كتب كريم صبحي محمود جودة وحسن أبوخزيم وسيد دويدار ومحمد هاشم وأسامة رمضان وميرا ممدوح وسط حالة من الاستهجان، اعترفت قيادات الكنيسة بالجيزة بأنهم لا يستطيعون السيطرة علي المسيحيين الغاضبين بالعمرانية، في أعقاب الاعلان عن مقتل شاب مسيحي واصابة 51 من بينهم 18 من رجال الشرطة منهم 7 ضباط في مقدمتهم نائب مدير أمن الجيزة ، وكانت المصادمات قد بدأت في السادسة من صباح أمس، بعد تجمع أكثر من ثلاثة ألاف شخص من أبناء الطائفة الارثوذكسية أمام مبني محافظة الجيزة بالهرم وتسلقوا جدران المبني وبدءوا في إلقاء قوات الامن بالحجارة وزجاجات المولوتوف وقام بعضهم بقطع الطريق الدائري واستمروا في تجاوزاتهم غير عابئين بالتحذيرات التي أطلقها رجال الأمن بالميكروفونات مما اضطر القوات لتفريقهم باستخدام الغازات المسيلة للدموع وفتح الطريق. وعلي اثر ذلك تجمهر أكثر من 3000 مسيحي بصحبة أحد القساوسة أمام ديوان المحافظة، عطلوا خلالها بشارع الاهرام ورددوا هتافات طائفية وألقوا الحجارة علي العقارات والسيارات في المكان وحطموا اشارات المرور واعتدوا علي المارة مما دفع الشرطة الي التدخل لاحتوائهم بالتنسيق مع القيادات الكنسية، ونجم عن هذه المصادمات اصابة نائب مدير أمن الجيزة ورئيس قوات الامن المركزي بالمحافظة وأكثر 5 ضباط وعدد من المجندين. حالة الوفاة كما توفي الشاب «موتريوس شاكر» 19 عاماً متأثرا بطلق خرطوش في الفخذ عقب نقله لمستشفي أم المصريين بالجيزة، كما أصيب بعض مثيري الشغب والمارة، خلال اقتحام المئات من المتظاهرين مبني المحافظة، في مصادمات استمرت منذ 7 صباحا وحتي الظهيرة، وتجددت بعد ذلك، احتجاجا علي وقف بناء كنيسة العذراء ملاك بالعمرانية وتسبب الشغب في ترويع تلاميذ المدارس المحيطة بالمنطقة، حتي أن بعض الاهالي اضطر الي أن منع أبنائه من المدارس، والبعض رافق أبناءه الي بيوتهم بعد أن اهتمت كل الفضائيات الخاصة والعربية والاجنبية ببث الاحداث ومنها ما كانت تبثه بشكل مباشر مع بعض التغطيات المثيرة التي تؤثر في الاحداث بشكل واضح. تأكيدات المحافظ من جانبه أكد محافظ الجيزة اللواء سيد عبدالعزيز خلال مؤتمر صحفي طارئ عقده علي خلفية الاحداث انه لا يمانع ابدا في بناء الكنائس كما يردد المتجمهرون ومثيري الشغب، ولكن هناك اجراءات قانونية يجب اتباعها، وفند المحافظ ما وقع في الاحداث ومنها إلقاء الحجارة علي قوات الشرطة وتعطيل حركة المرور واصابة العديد من رجال الامن، قائلاً إن الذين بدءوا في بناء الكنيسة يخالفون القانون لأن الحديث يدور عن بناء مجمع خدمات طبقا للتصريح ويتضمن بدروم أرضي وثلاثة أدوار، والبناء خالف الرسوم الهندسية، متوارين وراء تغطية المبني بالقماش، وقال المحافظ إنه التقي بعض القساوسة واتفق معهم احالة ا لموضوع بالكاملة رلي مديرية الاسكان بالمحافظة لتعديل الرسوم الهندسية وفقا للقانون لكنهم قاموا بمعاودة البناء دون الالتزام الاتفاق، وقال المحافظة أنه فوجئ بتجمهر في الصباح الباكر والتصادم مع الشرطة، وأكد أنه حاول الاتصال بالبابا شنودة لكن الحالة الصحية للبابا حالت دون ذلك. استنكار الكنيسة للاحتجاجات في السياق ذاته استنكرت قيادات الكنيسة الأحداث، وأعلن البابا رفضه التام لتلك الأحداث وطالب قيادات الكنيسة بالتحرك وتهدئة الأوضاع، ومنع تفاقمها وكان المتظاهرون قد رددوا شعارات منها «نموت نموت ويحيا الصليب». فيما طالبت مصادر كنسية مرشحة الحزب الوطني «فئات» د.إقبال السمالوطي وعميدة كلية الحقوق بالتدخل وحل الازمة خاصة أن «السمالوطي» كان من المفترض أن تتوجه الي المكان مع قيادات من المجلس الملي وحالت الاحداث دون اتمام الزيارة.. وتواصلة قيادات الوطني بالمحافظة لتهدئة الأجواء. وقال أحد كهنة الكنيسة رفض ذكر اسمه: إن استئناف العمل والبناء جاء بعد اتصالات مع مسئولين بالمحافظة وعدوا بحل المشكلة، وأضاف إن الكنيسة ستسلك جميع الطرق القانونية ولفت الي أن الانبا ديموديوس مطران الجيزة قطع رحلته العلاجية الي ألمانيا فور علمه بالاحداث. وقام المحتجون بقطع شارع الهرم ومنعوا السيارات من المرور بإحراق الكاوتشوك والحجارة في حين خلع البعض منهم قمصانهم ومنعوا السيارات من المرور بالشوارع الجانبية حول المجمع، كما ألقوا الحجارة علي قوات الشرطة، مما أدي الي تلفيات بعدد من المحلات التجارية والسيارات. وفرضت قوات الامن كردونا أمنياً علي مسافة أكثر من كيلو متر علي الطريق الدائري المواجه للمجمع، وقد أدت كثافة اتصالات المتظاهرين بأقرانهم وتحريضهم بدعوي وقف بناء كنيسة الي تزايد أعداد المتظاهرين تدريجيا أمام مبني المحافظة وقام عدد منهم بامطار المبني بوابل من الحجارة وعندما حاول أفراد الامن لفندق «حور محب» فض التجمهر تعدي المتظاهرون علي ضابط واثنين من أفراد الأمن. تمزيق لافتات المرشحين وخلع المتظاهرون لافتات مرشحي الحزب الوطني، فيما شهد مبني المحافظة حالة ذعر بين موظفيه بعد تحطيم البوابة الرئيسية وتكسير اليفط الاعلانية المحيطة وقد وصل الي المكان مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، اللواء محسن حفظي ومدير الادارة العامة لمباحث الجيزة اللواء كمال الدالي وعلي دفعات وصل ما يقرب من 40 سيارة أمن مركزي وتمكنت القوات بصعوبة من السيطرة علي الموقف خاصة بعد انتشار شائعة بقيام أقباط بحرق عدد من المدارس، واقتحامهم مدارس الصديق والمحمدية وأحمد عرابي، مما اضطر أولياء الامور لاصطحاب أطفالهم من المدارس رغم عدم انتهاء اليوم الدراسي. واتجه متظاهرون الي ديوان عام العمرانية حيث قاموا بإلقاء الحجارة علي مكتب رئيس الحي، وقاموا بتكسير أبواب وشبابيك وعدد من السيارات بشارع «التلاتيني». معاينة النيابة من جانبه أمر النائب العام بتشكيل فريق من المحققين برئاسة المحامي العام الاول لنيابات جنوبالجيزة، المستشار مجاهد علي مجاهد ويضم من النيابة العامة: رئيس نيابة العمرانية محمد القاضي ووكلاء النيابة ياسر عبداللطيف وأحمد نبيل وهشام حاتم رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة ومحمود عبود مدير نيابة الحوادث لمعاينة مقر المحافظة والمجمع الخدمي والمصابين بمستشفي أم المصريين ومستشفي الشرطة لبدء التحقيقات، بعد ضبط 133 متهماً. وشدد النائب العام المستشار د. عبدالمجيد محمود أن النيابة العامة ستتصدي بكل حزم لكل الافعال التي تشكل جرائم ومرتكبيها ووفقاً لاحكام الدستور والقانون، مع مواجهة اي خروج عن القانون ومعاقبته. مستشفي أم المصريين وقد شهد مستشفي أم المصريين حيث يتم علاج المصابين حظراً أمينا شمل مداخله ومخارجه حيث تجمهر الاهالي ومنع غير المتخصصين من غير طاقم المستشفي من الدخول الي قسم الطوارئ حيث تقبع الحالات الخطرة، ومجندين من الشرطة وقد استقبل المستشفي الاصابات منذ صباح أمس وحتي مثول الجريدة للطبع، وانتقد شاهد عيان حضر مع شقيقه هاني يوسف جودة 38 سنة الذي يعالج بالمستشفي إلقاء القنابل المسيلة للدموع علي المتظاهرين.