في معرضه الأخير، الذي استضافته قاعه "كريم فرانسيس" تحت عنوان "باروك"، قدم الفنان محمد طمان مجموعه من آخر أعماله بأسلوبه الخاص، الذي ثبت قدميه مبكرا في الحركة التشكيلية المصرية. عن تجربته الفنية وأسلوبه الخاص يقول طمان: بدأت تجربتي الفنية عام 1999 أثناء تجهيز أعمال صالون الشباب العاشر، حيث قمت بخلط عدد من المواد الكيميائية بالأكاسيد معا في محاولة للوصول إلي شكل جديد مبتكر، وبالمصادفة توصلت إلي خامة تعطي تأثيرًا بصريا أشبه بالخلايا الميكرسكوبية، وقد نجحت في ذلك بدرجة لونية واحدة هي اللون الرمادي، كنت أنفذ جميع أعمالي بها في تلك الفترة ومنها صالون الشباب الحادي عشر، الذي حصلت فيه علي الجائزة الثالثة تصوير، وفي غيره من المعارض. في عام 2002 -2003 حصلت علي منحة دراسية من اليونسكو لدراسة الملتيميديا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بفرنسا، وكانت تلك بداية علاقتي بفنون الملتيميديا، وعند عودتي بدأت مرة أخري في العمل علي نفس التكنيك الذي كنت بدأته من قبل في محاولة لتطويره، ثم بدأت في استكمال أبحاثي الفردية علي الخامة ومحاولة تطويرها، وخاصة أنني لم أستطع حتي هذا الوقت من استغلال هذا التكنيك في عمل ذي موضوع، وكان استخدامي لها كشكل مجرد فقط. في عام 2005 تمكنت بعد العديد من المحاولات الفاشلة في الحصول علي درجات غامقة وصولا إلي درجة الأسود، عندها تمكنت من رسم أول بورتريه شخصي بتلك الخامة وبدأت في استخدامها في تشكيل الشخصيات حتي تمكنت في عام 2007 من تلوين المادة الأساسية وبدأت في الحصول علي درجات لونية مختلفة، وكان أول ظهور لها بالألوان في معرض "عين علي الغرب" تنظيم جاليري كريم فرنسيس، وفي نفس العام حصلت علي منحة أخري من اليونسكو إلي فرنسا، عرضت فيها آخر ما توصلت إليه في حينها من تطوير الخامة، وقد لاقت استحسانا شجعني علي الاستمرار علي العمل في تطويرها، خاصة أن سبب سفري تلك المرة كان للبحث العلمي من أجل الحصول علي درجة الدكتوراه، في مجال التفاعلات الكيميائية في الألوان، وعلاقتها بقوانين التفاعلات البرمجية في فنون الكمبيوتر، وكان أول ظهور دولي لذلك التكنيك من خلال صالة مزادات "كريستي" عام 2009 . في العام الحالي تمكنت أخيرا من الحصول علي درجة الأبيض بعد عشر سنوات من التجريب والبحث، حيث أن عدم توافر درجة الأبيض ضمن مجموعتي اللونية كان عائقا كبيرا أمام عدد من الموضوعات التي يمكن تجسيدها، ومعرض "باروك" هو أول معرض لي أتعامل فيه بشكل فلسفي، منحيا دور الخامة واعتبارها عنصرا مميزا فقط للأعمال الفنية، وليست عنصر جذب، فالمعرض مقدمة لسلسلة من المعارض التي سوف تحمل نفس الاسم؛ يتم من خلالها التطرق إلي البحث في العلاقة بين الجسد وبين ما يرتبط به، وبين العناصر الثانوية الخارجية ذات الوظيفة التي تتعلق بالجسد من مواد كالإكسسوارات والملابس وغيرها.