هذه المقولة تنطبق بحذافيرها علي الشأن العربي العام الذي لم ولن وكيف إذا يتغير!، ولكنه غير صالح للاستهلاك بين أصحاب اللغات الحية من سكان أوروبا والولايات، الذين يعيشون علي السواحل المتوسطية والأمريكية من جميع الدول التي تتمتع بخاصية التغيير وهي سنة الحياة، هم دائما في تغيير مستمر نحو الأفضل بينما نحن العرب لا نتبع تلك السنة ولا نتبدل ولا نتغير ولا نسعي نحو الأفضل، بل نتأخر للوراء ونحرص علي البكاء علي اللبن المسكوب والماضي القريب والبعيد ونتحسر علي الفوارق التي بيننا وبين من يملكون حق الفيتو في مجلس الأمن ويملكون الاقتصاد العالمي والعملات الحرة، التغيير لديهم يشمل كل شيء من تبادل مواقع الأحزاب والمسئولين فيها والحكومات حتي يشمل التغيير لديهم الأجهزة الشخصية والمنزلية وعادة نحو الأفضل رغم إصابتهم بكل أنواع الكوارث الطبيعية من حرائق الغابات والأعاصير والسيول والفيضانات وأحيانا بعض التفجيرات من إهداء تنظيم القاعدة وحلفائه ولكنهم باستمرار يمارسون التغيير ويدركون أن الحركة فيها بركة!. آخر ما وصل إليه التغيير في الولاياتالمتحدة هو الذي حدث في التجديد النصفي للكونجرس عندما تحولت أنظار وأصابع المواطن الأمريكي من الحمار إلي الفيل أي من الديمقراطي إلي الجمهوري وهذا قد حدث من قبل وكلنا يذكر بوش في ولايته الثانية عندما كان محصورا بين أغلبية ديمقراطية وبين رأي عام مستنير يود إقصاءه عن المكتب البيضاوي، نلاحظ هنا أن التغيير يتم في هدوء ويتم سريعا في زمن قصير لا يتعدي الأربع سنوات سواء في المجالس النيابية أو علي كرسي الرئاسة، ويتم التغيير بين عدد مرموق ومحدود من الأعضاء والأحزاب حتي لا تتوه القضية، عدد من الأحزاب لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة لها برنامج مدروس ومعلن عنه ولها مقار معروفة ولها نشاطون لزيادة العضوية والميزانية تجري الأمور، كما لو كنا في أحد المطارات المتقدمة، لذلك فإن كل حركات التغيير تنجح في الخارج حتي لو كانت في أوكرانيا أو في جورجيا أو في بلاد تعاني من الصقيع وبالطبع في بريطانيا أم السياسة المتزنة ولقد تحولت السفينة إلي اتجاه معتدل ولكن بيد حزب المحافظين بعد أن كانت بيد حزب العمال وانحرف بها توني بلير ولم يستطع سلفه إصلاح المسار، حتي في أمريكا الجنوبية ليس صعبا تغيير الحال، كما في الصين والهند واليابان واندونيسيا والفلبين وسائر الأقطار التي تطل علي المحيط الهندي أو الهاديء أو كليهما معا!. في هذا الوطن الكل يبغي التغيير وعلي جميع المستويات من أول تغيير كالون باب الشقة أو ألوان الحوائط وحتي عفشة المياه، كما يقولها المصاروة - أهل القاهرة الكبري - وفي هذه السنوات يطمع البعض في تغيير وزير أو أكثر وقد يتزايد الطمع إلي أبعد من ذلك ويصل إلي كل أعضاء المجالس التنفيذية والتشريعية، هذا يدخل في إطار التمني وكثير من الناس يستعين علي تلك الأمنيات بالصبر والدعاء واللجوء إلي شيوخ الفضاء. وأن الدين هو الحل، وقد قلت من قبل ومازلت أقول إنه لابد من الإصلاح للبنية الأساسية التي تتمثل في عدد الأحزاب وعدد الأعضاء حتي يمكن التغيير بالشكل المأمول، تخيلوا معي لو اندمجت الأحزاب التي فيها أصحاب الرأي اليساري معا وأصحاب الرأي اليميني معا والأحزاب الليبرالية معا وبقي علي الساحة السياسية أربعة أو خمسة أحزاب قوية كبيرة لها حضور مشهود بين الناس ولها أفعال يستفيد منها المجتمع خاصة في مجال محو الأمية وبعده التعليم ثم مجال النظافة وبعده التأمين الصحي وتنافست الأحزاب المندمجة علي تلك الأجندة وعلي مدار أربع أو خمس سنين سوف يحدث التغيير الذي في بطن الشاعر وعقله بكل سلاسة ووقتها سيتم تبادل السلطة التي يحلم بها الكل.