إنها ثالث اشهر شبكة اجتماعية في تاريخ (الجيل الأزرق) او ما يسمي ب(جيل الانترنت).. في البداية كان الديناصور المسمي "الفيس بوك" والذي احدث هزة اجتماعية وسياسية وثقافية في الحياة العامة.. ثم جاء نقار الخشب "تويتر" الذي اخترق الحكومة الايرانية وعراها من ورقة التوت.. ويال العجب، والآن هاهو العنكبوت "ويكيليكس" (Weakileaks.org) موقع الفضائح السياسية الذي يجرس الحكومات والخونة والمتآمرين بنشره وثائق حديثة لحروب حديثة. قبل ان اتحدث عن وموقع ويكليكس لابد ان اتحدث عن أبرز مؤسس للمنظمة لانه اعطي تكنيكاً واستراتيجية غير مسبوقة لاي موقع في توثيق ونقل الأخبار ،وهو الاسترالي . الذي يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الصحافة والإعلام وعالم الاعمال ،ففي سن المراهقة استقر جوليان أسانج في مدينة مولبورن الاسترالية بعد ان عاني من التشتت وعدم الاستقرار المكاني "تخيل دخل 73 مدرسة في طفولته"، بعد الاستقرار ضبطته شرطة الانترنت الاسترالية بصفته هاكر معلوماتي HACKER ! وتم القبض عليه نتيجة لارتكابه جرائم معلوماتية لكنه أفلت من العقاب القانوني باعترافه بذنبه ودفع الغرامة المالية وبقسمه بأنه سيحسن سلوكه. فيما بعد تحول للعمل في الاتجاه المعاكس. مع السنوات الاخيرة كبر هذا الهاكر السابق ومؤسس الأعمال الحالي صاحب الملامح الشقراء بشعره الابيض الفضي ليؤسس في عام 2006 مع 10 أشخاص من المنشقين صينيين وحقوقي الانسان والتكنولوجيين والاعلاميين موقع ومنظمة (Weakileaks.org) والتي صارت اهم شبكة اجتماعية في عام 2010 بكشفها وثائق حساسة لم تنشر من قبل وبذلك فإن ويكليكس قضت مضاجع الرؤساء في امريكا وأفغانستان والعراق وكينيا وإيران خصوصا بعد نشر تقرير بعنوان صرخة الدم حول قضية في كينيا عن علميات قتل واختفاء وهو ما دعا صحيفة نيويورك دايلي نيوز لتصنيف منظمة ويكليكس في المركز الأول في تصنيفها للمواقع التي غيرت بشكل جذري أسلوب طرح الأخبار والتقارير لعام 2010 .. وتحول الموقع الي مصدر موثوق لفضح العمليات والعملاء في الحروب والتوترات السياسية ليتحدث رؤساء ومسئولو الامن العام عن خطورة ويكليكس ومنهم الرئيس أوباما والرئيس نوري المالكي والرئيس كرزاي نتيجة عرض منظمة ويكليكس شريط فيديو من العراق عن فضيحة قتل المدنيين العراقيين علي يد القوات الأمريكية، وفي (يوليو) 2010 أطلقت المنظمة من خلال موقعها علي الإنترنت وثائق بلغ عددها 76900 وثيقة للكشف علي فضائح وأسرار الحرب في أفغانستان. وفي الأول من (أكتوبر) 2010، كشف ويكليكس عن اكبر عدد من الوثائق في تاريخ الميديا وهي 400 ألف وثيقة عن اسرار حرب العراق . يقول اوسانج نريد تحقيق ثلاثة امور عبر ويكليكس: 1(تحرير الصحافة 2) كشف التجاوزات 3) انقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ وبذلك فإن اوسانج الذي يعرف نفسه الآن بانه صحفي وناشط ومبتكر يؤسس لمرحلة جديدة في صحافة واعلام القرن الواحد والعشرين حيث يبدو ان "الهاكر "أو ما يطلق عليه HACKER PARTIES سيقودونها لسبب بسيط ان المعني الحقيقي لكلمة "هاكر" هو "المبرمج المحترف " اما المخرب او القرصان المعلوماتي فالمعني العلمي لها هو (CRACKE) وبما ان مستقبل الصحافة سيكون عبر وسائل الاتصال الجديدة فالمبرمجون هم افضل من يمتلكون مهارات المالتي ميديا خصوصا عندما يمتلكون حسا صحفيا مهنيا دقيقا كاوسانج هذه من جهة من جهة ثانية فإن المؤسسة التي تدعم ويكليكس هي منظمة The Sunshine press السويدية والتي يقوم عليها هاكرز بالاساس وهو ما يؤكد ان مستقبل الاعلام والصحافة سيكون بأيدي ما يطلق عليه في الغرب HACKERS PARTIES أولي مخاوف مؤسس ويكليكس جوليان اوبسامج هي الخوف علي حياته، فمخابرات الدول تسعي إليه لذلك فيصعب معرفة اي شيء عن تنقلاته فهو يرفض القول من أين اتي والي اين يذهب، ينتقل من عاصمة الي اخري ،يسكن لدي انصار او اصدقاء لاصدقاء. فمنذ نشر وثائق سرية عن افغانستان احاط نفسه بسرية تامة لدرجة ان الحوار الاعلامي الاخير الذي عقد معه تم في القطب الشمالي. ثاني مخاوف مؤسس ويكليكس هي ملاحقة الموقع وحجبه او مقاضاته؟! وبذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه ما مدي قانونية الموقع في نشر الوثائق السرية ؟! الحقيقة ان اوسانج وفريق عمله كانو أذكياء في انشاء المشروع بطريقة شرعية وقانونية فتم اختيار السويد كبلد محتضن للمؤسسة وللموقع والتي تسمح بحرية النشر اضافة لأيسلندا التي يعلن منها خطاباته الرسمية وبلجيكا التي يوجد فيها معظم خوادم الكمبيوتر حيث تحتاج شبكة ويكليكس الاجتماعية الي كم ضخم جدا من الخوادم ليستطيع نشر كل هذه الملايين من الوثائق.. ثالث المخاوف من ويكليكس لاتخص جوليان اوسانج ولكن تخصنا نحن ،فهل يعمل اوسانج ومنظمته مع المخابرات حول العالم ومنها المخابرات الامريكية.. من اين له بملايين الوثائق.. من أين له بهذا التمويل الضخم للموقع.. هل لو كان يلعب ضد المصالح الامريكية سيكون عصيا علي المخابرات الامريكية ان تلقي القبض عليه.. هل ثمة تشابه بين ما قامت به امريكا في فضح طهران عبر تويتر وما تقوم به ويكليكس في فضح عمل امريكي في افغانستان والعراق.. ولو ان الموقع محايد ولايتبع اي جهة مخابراتية ،لماذا لم نر كشفا لوثائق 11 سبتمبر، صحيح ان الرئيس الكوبي صرح بأنه قرأ علي ويكليكس وثائق تثبت ان بن لادن عميل امريكي ،لكن ويكليكس "مختشي " مع الامريكان ،فما السبب؟! رابعا ماذا لو تم كشف وثائق عن الدول العربية الاخري ،ماذا سيكون موقفنا، ما هو موقف الرؤساء العرب ؟! في النهاية ينبغي القول إن ويكليكس هي ابرز شبكة اجتماعية في عام 2010 صحيح انها تختلف عن الفيس بوك وتويتر ولينكد إن وغيرها في ان زائرها لايمتلك حساباً ورقماً سرياً ،صحيح انها لاتدعم العلاقات الاجتماعية لكنها تسير علي أهم مبدأ في الويب 2 والشبكات الاجتماعية وهو مبدأ "التشاركية".. فالموقع يطلب من اي شخص او جهة او مؤسسة تمتلك وثيقة كاشفة ان يمده بها بالتالي فمبدأ التشاركية موجود .