استبعد النشطاء السابقون في التنظيمات المتطرفة فكرة اختراق تنظيم القاعدة لمصر، مرجعين ذلك لعدة عوامل أبرزها سيطرة الأجهزة الأمنية المصرية علي الوضع في مصر فضلا عن غياب الطبيعة القبلية عن المجتمع المصري، وهي التي تعد الحاضن الرئيسي للقاعدة في مناطق مختلفة من العالم العربي والإسلامي مثل اليمن والسعودية والصومال وأفغانستان، ولم يستبعد المحللون اختراق أجهزة المخابرات الغربية والإسرائيلية لتنظيم القاعدة وتكوين خلايا تنفذ عمليات لصالح أجندات هذه الدول في مناطق مختلفة حتي تبقي مجتمعات هذه المناطق تحت ضغط الاضطراب والقلق. أسباب الاستحالة من جانبه عدد منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية والقيادي السابق في الجماعة الإسلامية، الأسباب التي تجعل تواجد تنظيم للقاعدة في مصر أمرا شبه مستحيل علي حد قوله وأولها الحزام الأمني المحكم الذي يفرضه جهاز الأمن علي جميع المنافذ الداخلية والخارجية والتي يمكن من خلالها تسلل أي افراد، ويضيف "يجب ألا ننسي أن هذه الأجهزة لديها خبرة واسعة في التعامل مع ملف الجماعات الدينية". العامل الثاني وفق ما يشير الزيات يتمثل في سيطرة الأجهزة بصورة كاملة علي مواقع الانترنت وغيرها من وسائط الاتصال الحديثة مما يجعل التواصل بين أفراد هذه التنظيمات امرا في غاية الصعوبة، ودلل علي ذلك برصد الامن علي مدار السنوات السبع الماضية عدداً كبيراً من الشباب وتقديمهم للمحاكمة لتواصلهم مع تيارات أصولية خارجية، أما السبب الثالث برأي القيادي الجهادي السابق هو المراجعات الفقهية والفكرية التي قدمتها التنظيمات الجهادية الحركية خلال الفترة الأخيرة، ما أدي إلي تفكيك بنية فكر العنف في عقول الكثيرين. اختراق التنظيم في نفس السياق لفت الزيات إلي ان كثيراً مما يطلق عليها تنظيمات القاعدة في الخارج تم اختراقها من قبل اجهزة مخابرات غربية وإسرائيلية وتستخدم من اجل زعزعة الاستقرار في البلدان العربية والإسلامية، بما يتنافي مع فكر القاعدة الذي يجعل مواجهة الاحتلال الأمريكي علي رأس أولوياته. مصلحة الموساد وتابع الزيات: ما يتعرض له الاقباط في مصر من حوادث أمر يهم الموساد وليس القاعدة مذكرا بما حدث في ابريل 2009 علي هامش زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لمصر حيث تم الكشف عن وجود قنبلتين أمام كنيسة العذراء وقام الامن بإبطال مفعولهما، وهو ما يعني برأيه انها كانت رسالة من الموساد الاسرائيلي مفادها اننا لدينا القدرة علي تحريك الملف الديني في مصر. "احتمال ضعيف جدا لكنه وارد" هذا ما قاله الزيات عن إمكانية تأثر جيل جديد من الشباب بأفكار السلفية الجهادية لكن يظل هذا التأثير محدودا وفي إطار فكري وليس حركيا، نافيا إمكانية تحول السلفية العلمية المنتشرة في مصر حاليا إلي سلفية جهادية لوجود هوة سحيقة بين الفكرتين علي حد وصفه. البيئة المناسبة ابوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط تحت التأسيس والباحث في الحركات الدينية استبعد وجود خلايا للقاعدة في مصر لكنه أكد وجود البيئة المناسبة للتأثر بالأفكار الشاذة نتيجة لحالة التوتر الطائفي والسياسي والاجتماعي التي نعيشها في مصر، الأمر الذي يخلق مدخلا لفكر القاعدة. تواجد إعلامي فقط كما رصد ماضي أمرا بالغ الأهمية في خطاب القاعدة خلال الفترة الأخيرة وهو تبنيها للكثير من الأعمال التي تتم في مناطق مختلفة من العالم علي الرغم من عدم ضلوعها في ذلك كنوع من إعلان عن التواجد مضيفا" لذا يجب علينا ألا ننساق لأي تصريح للقاعدة يعلن مسئوليته عن أي أعمال عنف" مما يعني تراجع نشاط القاعدة العملي وعلو نشاطها الإعلامي، كما ركز رئيس حزب الوسط علي تنفيذ جهاز المخابرات الإسرائيلي لكثير من الأعمال المشابهة استنادا إلي انصراف الأذهان المباشر الي القاعدة. عملية فردية كذلك لم ير د.كمال حبيب القيادي الجهادي السابق المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية أي شاهد يجعلنا نقول ان للقاعدة تواجداً في مصر، معتبرا الحادث الأخير عملية عنف هامشية لا ترقي الي مستوي الدليل علي وجود تنظيم متحرك ونشط، لكنه لم يستبعد التواصل بين بعض أبناء الجيل الجديد وأعضاء القاعدة عبر الانترنت. نفس الأمر أكده ناجح إبراهيم عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية مبينا ان التأثر بأفكار القاعدة ليست حكرا علي مصر بل وصلت الي مسلمي بريطانيا الذين نفذوا عمليات ارهابية من خلال مواقع الكترونية تشرح طرق صناعة قنابل ومتفجرات بمواد محلية لذا طالب إبراهيم بتوسيع نشر فكر المراجعات لان الفكر هو المحصن الأساسي للشباب.