بات يوم 62 يناير موعدا منتظرا من جماهير الألتراس وأهالى الشهداء والمتهمين لمعرفة الحكم على المتهمين فى مذبحة بورسعيد التى وقعت فى الأول من فبراير العام الماضى وبدأ الحشد من الآن استعدادا لليوم وكل فريق له طرقه الخاصة انتظارا لهذا اليوم المرتقب. جماهير ألتراس الأهلى بدأت الاستعداد المبكر منذ إعلان موعد النطق بالحكم يوم 62 من الشهر الجارى والذى يلى يوم الاحتفال بالثورة، حيث شددت على ضرورة التجمع يوم الجمعة القادم وتشكيل سلاسل بشرية للتنديد بقتلة الشهداء والحصول على حقوقهم، وقامت بنشر بيان أكدت فيه أن السبت يوم إجازة للموظفين والطلاب ولا عذر لمن يأتى استعدادا للاستماع للحكم على قتلة الشهداء مشددين على أن جماهير الألتراس انتظرت قرابة العام على أمل سماع حكم القصاص لصالح أسر الشهداء حتى تبرد نارهم بعد أن راح ضحية المذبحة 27 شهيدا . ورفض قادة الألتراس التعليق على العبارة التى وضعوها فى صدر صفحتهم الرسمية والتى تقول: «القصاص أو الدم» مؤكدين أن حقوق من ماتوا لن يتخاذلوا أبدا فى إعادتها خاصة أهالى الشهداء الذين صبروا كثيرا لن يرضوا بضياع دماء أبنائهم. أكد أحد المقربين من القادة الرئيسيين للألتراس أنه لا يوجد شىء معين تم الاتفاق عليه إذا ما خرج الحكم بغير القصاص ولكن شحنة الغضب الكبيرة قد تتحول إلى شىء لا يمكن توقعه حينها معتبرين أن ضياع حقوق جماهير الألتراس هو استمرار لسلسلة «البراءة للجميع» لأغلب المحاكمات التى صدر الحكم فيها فى قضايا قتل الثوار. زكريا ناصف
بينما قال زكريا ناصف عضو لجنة تقصى الحقائق التى شكلها مجلس الشعب قبل حله أنه قام بتقديم أدلة تفيد تورط اتحاد الكرة والقيادات الأمنية ومسئولى النادى المصرى باعتبارهم الأطراف المنظمة للمباراة والمسئولين عن خروجها بشكل سليم يأمن فيه الجمهور واللاعبون على حياتهم، وأشار ناصف إلى أن لجنة تقصى الحقائق قامت بتسليم التقرير إلى النيابة العامة، حيث كان جزءا مهما
من الأدلة التى وجهت فيها الاتهام للمسئولين عن هذه المذبحة، لكن لم يذكر فيه اتهام لأشخاص بأعينهم .
ويعيش أهالى وأسر المتهمين حالة من القلق والرعب بسبب التخوف من صدور الحكم فى القاهرة والمتهمين داخل قفص الاتهام بعد أن هدد أهالى الشهداء بأنهم إذا لم يقتص القضاء لأبنائهم فإنهم سيقتصون هم بأنفسهم من المتهمين بأيديهم، حيث اجتمعوا مع أشرف العزبى . وقال أشرف العزبى عضو هيئة الدفاع عن المتهمين إنه من المتوقع أن يحتشد الآلاف من ألتراس أهلاوى وقد يندس وسط هذا الحشد حول أكاديمية الشرطة يوم النطق بالحكم أشخاص مجهولون أو غير معروفين فى مشهد سيؤدى إلى كارثة إنسانية قد تكون أشد خطرا على مصر بأكملها وأكبر فى نتائجها وربما تحدث مذبحة قد تطال الكل بلا استثناء سواء من الأهالى من الطرفين وكذلك المتهمين والمحامين والهيئة القضائية طالبى القصاص أو الدم، ولقد دفعنى ذلك إلى أنه تم إثبات هذا الخطر المتوقع بمحضر جلسة المحاكمة يوم 31 نوفمبر 2102 وحملت وزير العدل ورئيس المحكمة مسئولية ذلك.
وأشار العزبى إلى أنه وجد حلا قانونيا للخروج بهذه الأزمة التى لاحت فى الأفق إلى بر الأمان، ألا وهو إمكانية إبقاء المتهمين فى محبسهم على أن تعقد المحكمة جلستها فى مكان انعقادها القانونى ببورسعيد أو فى أى مكان آخر بدونهم وأن تكون الجلسة مذاعة على الهواء تليفزيونيا ويصدر الحكم حضوريا بالنسبة للمتهمين الذين حضروا جلسات المحاكمة وتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم وغيابيا بالنسبة للمتهمين الهاربين فقط الذين لم يحضروا الجلسات أو يثبتوا حضورهم.
ومن جهته قال صفوت عبدالحميد نقيب المحامين ببورسعيد وعضو هيئة الدفاع عن المتهمين إنه أكد لأهالى المتهمين أن أبناءهم أبرياء، وذلك خلال شهر نوفمبر الماضى معتبرا أنه ترافع عن اثنين من المتهمين الأول خرج من الملعب قبل وقوع المذبحة والثانى تم التقاط صورة له قبل بدء المباراة، مما يؤكد أنه غير متهم فى القضية معتبرا أن الحكم الفصل فى القضية للقضاء الواقف.
وأشار عبد الحميد إلى أن هناك خطرا على المتهمين إذا ما تم عقد جلسة النطق بالحكم فى القاهرة خاصة أكاديمية الشرطة لاسيما أن تصريحات بعض أهالى الشهداء أثارت الرعب فى نفوس أهالى المتهمين.. وكانت جماهير ألتراس جرين إيجلز المنتمية إلى النادى المصرى البورسعيدى قد هددت بإحداث فوضى كبيرة إذا ما تعرض المتهمون لاعتداء عقب الحكم، بعد أن قاموا بإحداث قلاقل داخل المدينة الجامعية أدت لتأجيل رئيس جامعة بورسعيد لامتحانات منتصف العام الدارسى بسبب أعمال الشغب المتوقع حدوثها، كذلك تم إيقاف حركة القطارات للتنديد بمحاكمة المتهمين بالقاهرة، وكذلك الأمر بالنسبة لألتراس الأهلى الذى أكد بأن الدم طريقه إذا لم يقتص القضاء من قتلة الشهداء، قد يعنى أن يوم الحكم سوف يشهد الكثير من التطورات غير المتوقعة.