أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن الولاياتالمتحدة ستبدأ جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بهدف تحقيق تقدم حقيقي في الاشهر القليلة المقبلة نحو التوصل إلي اتفاقية اطار للسلام، وسوف تطلب من إسرائيل والفلسطينيين البدء بدون تأخير في بحث القضايا الاساسية في مفاوضات السلام. جاء ذلك في كلمة ألقتها كلينتون الليلة قبل الماضية أمام المنتدي السنوي السابع لسياسة الشرق الاوسط الذي ينظمه مركز «سابان» التابع لمؤسسة «بروكينجز» في واشنطن تحت عنوان «العلاقات الامريكية- الاسرائيلية تواجه اختيارات صعبة»، وذلك بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك والرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون. وكررت كلينتون التزام الولاياتالمتحدة القوي بأمن إسرائيل في الوقت الذي أكدت فيه من جديد أن واشنطن تعتبر استمرار بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية غير شرعي. وقالت: أولا الحدود والأمن فالاراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط محدودة وعلي الجانبين أن يقررا بالضبط أي جزء يؤول إلي كل منهما وأن يتفقا علي خط واحد يوضع علي خريطة تفصل بين فلسطين وإسرائيل. وأضافت: ثانيا بالنسبة للاجئين فهذه قضية ذات شجون لكن ينبغي أن يكون لها حل دائم وعادل يلبي مطالب الجانبين.. وثالثا بالنسبة للمستوطنات يظل مصير القائم منها مشكلة ينبغي علي الطرفين أن يتعاملا معها ضمن قضايا الوضع النهائي، مؤكدة أن موقف الولاياتالمتحدة من المستوطنات لم ولن يتغير باعتبارها نشاطا غير شرعي. وقالت كلينتون: وأخيرا بالنسبة للقدس التي تشكل أهمية كبري لليهود والمسلمين والمسيحيين فلن يكون هناك سلام بدون الاتفاق علي هذه القضية، حيث يتطلب احترام وحماية المصالح الدينية للشعوب من جميع الاديان، ولفتت إلي أن الجهود الاحادية في الأممالمتحدة لن تساعد في حل الصراع وستعمل علي تقويض الثقة بين الطرفين. وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بعد لقاء استغرق ساعة مع كلينتون: من السابق لأوانه التحدث عن خطة عمل محملا إسرائيل مسئولية توقف المفاوضات المباشرة. وصرح عريقات للصحفيين أمام وزارة الخارجية الامريكية بأن الحكومة الاسرائيلية كانت تملك الاختيار بين الاستيطان والسلام لكنها اختارت هذه المستوطنات. كما أكد البيت الابيض أمس الاول أن الرئيس الامريكي باراك أوباما سيبقي ملتزما بعملية السلام في الشرق الاوسط رغم الاخفاقات التي تتصل بالاستيطان الاسرائيلي. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم أوباما أن الرئيس يعلم أن عملية السلام ليست سهلة وتستدعي التزاما دائما لبلادنا. في الوقت نفسه ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مسودة إعلان دول الاتحاد الاوروبي التي ستصدر عقب اجتماع وزراء الخارجية غدا ستكتفي بالمطالبة بتقدم عاجل علي طريق إنشاء دولة فلسطينية واقتراح المساعدات لغزة. وستؤكد المسودة الطابع غير المشروع للمستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية بموجب القانون الدولي، ويتضمن الاعلان أنه ينبغي عدم التشكيك اطلاقا في شرعية دولة إسرائيل وحق الفلسطينيين في دولة مستقلة. من جانبه كرر وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك أمس الاول الحديث عن امكانية تقسيم القدس في اطار حل سلمي في الشرق الاوسط، معبرا بذلك عن وجهة نظر مخالفة لموقف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وقال باراك إن القدس ستناقش في النهاية القدسالغربية واليهود «الاحياء اليهودية» لنا: والاحياء العربية التي يسكنها لاجئون لهم وحل تفاوضي للاماكن المقدسة. في غضون ذلك رفض الفلسطينيون انتقادات الرئيس السوري بشار الاسد لربطهم المفاوضات بموضوع الاستيطان وقوله إن القضية هي قضية أرض وليس مستوطنات. قال نبيل شعث عضو الوفد الفلسطيني المفاوض وأحد كبار مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحات صحفية أمس: يبدو أن الرئيس السوري بشار الاسد يخلط تماما بين ما هو مطلوب قبل الذهاب الي مفاوضات وما هو مطلوب أثناء المفاوضات. يأتي ذلك بينما أكد وكيل وزارة الخارجية الامريكي وليام بيرنز أمس الأول أن اعتراف البرازيل والارجنتين بدولة فلسطينية أمر سابق لأوانه. وأضاف: فقط من خلال المفاوضات بين الطرفين نفسيهما الاسرائيليين والفلسطينيين سنكون قادرين علي تحقيق حل الدولتين.