.. فى إحساسها بذاتها... قطعا يزعزع ثقتها بنفسها ويجعلها تكره كينونتها كامرأة.. أنا مثلى مثل أى امرأة «من اللى بقوا أكتر من الهم على القلب» اللى بيتعرضوا لتجربة الخيانة.. نعم اكتشفت خيانة زوجى لى.. لست متأكدة من أنه أقام علاقة كاملة أم لا ولكن الذى تأكدت منه هو ما رأيته بعينى.. منذ فترة ليست بالطويلة وأنا أرى تغيرا ملحوظا قد طرأ علىزوجى ولا أعرف له سببا ولكن مشكلة الرجال أنهم يعتقدون أنهم فقط الأذكياء ولكن لا يعرفون أن الله قد حبا المرأة بالحاسة السادسة وقرون استشعار تجعلها ترصد تغير زوجها قبل أن يحاول أصلا أن يتغير.. كى لا أطيل فى الحديث لاحظت زوجى يجلس كثيرا على الفيس بوك وأصبحت ألاحظ قسمات وجهه ويوما بعد يوم أشعر بأنه يزداد سعادة وغبطة كلما فتح الفيس بوك وتحدث عليه وذات يوم انتهزت فترة دخول زوجى للنوم ودخلت على موبايله وجلست أبحث فى صندوق الوارد inboxالخاص به على الفيس بوك.. وكانت بالنسبة لى الطامة الكبرى عندما وجدت محادثة طويلة تجمع بينه وبين واحدة تدعى دينا وبالبحث فى البروفايل الخاص بها اكتشفت أنها كانت تقطن نفس العقار الذى كان يسكن به زوجى قبل زواجنا.. المشكلة أننى وجدت أنها تكتب له كلمات تدل عن العشق والهيام ولم أتخيل يوما أن ينجر زوجى إلى مثل هذه النزوة.. ولكن بعد أن أفقت من الصدمة أيقنت أنه يبدو أنه قد حَنَّ إلى أيام المراهقة وأنه أراد أن يشعر بأنه ما زال شابا ولا أنكر أنى شعرت بمدى فشلى وعجزى أننى لم أعرف يوما أن أقوم بمثل ما تقوم به هذه النوعية من النساء من السيطرة على أذهان الرجال بالكلام الناعم والفج فى بعض الأحيان!!
وتستطرد قائلة: «واجهت زوجى وكانت الفاجعة عندما قال لى ما الذى يزعجك أو يضايقك إذا كنت أنتوى أن أتزوجها؟!! أتغضبين من الحلال؟! مش بدل ما كنت مشيت معاها فى الحرام؟!» الحقيقة أننى لم أستطع أن أستمر فى هذا النوع من النقاش الذى أقل شىء يوصف به هو أنه عقيم.. فلم يعد هو زوجى الذى أعرفه ويبدو أنه «اتسحر له».. قطعا انصرفت من وجهه إلى منزل والدى فهو أولى بى من هذا الخائن الذى باعنى بالرخيص.. على أمل أن يرسل لى ورقة طلاقى فالحياة معه مستحيلة ولن أقبل أن يتزوج علىَّ واحدة أخرى.. هذا من رابع المستحيلات!!
وتعقب دكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس: بقدر ما كانت وسائل الاتصال الحديثة نعمة بقدر ما أصبحت تحمل شكلا من أشكال الدمار فى جوانب كثيرة من حياتنا: منها المواقع الإباحية والشات؛ مع الأسف الإنترنت أصبح آفة والكل يعيش فى عالمه الافتراضى.. لدرجة أن النت فتح الطريق لكل الشرور فى الحياة لدرجة أن يقوم الزوج بخيانة زوجته والزوجة لزوجها.
زمان لم يكن لدى العائلات المتيسرة ماديا سوى تليفون واحد يوضع فى الصالة لكى يستخدمه الجميع.. فكان دائما هناك نوع من الحصار إذا حاول أحد أن يسحب التليفون إلى داخل غرفته انكشف.. الإنسان بطبيعته لديه نزعات الانطلاق والتحرر والبدائية وحب الحياة والرغبة فى التحرر من كل القيود وهى فطرة حيوانية بحتة الذى يكبل ويحجم تلك الفطرة هى الأخلاق والبيئة المحيطة وقانون المجتمع.. زمان لم يكن مسموحا بوجود تليفون «نتوشوش فيه» أو تليفزيون ينقل لنا أشياء معينة بل كان تليفزيونا للعائلة بدأنا الآن نتوسع وأصبح هناك هواتف محمولة وتابلتس وخروجات وعدد لا حصر له من الكافيهات والفنادق والمطاعم وكم الناس خارج بيوتها أصبح شيئا مثيرا للانتباه مما أتاح الفرصة أمام الناس للتقابل وإقامة علاقات.. التواصل فى الشارع أو على النت أوجد شكلا من أشكال العلاقات، ولا نستطيع أن نضع لها حدودا وحتى لا نستطيع أن نعمل ردة ونمنع استخدام مثل هذه الأجهزة لأن الناس قد تعودت عليها.
لابد من زراعة فكرة القراءة لدى الأطفال منذ الصغر من خلال القصص المصورة وليس استقاء المعلومات من خلال الإنترنت فقط.
أنا أرى أن الرجال والنساء هم بشر ولهم احتياجات بشرية ومتساوون فى كل شىء: الأحاسيس والمشاعر والاحتياجات.. فالقصة ليست حكرا على الرجل وإذا كنا نراها أنها حكرا على الرجل فهذا من وحى خيالنا نحن ومزاعمنا وهذا ليس صحيحا خاصة أن هناك الآن وسائل تتيحللجنسين أن ينطلقوا فى هذه المجالات.. فهم فقدوا السعادة والإحساس بالحياة مع الطرف الآخر كيف يمكن إرجاع المشاعر إلى سابق عهدها ؟! عندما تفقد المشاعر لا يمكن بأى حال من الأحوال استعادتها مرة أخرى. وتضيف قائلة: «المجتمع أصبح مصابا بالخلل والانحلال الأخلاقى لدرجة أن لو كان هناك رجل مشهور أو غنى لابد أن نرى حوله «الستات مثل الذباب» بل تسعى كل منهن على أن «تجر رجله».. وللأسف الرجل أو المرأة لا يحترمان القيود أو قواعد المجتمع لأنهما مع الأسف لم يتربيا عليها والدين المجتمع أخذ منه القشور وابتعدا عن القيم الروحية والأخلاق مع أن الأديان كلها نزلت لترسخ العلاقة بين الإنسان والآخر أى بمثابة بروتوكول حياة.. نعم لدينا خلل فى المجتمع وسببه التربية وعدم الاهتمام بتثقيف الأطفال الثقافة المنضبطة الآن أصبحت السعادة فى الألعاب الخطيرة الموجودة على الإنترنت التى يوجد فيها القتلومهاجمة البوليس وحرق السيارات، وكلها ألعاب تساعد على تعليم الأطفال العنف وهذا ما يقع ضمن الجيل الرابع من الحروب.. لا يمكن لرجل أو امرأة لديه 50 أو 60 عاما ونقول لهم «عيب مايصحش وارجعوا للأخلاق والعيب والضمير» هذه أشياء يجب تعلمها منذ الصغر.
وأود أن أقول إن من حق كل إنسان ألا يعيش مع زوج أو زوجة لا يحبها، هذا هو قانون المجتمعات المتفتحة وحرام أن يفرض على الرجل امرأة تعيش معه طول حياتها لمجرد أنها تحتاج إليه ماديا أو لأن عائلته تحاصره وتمنعه من إتمام الطلاق حفاظا على شكل العائلة ويعيش الطرفان فى تعاسة.. أنا أزعم أن 95٪ من الزيجات تعيش فى أبواب مغلقة من التعاسة والألم والعزلة.. نحن نعيش فى قضية بلا حل إلا إذا أردنا أن نغير مفاهيمنا أو نتزوج من الغرب.