العلاقة بين المسلمين والمسيحيين الذين يعملون في عمل واحد او لديهم مشروعات مشتركة في الاسكندرية كيف اصبحت بعد حادث تفجير كنيسة القديسين في شارع حمادة خليل بمنطقة سيدي بشر. هل هناك مسلم او مسيحي فض شراكته مع الاخر؟ أم أن الغضب من جراء هذا الحادث لم يصل الي حد الخصومة خاصة وأن المصاب واحد. تأكيد علي الأواصر الاجتماعية بين المسلمين والاقباط يقول كرم أنور بخيت عضو مجلس الشوري عن الإسكندرية انه تقدم بسؤال في المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الاسكندرية حول تعرض حياة المصلين في منطقة مسجد الهدي والإيمان بشارع الرافع بمحرم بك. واوضح ان هذا المسجد كان أمامه عقار مكون من 4 طوابق وآيل للسقوط وخاف المصلون من سقوط العقار عليهم مؤكدا انه تابع الحي حتي تمت إزالة العقار. وفي شارع صلاح الدين بمنطقة العطارين يتجاور محلا إيهاب شحاتة مسلم يبلغ من العمر 30 عاما صاحب محل للإنترنت حيث ينتظر صديقة هاني عياد المسيحي حتي يغلق محله للذهاب سويا الي منزلهما وذلك بعد ان تطورت الصداقة بينهما الي شراكتهما في شراء سيارة ملاكي ماركة فيات. ويؤكد ايهاب أن معظم أصدقائه من المسيحيين متفهمون الأمر إن الذي فعل هذه الجريمة ليس بمصري أو مسلم بل إنها من خارج هذه البلد. لافتا الي إنه كان يطمئن أصدقاءه من المسيحيين بأن الكلام عن ضرب الكنائس الذي ينتشر علي الإنترنت كلام فارغ. ويضيف عدلي يعقوب سيدهم صاحب محل في شارع صلاح الدين إن معظم عملائه من المسلمين وإن الذي فعل الجريمة كان يريد أن يفرق بين المسلمين والمسيحيين لكن خيب الله ظنه وزادت علاقته مع المسلمين بعد الحادث حيث إن كل الاتصالات معي بعد الحادث كانت من المسلمين مؤكدا انه يعمل لديه شاب مسلم وهو انتظاره بعد أن ينتهي من تأدية الخدمة العسكرية حتي يعود للعمل ولن يؤثر الحادث علي العلاقة أبدا كما أننا في الصيف أذهب لمطروح مع أصدقائي إيهاب وإسلام وهاني حيث إننا أصدقاء لا يمكن ان تفرقنا مثل هذه الأحداث. وتشير مرفت رمزي صاحبة محل في شارع صلاح الدين الي انه يعمل معها رجل مسلم منذ سنوات وبعد الحادث لم تتأثر العلاقة ولن تتأثر بل إن عملي لم يتأثر بعد الحادث وكل الأمور يسير طبيعي. ولم يكن مشهد المسجد المقابل للكنيسة مألوفاً لكل من زار الاسكندرية قبل وقوع حادث "القديسين" خاصة وان هذا المشهد لا يتكرر كثيراً في احياء عروس البحر .. إلا انه ينتشر بداخل جميع ابناء عروس الثغر .. لتجد "محمد" شريك "جورج" في مشروع تجاري .. وتري "احمد" و"الفريد" الصديقين الحميمين يترجلان في منطقة سيدي بشر .. وتشاهد محل بقالة "جرجس" يتاخم مطعم "محمود". علي بعد 50 متراً من كنيسة القديسين بشارع خليل حمادة .. بدأنا حديثنا مع عم "جرجس" داخل السوبر ماركت الذي يمتلكه مستفسرين عن مكان مشروع يتشارك فيه مسلم ومسيحي.. ليخرج من المحل مسرعاً وينادي علي صديقه "محمود" من المطعم المجاور له ويطرح عليه ذات السؤال.. ليبتسم الاخير ويقول : الاخوة والصداقة التي تجمع بين مسلمي واقباط الاسكندرية غير قائمة علي الشراكة فقط حيث يجمع بيننا الحب والتفاهم والسنوات الطويلة التي قضيناها متجاورين في المنازل والمدارس. والتقط "جرجس" اطراف الحديث من صديقه قائلا : يوجد عدد كبير من المقاولين والسماسرة الشركاء في مشروعات البناء يعملون ويتعاونون منذ سنوات عديدة بدون ان يشعروا باختلاف الديانة حيث يجمعهم الشعور بالثقة وفهمهم لبعضهم البعض. تركنا الصديقين متوجهين الي ميدان جيهان طريق كنيسة القديسين من شارع جمال عبد الناصر .. لنجد شخصاً يجلس بجوار مستشفي شرق المدينة .. اقتربنا منه وطرحنا عليه ذات السؤال.. لنجده يشير الي محل اكسسوارات يمتلكه ويقول: اسمي "محمد عيد" واشارك صديقي " جورج" في ذلك المحل منذ 5 سنوات جمعنا فيها الطموح وبدأنا برأس مال ضئيل للغاية تضاعف مع مرور تلك السنوات من خلال تعاوننا وتفاهمنا. وأضاف "عيد" انه لم يشعر قط باختلاف عقيدته عن شريكه وصديقه خاصة في ظل تقارب افكارهما وثقتهما في بعضهما البعض حيث دخل كل منهم منزل الاخر وتشاركا في الافراح والاحزان. سألناه عن شريكه "جورج" فأكد انه ذهب الي الكنيسة لحضور قداس عيد الميلاد المجيد والصلاة علي ارواح ضحايا الحادث. وعلي ناصية الشارع المجاور للكنيسة.. وجدنا "احمد علي" و"الفريد فريد" الصديقين يتحدثان عن الحادث بعد ان فقد الاخير سيارته في الانفجار بعد احتراقها.. ووقفا للاستماع الي هتافات المتظاهرين المسلمين والاقباط الذين تجمعوا حول الكنيسة في وقفة احتجاجية للتنديد بالارهاب. وقال "احمد" ان صداقته مع "الفريد" بدأت منذ سنوات طويلة حيث توطدت علاقتهما اثناء دراستهما في كلية الحقوق واصبح لا يمر يوم بدون ان يلتقيا للحديث عن مشاكلهما خاصة وانهم علي علم بأدق اسرار كل منهم ولا يشعرون أنهم مختلفا الديانة إذ لم يحاولا طوال صداقتهما الحديث حول العقيدة.