لم يمر عام علي ميلاد "بيت الشعر"، حتي بدأت بذور الشقاق والاختلاف تدب بين أعضائه، إلي أن أعلن الشاعر محمود قرني استقالته نهائيا من "البيت"، بعد ترشيح مجلس الإدارة لاثنين من أعضائه وهما الشاعران: أحمد عبد المعطي حجازي لجائزة مبارك، ومحمد إبراهيم أبوسنة لجائزة الدولة التقديرية، إلي جانب ترشيح الشاعر حسن طلب (من خارج مجلس الإدارة) لجائزة التفوق، دون الرجوع إليه. اتصلنا بالشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، لمعرفة رأيه في قرار محمود قرني، لكنه رفض التعليق، بينما أوضح لنا قرني سبب استقالته قائلا: وافق وزير الثقافة، قبل حوالي ثلاثة أسابيع، علي أن يكون "بيت الشعر" جهة يحق لها الترشيح لجوائز الدولة، فاجتمع مجلس الأمناء الذي يضم ستة شعراء وهم: أحمد عبد المعطي حجازي، ومحمد إبراهيم أبوسنة، وفاروق شوشة، ومحمد حماسة عبد اللطيف، وسعيد توفيق، وأنا، لترشيح أسماء تمثل وجهة نظر المجلس، فاقترح الشاعر فاروق شوشة ترشيح حجازي وأبوسنة وطلب، فوافق الحضور علي اقتراح شوشة. وأضاف: تحفظت علي الأمر بشكل، حاولت أن أصيغه بأقصي عبارات التهذيب، بسبب الحرج الذي أوقعتنا فيه المفاجأة، وكان التحفظ يتضمن تساؤلا: هل يجوز لمجلس أمناء بيت الشعر أن يرشح أعضاءه عندما يطلب منه الترشيح لجوائز الدولة، وقلت كلاما مختصرا جدا لعلهم يدركون الحرج الشديد الذي يمكن أن يسببه الأمر، وخرجت من القاعة للرد علي التليفون، وعندما عدت وجدت الموضوع قد أغلق فيه باب النقاش، غير أن الدكتور سعيد توفيق أبلغني بعد نهاية الجلسة بأنه تمت الموافقة علي الترشيحات مع الوضع في الاعتبار أن يرشح مجلس الأمناء الشاعر حجازي، بينما يقوم هو بالاعتذارعن هذا الترشيح. وتابع قرني: لكن الأمر بشكله هذا لم يكن مقنعا لي، لقناعتي بأنني لن أستطيع إصلاح الأمر، قررت أن أقطع علاقتي ببيت الشعر نهائيا. وأوضح قرني: لو كنت استمريت في بيت الشعر فلن يلبي المطلوب منه، لا سيما أن إدارة البيت ما زالت تتعامل بتحفظ شديد مع الشعرية الجديدة، وفي أحسن الأحوال تفسح لها مكانا في ندوات لا يحضرها أحد من مجلس الأمناء سوي الشاعر حجازي في بعض الأحيان. وعلق الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة قائلا: هذه الاستقالة غير مبررة، لأن الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، الذي رشحه مجلس الأمناء، اعتذر عن الترشيح، والشاعر محمود قرني، الذي يكن له كل زملائه في مجلس أمناء بيت الشعر الاحترام والتقدير، يعرف أن أعضاء المجلس لا يؤثرون أنفسهم بأي ميزة، وحرمان أعضاء المجلس من المشاركة والترشيح أمر غير مقبول وغير منطقي، ويدل علي أنه لا يعرف طبيعة هذه الترشيحات، التي ترشح فيها كل الجمعيات الأدبية والجامعات والروابط والمؤسسات أعضائها، ولا ينكر عليها أحد ترشيح أبنائها فلماذا هذه العصبية والتصرفات التي لا مبرر لها، فالاستقالة تدل علي مزاج عصبي وانفعالي. أما الشاعر حسن طلب فعلق علي استقالة قرني قائلا: محمود قرني من أنشط العناصر في المجلس، يمثل جيل الشباب وقصيدة النثر، ودائما يبحث عن نشاط حقيقي، وبالتأكيد ستكون استقالته موضوعية وليس بحثا عن مكاسب، فأنا أحترمه حتي لو اختلفت معه في دوافعه، لأني أعلم أنه شاعر نزيه يبحث عن القيمة وتحقيق ما يطمح إليه.