الناس في كل مكان تحب التغيير علي إعتبار انه سنة الحياة.. أن الارض الكروية التي نعيش عليها.. أرض كروية متغيرة بين الفصول الاربعة من ربيع إلي صيف وخريف وشتاء ذلك لأن التغيير سنة الحياة الفكر الانساني ايضا يبحث عن الجديد من أجل إسعاد الانسان الشقي التائه بين الجنة والنار.. وأن داخل كل واحد منا طاقة سحرية كيف نستخدمها. كان هذا هو الموضوع الذي كتبه في التسعينيات من القرن الماضي: السيد روجر ايلتس وهو مستشار اتصال لدي ثلاثة رؤساء امريكيين.. يحكي قبل سنوات كنت اخرج شريطا تليفزيونيا حول عصابات الشوارع فأجريت مقابلة مع جماعة من المجرمين الأحداث.. وكان زعيمهم فتي في السابعة عشرة.. قال انه يكسب1500 دولار في الإسبوع عن طريق مهاجمة الناس وسرقتهم.. قال انه يفتش عن أشخاص يسيرون فرادي وحدهم.. ومنعزلين ويجرون علي أقدامهم.. مطأطئي الرأس.. يجولون ببصرهم ولا يحدقون اليه بثبات ويبدو عليهم الخوف لدي رؤيته فسألته هل تراني ضحية سهلة؟ كلا لن أهاجمك إذا رأيتك في الطريق.. ولم لا..؟ أول دخولي الغرفة أخذت تحدق رأسا إلي عيني.. وتقيسني بعينيك من قمة رأسي حتي أخمص قدمي لتحكم.. كما يبدو.. فيما إذ كان في وسعك التغلب علي في المصارعة.. إن هذا النوع من الناس يسبب لي الإزعاج! إن أبن الشارع هو في أشد الحاجة والقدرة علي أن يقرأ بغريزته لغة الجسم التي تنبئة بمهاجمة ناجحة.. وهي قراءة تستغرق لحظات قليلة.. فكر في الثواني السبع الاولي كيف قرأت الشخص الآخر وكيف تعتقد انه ايضا قد قرأك.! ان يغير الانسان من نفسه وعاداته.. ذلك هو الطريق الاول للتغيير الكامل في أي مجتمع.. يستطرد الكاتب ويقول أنت الرسالة: لقد عملت طوال25 سنة مستشار إتصال مع الوف من السياسيين ورجال الاعمال ومشاهير السينما والمسرح ورجال ونساء غيرهم يريدون أن يكونوا ناجحين.. وقد ساعدتهم علي تقديم اقتراحات وآراء مقنعة وأن يردوا بأجوبة مفحمة في أسئلة عدوانية ويجروا اتصالات أكثر فاعلية. والسر في هذا التدريب هو دائما كون المرء بكامله هو الرسالة... التغيير من أساسه ابدأ بنفسك أولا.. وأسأل هل يمكن أن ينطبق ذلك علي الاخر أم لا. إننا سمعنا منذ زمن أنه برز في العصر الحديث عن المعقول واللامعقول وأصبح ما هو لا معقول بدعة جارية في كل مكان.. حتي أنهم اسموا العصر الذي نعيشه هو عصر اللا معقول وهذا صحيح إذا دققنا النظر في كل التصرفات فينا..وفيما حولنا!! في مظاهر السلوك والعادات المتغيرة.. وأنه في النطاق العلمي لقد أصبحت المخترعات فيها خوارق مذهلة. لو قيل لشخص منذ خمسين سنة فقط انه من الممكن ان تنقل الصور من قارة إلي قارة ماصدق.. لكننا عرفنا الأقمار الصناعية والتليفزيونية والتلستار. وإن ما كان لا معقولا في نظر القدماء وإلي عهد قريب أصبح معقولا.. وكيف نغير انفسنا لاستقبال التغيير.؟ لقد كان ذلك رأي الدكتور أحمد فؤاد الأهواني ماذا ننتظر لتغيير انفسنا ومسايرة الواقع قبل أن يصبح ذلك تاريخا يسبقنا؟ يقول الدكتور مراد وهبة ان إفلاطون كان يري ان الديمقراطية هي أساس الطغيان بمعني أن الافراط في الحرية يفضي إلي اشرس انواع الطغيان.. اما ارسطو فإنه لم يستبعد التراجيديا كما فعل افلاطون فقد عرفها بأنها محاكاة الفن النبيل الذي يثير بعدا بطوليا وهي التي تثير الشفقة والخوف بتمهيد من انفعال قوي هو الألم والخوف يلازمه القدر الذي يهبط علي البطل وأن القدر والخوف يؤديان إلي ظلم خفي. ماذا نفعل بين الأفراط في الحرية.. والأفراط في التراجيديا هذا هو السؤال الأول ونحن نحاول ان نغير من انفسنا لنسابق المستقبل.. وكيف تكون القوة التي تحرك العالم هي قوة عادلة لقد أصبحت الديمقراطية هي أكثر الكلمات ترددا في العصر الحديث في كل مجتمعات العالم وفي عصر سموه عصر العولمة. وبدأ النظام الشمولي ممثلا في روسيا في الانحسار مع انتشار الموجات الديمقراطية. كيف نتغير ديمقراطيا وكيف نبدأ بأنفسنا. الكاتبة جيسكا وبليامز في كتابها حقيقة ينبغي ان يتغير العالم تتحدث عن الحقائق الواقعية والتناقضات الصارخة التي يعيشها الإنسان في كل دول العالم من متقدمة إلي نامية إلي دول متخلفة.. هي تتساءل ونحن في القرن الحادي والعشرين في حالة حرب مستمرة وأن ثلاثين مليون شخص مرضي بالايدز وحده معظمهم في افريقيا.. وان الولاياتالمتحدة نفسها مديونة. للأمم المتحدة بأكثر من مليون دولار وان انسانا واحدا من بين كل خمسة اشخاص في العالم يعيش بأقل من دولار واحد. كل مشاكل العالم لا تحل إلا إذا عرفنا كيف نغير انفسنا إلي الأفضل. متي نعرف كيف نتكلم ونتناقش ونفهم ماذا يريد الآخر ان يقول بل كيف نتعلم كيف نمشي في الشارع!!