سؤال يشغل بالي منذ فترة ليست قصيرة ويتردد علي عقلي كثيرا، ألا وهو: هل نحن شعب (متعصب)؟ وأقصد بالكلمة هنا ما تحمله من معناها بالعامية.. أي هل نحن أناس يغلب عليهم الانحياز كل واحد إلي عقيدته؟ ودائما ما أسأل: هل نحن منحازون ومتعصبون حتي إذا لم نظهر هذا الانحياز بل أظهرنا تسامحا تجاه بعضنا البعض؟ ولما كانت حادثة الإسكندرية البشعة، وأظهر الكثيرون مشاعر ود ومحبة أعتقد أنها نابعة من القلوب وناتجة عن مشاعر إنسانية تتوجع لمثل تلك الفاجعة، عاد السؤال يلح علي من جديد: هل مع كل هذه المشاعر نحن متعصبون؟ وعلي طريقة اختبارات اعرف نفسك من الممكن أن نختبر أنفسنا لنري إذا كنا فعلا منحازين أم متسامحين حقيقيين من داخلنا.. أجب عن هذه الأسئلة بنعم أو لا إذا لتعرف النتيجة: إذا قابلت شخصا لأول مرة وكان اسمه غير مميز لديانته، ولا تبدو عليه أي علامات أخري تساعدك في معرفة عقيدته.. هل غالبا ما تكون متلهفا لمعرفة هذه المعلومة دون غيرها بأي طريقة، وقد تستفزه للإدلاء بما يميز عقيدته؟ هل تعتقد دائما أن المجتمع أو العالم يستهدف عقيدتك ويتناولها بالسوء ويحاربها وأن عليك حماية معتقداتك؟ هل تشعر بالأسف والحزن أو الفرح والمؤازرة لمن يدينون بديانتك أكثر بكثير من مشاركتك بتلك المشاعر لمن لا يدينون بما تدين به؟ هل تهتم بالسؤال عن ديانة من يختارهم ابنك ليصبحوا أصدقاءه أكثر مما تهتم بالسؤال عن سلوكياتهم؟ هل تشعر أن المنتمين لعقيدتك هم المتمسكون بالأخلاقيات العامة شكلا وقالبا وأن نسبة المخطئين فيهم أقل كثيرا ممن ينتمون لعقائد أخري؟ هل تظن أن عقيدتك ينبغي أن يكون لها تأثير أكبر وتواجد أعظم علي أرض الواقع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا؟ هل تتأزم نفسيا إذا ما قام أصحاب العقائد الأخري بأي إنجاز من أي نوع وتشعر أن في الأمر خطأ ما وأن الأمور حتما ستنصلح عما قريب؟ هل تشجع فرق كرة القدم في المسابقات العالمية بناء علي انتماء الفريق الديني، أو تتمني هزيمته بناء علي تشابه عقيدته مع عقيدتك؟ إذا كنت عامل إنقاذ، وفي حادث ما عليك أن تنقذ واحداً من اثنين: الأول مصري يسكن في الجوار وأنت تعرفه وتعرف عائلته جيدا وتقابلهم كل يوم في الشارع ولكنهم لا ينتمون لديانتك، والآخر أجنبي يتحدث لغة غريبة عنك ولا تعرف عنه شيئا سوي أنه ينتمي لديانتك، هل تنقذه وتترك الأول مع العلم بأنهما في الظروف نفسها؟ إذا كنت قد أجبت بنعم علي أقل من ثلاثة أسئلة فأنت علي طريق التعصب ولكنك قد تتخلص منه بسهولة.. أما إذا كانت نعم هي إجابتك علي من 3 إلي 6 من الأسئلة فأنت حقا منحاز وترفض الآخر حتي لو لم تكن تظهر هذا وعليك أن تعمل جاهدا للتخلص من تلك المشاعر السلبية.. وإذا كانت إجاباتك بالايجاب لأكثر من ستة أسئلة فأنت متعصب جدا جدا.. ولكن لا تجزع، فلكل مشكلة حل وينبغي أن تقتنع أولا بحاجتك للتغيير ثم تأتي البقية.. ومع البقية يأتي الحل.