الإعلامى القدير «حسن حامد» قُدِر له أن يتولى رئاسة مدينة الإنتاج الإعلامى فى فترة حرجة ومن أكثر الفترات السياسية صعوبة ولعل توليه رئاسة صرح إعلامى كبير فى هذا التوقيت ضاعف من مسئولياته، حيث تصاعدت الأزمات الإنتاجية مع قلة الموارد المادية ومشاكل بين المنتج والموزع وشركات الدعاية وحلقة لا تنتهى، وبين تحول المدينة لساحة اعتصام لكل من لديه مشكلة ويبحث عن الكاميرات والأضواء.. عن كل هذه المشاكل وكيفية تعامله معها وخططه المستقبلية لاستيعاب هذه الأزمات تحدثنا إلى الإعلامى حسن حامد وأعطى لنا صورة عن الكواليس التى تدور فى إحدى أهم المؤسسات الإعلامية فى الشرق الأوسط.
∎ حدثنا عن إنتاج المدينة الفترة الماضية ومدى تأثره بالأحداث السياسية؟ - لا يوجد شك أنه ليس هناك مرفق من مرافق الحياة فى مصر لم يتأثر بالفترة الماضية والمدينة مثلها مثل غيرها من أوجه النشاط الموجودة فى مجتمعنا، وبالطبع تأثرت بشكل كبير ∎ صف لنا هذه التغييرات سواء كانت الملموسة أو غير الملموسة كما ذكرت؟ - مدينة الإنتاج الإعلامى عندما أنشئت كان الهدف منها وما يوحى به اسمها أنها للإنتاج الإعلامى بما يشمله من أعمال درامية وأعمال سينمائية وإنتاج برامجى، كل هذا تغير وتبدل مع الثورة بشكل جوهرى فأصبح الإعلام فى مصر بشكل أساسى هو الإعلام الإخبارى فأصبحت الأخبار السياسية هى المتصدرة للمشهد الإعلامى المصرى وأصبح الناس تفكيرهم منحصرا فى ال talkshows وسخونة موضوعاتها وضيوف حلقاتها والمشاكل التى تثيرها، وأصبحت استوديوهاتنا تستخدم بالأساس لإذاعة مواد إخبارية، والإنتاج تراجع وأخذ بضع خطوات للوراء، وهذا مظهر سلبى من مظاهر التأثير على الإنتاج بشكل عام وعلى المدينة ولعل الآن الصورة بدأت تتغير بشكل بسيط جدا، ولكنه محسوس، ومن خلال متابعتنا للشاشة نرى عودة جيدة للأعمال البرامجية وأن الترفيه بدأ يأخذ حيزا على الشاشات وبدأت برامج المسابقات وخاصة الغنائية تبرز بشكل واضح على الشاشة وكل هذا يعطينا أملا فى بكره والمستقبل . ∎ عامان هما عمر الثورة المصرية وأزمات لم تنته من مدينة الإنتاج الإعلامى، ضاعفت من مسئوليات العاملين بها - ما تعليقك؟ - لن أخفيك سرا بأن الأزمات موجودة من قبل هذين العامين فلن نعلق أزماتنا كلها على شماعة السياسة أو الثورة، ولكن المدينة كانت بها مشاكل وأزمات قد تكون موجودة منذ إنشائها، ولكنها لم تكن ملموسة بشكل ملحوظ، من هذه المشاكل كان خلاف حدث بين المدينة وبين شركة المقاولات التى قامت ببناء المجمع الرئيسى الموجود فيها واستوديوهات المدينة، هذا الخلاف كان قد تحول إلى هيئة تحكيم استمر التحكيم فيها إلى عشر سنوات وأكثر والحمد لله أمكن أن ننهى هذا النزاع باتفاقية ودية وانتهت هذه المشكلة بعد جولات فى المحاكم، وكان هذا أحد فصول المشاكل، لأنها كانت مشكلة كبيرة تؤرقنا وأقلقتنا على مستقبل المدينة، من المشاكل الأخرى المعلقة كان نزاعاً مع الشركة التى أخذت حق استغلال منطقة الماجيك لاند كمنطقة مدينة ملاهٍ، وللأسف هذا النزاع تسبب فى تعطيل منطقة الماجيك لاند وهى جزء عزيز علينا من أجزاء المدينة ونأمل أن نصل إلى حل لهذا النزاع فى القريب العاجل، ولكننا لم نستسلم لتوقف الحركة فى الماجيك لاند ولكن نعمل على توسعتها إلى أن يحسم هذا النزاع لنقدمها جديدة بصورة أكثر روعة. من إحدى المشاكل الكبيرة التى نمر بها مؤخرا أن المدينة تحولت إلى هايد بارك، فكل من له شكاوى أو نزاع يأتى إلى أبواب مدينة الإنتاج الإعلامى ظنا منهم أن الكاميرات ستتحول إليهم وتنقل شكواهم، علما بأن الكاميرات الآن أصبحت وراء الناس أينما كانوا إذا كانت لديهم قضية جادة تهم المجتمع. ∎ خلافات ونزاعات.. ماذا عن المشاكل المادية والإنتاجية ؟ - الحقيقة أن كل أسواق الإنتاج تعانى ممن لا يسددون مستحقاتهم فى الوقت المناسب والمركب واحد والحلقة متصلة سواء المحطات التليفزيونية وعلاقتهم بالمنتجين أو العكس لأن المركب واحد فإذا غرق المنتج فجهة العرض ستغرق معه، ولكن للأسف المحطات التليفزيونية تتأخر جدا على المنتجين فى سداد مستحقاتهم ويبررون هذا بتأخر شركات الإعلان عليهم فى السداد وهكذا هى الدائرة التى لا تنتهى. ∎ ماذا عن رمضان القادم والخريطة المعدة له؟ - إنتاجنا للأسف متأخر قليلا فى التوقيت، وهذا أرجعه إلى عدم وضوح الرؤية حتى وقت قريب فقليلا ما نجد أحدا يغامر بإنتاج عمل قد يتأخر عرضه أو يكون مصيره مجهولا، وينتظر دوره فى المكتبات وهذا حدث العام الماضى، لذلك كانت أعيننا هذا العام على إنتاج العام الماضى الذى تأخر وبالتالى لا نريد إغراق السوق بإنتاج قد يفيض. ∎ ومَنْ هم أهم النجوم المشاركين بأعمالهم هذا العام؟ - هناك أسماء كبيرة هذا العام فى خطتنا وربما لن تعرض فى شهر رمضان ولكننا نعمل عليها ونجوم كبار مثل الفنانة ليلى علوى، وهناك مسلسل كبير لهذا العام والرهان عليه كبير وهو يعيد للشاشة المخرج الكبير «جمال عبدالحميد» ومعه كوكبة من النجوم سيشارك منهم حمادة هلال ولقاء الخميسى وأحمد وفيق، ومسلسل سيت كوم اسمه «قشطة وعسل» مع حسن حسنى وشيرين ولطفى لبيب، الجديد لدينا هذا العام هو تقديم رسوم متحركة 2 و3 فى عملين مهمين جدا وهما «الإسلام والمسلمون فى 41 قرنا» وهذا من التراث الإذاعى وهذه تجربة جديدة لإعادة إحياء التراث بأصوات نجوم عظام مصاحبا لل3D ومسلسل «أمير فى رحلة الأساطير» وهو إنتاج مشترك والجميل فيه الأداء بأصوات النجوم الشباب أحمد السقا وأحمد عز وهانى رمزى ومحمد هنيدى وكوكبة كبيرة من النجوم على نسق الإنتاج الهوليودى الذى يتميز بمشاركة كوكبة من النجوم فى أعمال الجرافيك. ∎ أجور النجوم وهل هناك تعاون من جانبهم لدفع عجلة الإنتاج أم أنها مجرد شعارات أطلقها البعض فى توقيت معين ولم يتم تنفيذها على أرض الواقع؟ - لا نستطيع التعميم على الكل، فهناك بعض النجوم أبدوا روحا فدائية جميلة ووافقوا على تخفيض أجورهم لنمر بالمرحلة ونعبر الأزمة وهناك نجوم آخرون اعتبروها مسألة كرامة من منطلق إننى لو قللت أجرى سيقلل هذا من قيمتى فى السوق وأنها حسابات عرض وطلب. ∎ وهل هناك خطط يمكن اتباعها لتقليص الميزانية الإنتاجية للأعمال لاستيعاب الأزمة؟ - أيا كانت الظروف الفترة الماضية نحن كنا حريصين أن يكون الإنتاج على مستوى عالٍ وهذا أهم شىء لم نكن نريد أن يكون شكل المنتج ضعيفا، بل نريد أن يكون إنتاجنا على أعلى مستوى ولم نكن نريد أن تكون الحسبة أن الميزانية ستوجه فقط لنجم العمل ولكن نريد الصورة غنية وفيها ثراء واستغلال للطبيعة وكل ما يثرى العمل الفنى وتحقيق التوازن بشكل أو آخر وهنا تكمن حرفية القائمين على الإنتاج لكى يعوضوا الميزانية ببدائل كثيرة دون أن يضحوا بالشكل العام للعمل وجودته وشكله المثالى سواء من ناحية الديكورات أو مواقع التصوير. ∎ من خلال منصبك كرئيس لمدينة الإنتاج الإعلامى ماهى خططك الفترة القادمة للنهوض بالمدينة ونشاط العمل بها؟ - نأمل بتحويل الأكاديمية إلى جامعة كاملة، فالعام الماضى أضفنا إليها فرع إدارة الأعمال وهذا العام سنضيف كلية للفنون التطبيقية وبهذا تنقصنا كلية واحدة لتصبح جامعة كاملة أما عن التوسعات الأخرى التى ستشهدها منطقة الماجيك لاند والتطويرات وزيادة المساحة ولهذا السبب أوفدنا متخصصين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لدراسة المدن الترفيهية هناك واستعنا بخبيرة استشارية قدمت لنا خطة كبيرة جدا للتوسعات، وهذا سيتم بمجرد الانتهاء من مشكلتها والنزاع حولها، على جانب آخر نقوم ببناء استوديوهات جديدة نراعى فيها الطلب الآن والاتجاه إلى الاستوديوهات الإنتاجية الضخمة فننشئ استوديوهات بمساحة ألف وخمسمائة متر وألفى متر، ويستطرد قائلا: أما بالنسبة لجهاز السينما فالمعروف إننا لدينا مشاكل مع شركة مصر للصوت والضوء نرجو أن نتوسط إلى حل واتفاق سريع بشأنها، فالاتفاقية الموقعة بيننا وبين الشركة مجحفة جدا بالنسبة لنا، والعاملون التابعون لشركة مصر للصوت والضوء حقوقهم متجاوزة جدا وأصبحوا يمثلون عبئا على ميزانية الإنتاج، والجهاز أصبح يحقق خسارة تصل إلى أكثر من عشرين مليون جنيه فى العام الواحد وهذا الكلام لا يجوز التغاضى عنه بدلا من أن يتم توجيه هذه الميزانية للإنتاج نفسه، ورغم هذا فإن خططنا لدعم صناعة السينما قائمة ومستمرة بغض النظر عن خلافنا مع شركة مصر للصوت والضوء إلا أن النشاط السينمائى لمدينة الإنتاج سيستمر كما هو أيا كانت الظروف .