مشهد مختلف شهدته بنفسى، كما شهدته مصر كلها أمس، بمجرد دخولى إلى استاد دار الدفاع الجوى بالتجمع.. رأيت أبطال حرب أكتوبر يتوافدون على المنصة فى ذكرى أعياد ميلادهم الحقيقية.. عيد نصر أكتوبر. فارق كبير بين منصة احتفال هذا العام، ومنصة العام المنصرم، فهذا العام جلس الرئيس الانتقالى عدلى منصور وعلى يمينه نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والانتاج الحربى الفريق أول عبدالفتاح السيسى بطل الإرادة الشعبية، وعلى يساره السيدة جيهان زوجة الرئيس الراحل أنور السادات - بطل نصر أكتوبر. جلس أيضا المشير حسين طنطاوى ومعه أبطال أكتوبر الذين جلسوا على المنصة، على غرار العام الماضى الذى لم يجدوا فيه لأنفسهم أى مكان بين قتلة السادات.
كان احتفال هذا العام ليلة رائعة فى حب مصر، والعرب كما قال الفريق عبدالفتاح السيسى.. ضمت كل من يحب مصر سواء كانوا فنانين وسياسيين أو حتى مثقفين، جاء الجميع ليشارك فى ذكرى مرور 04 عاما على نصر أكتوبر، كما ضم شخصيات عربية ووزراء دفاع الأردن والسعودية وعدد من الدول الشقيقة. ولأول مرة عدد كبير من مسئولى الدول العربية منهم فزاع بن زيد مستشار الأمن الوطنى الكويتى، وعبدالله النسور وزير الدفاع الأردنى وسعدون الدمينى وزير الدفاع العراقى، والسعودى محمد عبدالله آل خليفة، وعددا من قادة القوات المسلحة والشرطة.
∎ رائعة جمال بخيت
بدأت الاحتفالية بأوبريت رائع بعنوان (أم الدنيا.. قد الدنيا) للمبدع جمال بخيت، وإخراج خالد جلال اشتركت فيه كوكبة من فنانى مصرالعظماء، وعلى أصوات مطربيها الكبار، مع مجموعة كبيرة من فنانى الدول العربية.
حيث قدم الرائع جمال بخيت فى عمله الفنى ملخصا لجميع الأحداث السياسية والعسكرية التى مرت بها وحاولت أن تعصف بها بدءا من أحمس قاهر الهكسوس إلى السادات بطل أكتوبر والذى حرر الأرض من الصهاينة، وحتى السيسى قاهر الإخوان.
ليؤكد العمل على أن مصر لم ولن تتأثر بأى من الأحداث العاصفة التى مرت بها، وستنتصر على أى شيطان مهما كانت صورته أو هيئته وستكون كما كانت أم الدنيا، وستظل دائما قد الدنيا.
∎ قد الدنيا
فاجأ الفريق اول عبدالفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربى الحاضرين فى الاحتفالية الخاصة بالقوات المسلحة بإلقائه كلمة أمام الوزراء ووفود البلاد العربية وممثلى وزارات الدفاع فقال: «شعب مصر العظيم.. كل عام وحضراتكم بخير ومصر بخير والعرب بخير.. 6 أكتوبر لم يكن يوما للمصريين بل هو يوم من أيام العرب وكرامة العرب جميعا».. مشيرا إلى أن أحلام المصريين انكسرت فى 67، موضحا أنه ينبغى أخذ الدروس والعبر حتى لا تتكرر أخطاء الماضى مرة أخرى.
أكد الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى كلمته الارتجالية، «إن بعد الهزيمة الشعب المصرى لم يتخل عن جيشه ولم يفكر فى كسر جيشه وظل يحرم نفسه من كل حاجة طوال سبع سنوات حتى يوفر احتياجات الجيش، ومن هنا نشأت العلاقة الوطيدة بين الجيش والشعب ،فالشعب المصرى نور عين جيشه».
وشدد السيسى على أن الجيش على أتم الاستعداد أن يتألم فى سبيل راحة شعبه فالشعب والجيش إيد واحدة، وأوضح السيسى أن الجيش المصرى صلب «كالهرم» بمساندة شعبه العظيم.
∎(مصر لاتنسى من وقف معها، ولا من عاداها):
وقدم القائد العام للقوات المسلحة الشكر والتقدير إلى جميع الدول العربية الشقيقة التى ساندت مصر، مشيرا إلى أن شعب مصر لا يمكن أن يتناسى من وقف معه ومن وقف ضده. وأكد السيسى على أن الجيش والشرطة مسئولان عن حماية الشعب المصرى وإرادته.. مطالبا الشعب المصرى أن يقف إلى جانب الوطن من خلال العمل والنضال والإخلاص.
وإستطرد قائلا: أحاول افكركم حتى نراجع الدروس والعبر لكى لا تتكرر هذه الأحداث.
وتساءل الفريق عن مغزى تكرار السؤال الملح الذى يدور حول مفهوم العلاقة بين الشعب المصرى وجيشه، وقال مجاوبا على هذا التساؤل: هذه العلاقة بدأت عقب أحداث الهزيمة عام67 بفضل الشعب المصرى والذى بنى جيشه وحرم نفسه من كل الأشياء؟
تابع موجها حديثه للشعب المصرى: «انتوا متعرفوش إنكم نور عنينيا ولا إيه» فقوات الجيش المصرى لن تنسى أبدا ولا يمكن أن ننسى وقفتكم معنا، ولذلك قبل ما تتألموا نحن بنتألم وهو ما يدفعنا دائما لنردد أن الجيش والشعب إيد واحدة.
فقد كان الجيش والشعب من سنة 67 حتى 1973 ملتحمين يعيشون يوما بيوم، ومن غير ما تطالب القوات المسلحة من المصريين كانت الزيارات بلا حدود للمصابين والجرحى».. واختتم متسائلا «هل يوجد أحد يندهش احنا ليه بنحبكم؟».. وجاوب مرة ثانية «لأنكم كنتم خير معين».
وقال موجها حديثه للحاضرين «إنتوا شايفين الهرم الموجود أمامكم، جيش مصر مثل الهرم، لكن الجيش المصرى هرم لوجود شعب مصر بجواره».
وخلال هذه الكلمة المرتجلة وجه الفريق أول عبدالفتاح السيسى التحية لكل القوات المسلحة وكل الضباط وضباط الصف والجنود، لرجال الشرطة الذين واجهوا التحدى الصعب، قائلا: «التحدى الأصعب كان حماية إرادة المواطنين وحرية اختيارهم كان عظيما وخطيرا وعلينا أن نحافظ عليه، الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة».
وتابع: «لا يجوز أن ننسى شهداء مصر فى الحرب من مصر والعرب وتحية أخرى لكل مصابى الحرب».
دعا السيسى فى كلمته أن يديم إحساس العروبة عند العرب فقال: «يارب يسمع منا ويجمع بينا، بين كل العرب»، موجها التحية لكل الأشقاء العرب اللى وقفوا بجانب مصر، لأن الشعب المصرى شعب أصيل لا يمكن أن ينسى من يقف بجانبه ولا يمكن أن ننسى من يقف ضده، فاذا كانت مصر ستكون أد الدنيا فاعملوا حساب لهذا اليوم، واوعوا تتخيلوا أن مصر ستنسى حقها.. الصغير بينكم عليه أن يتذكر هذا الكلام وينقله عنى عندما أقول مصر حتبقى أد الدنيا.
وقال: التفويض والأمر الذى أصدره الشعب المصرى لجيشه والشرطة بالحفاظ على مصر، نحن مسئولون أمام الله وأمامكم يا مصريين ويا عرب عنه، سنحمى مصر والمصريين، لكن مصر تنتظر منكم الإخلاص فى العمل ومتكسروش بخاطر مصر، من فضلكم العمل والاحتمال لأن مصر عندما تكون أد الدنيا لابد أن يكون هناك ثمن، واختتم قائلا: كل سنة وأنتم طيبين.