توجد في الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤسسات تتبع وترصد الوعود الانتخابية المحلية والبرلمانية والرئاسية للوقوف علي مدي التزام المرشحين بتنفيذها بعد الفوز في الانتخابات، فالرئيس الأمريكي أوباما تقدم بعدة وعود (أكثر من 500 وعد) أثناء حملته الانتخابية في عام 2008م وأكد أنه سوف يعمل علي تنفيذها في حالة الفوز بمقعد الرئاسة. لقد تتبعت مؤسسة بوليتيفاكت الحائزة علي جائزة بوليتزر الشهيرة في عام 2009م أداء الرئيس الأمريكي أوباما منذ توليه الرئاسة في 20 يناير 2009م حيث توصلت إلي أن الرئيس الأمريكي أوفي بوعوده في 122 حالة ونقضها في 22 حالة وأجلها لحين إشعار آخر في 82 حالة ومازالت أمامه الفرصة للوفاء ب236 وعدًا انتخابيا، من المؤكد أن الناخب الأمريكي لا ينسي وعود المرشحين وسوف يبدأ المحاسبة في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ التي تبدأ في 2 نوفمبر القادم حيث ستدور المنافسة علي 37 مقعدا من إجمالي 100 مقعد. من المعروف أن أوباما أصدر أكثر من خمسمائة وعد انتخابي خلال حملته الانتخابية، من بينها وعد بحل المشكلة الفلسطينية، وفي نظر الجماهير العربية فإن أوباما ذا الأصول الإسلامية قد فشل في تقديم يد العون لشعب مسلم يعاني من القهر والاحتلال منذ أكثر من ستين عاما. لعل أوباما نجح في الوفاء ببعض الوعود التي قطعها علي نفسه واستطاع أن يضع حلولا للمشكلات المختلفة التي تؤرق الأمريكيين، وهذا ربما يفسر سر تمحور معظم هذه الوعود حول الأمور التي تهم الناخب الأمريكي. وحتي وعوده السياسية كانت في مجملها ذات صلة بحياة المواطن الذي ينتابه قلق من أمن أبنائه الذين يعملون في الجيش الأمريكي. أما الأمور التي تتعلق بمستقبل شعوب العالم الثالث فقد أرجأها الرئيس أوباما حتي الفوز بالولاية الثانية في عام 2013م. دعنا نلقي الضوء علي بعض الوعود التي أنجزها أوباما بعد مرور سنتين علي توليه رئاسة أكبر وأقوي دولة علي وجه الأرض، من البديهي أن تصب هذه الوعود في مصلحة المواطن الأمريكي كالتأمين الصحي والأمور الاقتصادية والأمور الاجتماعية والأمور العلمية. سوف نتناول في هذا المقال الوعود الخاصة بالتأمين الصحي والأمور الاقتصادية علي أمل أن نستكمل بقية الوعود في مقال لاحق. التأمين الصحي 1- وعد بإلغاء ثغرة في التأمين الدوائي تحصر الاستحقاق علي من يحصلون علي أدوية تزيد قيمتها علي 2250 دولارًا وتقل عن 5100 دولار. وبالفعل فإن شركات الأدوية تستعد لتخفيض أسعار الأدوية للمستحقين في 2011م. 2- قطع وعدا بإجبار شركات التأمين الصحي علي تغطية الحالات المرضية السابقة للتأمين. في 23 مارس 2010م أصدر قانونا يلزم شركات التأمين بتغطية جميع الحالات. 3- أطلق وعدا بتوفير التأمين الصحي للأطفال من خلال الخطط التأمينية لوالديهم، وبالفعل أوفي بوعده، إذ أصدر قانونا يشير إلي أن الغطاء التأميني للأطفال يمتد حتي سن 26. 4- وعد بمطالبة المؤسسات التجارية والصناعية الكبري للمساهمة في خطة قومية للصحة، وبالفعل صدر قانون يفرض غرامة علي الشركات غير الملتزمة. الأمور الاقتصادية 1- أطلق وعدا علي نفسه بتقديم التمويل اللازم للصناعات المتقدمة للاستثمار في عمليات تصنيع منتجات حديثة مما يوفر وظائف عمل. وفي الخامس من أغسطس الماضي أعلن البيت الأبيض توفير 2 مليار و400 مليون دولار لدعم الصناعات التكنولوجية. 2- أكد توفير رأس المال اللازم لدعم لأعمال الصغيرة التي يديرها مواطنون من الأقليات، بحيث يتمكن أصحاب هذه الأعمال من الحصول علي قروض. وبالفعل أعلنت إدارة دعم الصناعات الصغيرة تقديم دعم مالي قدره 14 مليارا و700 مليون دولار قروضا لتشجيع الصناعات الصغيرة وذلك بدءا من 13 نوفمبر 2009م. 3- وعد بتأسيس قانون لحماية حقوق حاملي بطاقات الائتمان بحيث لا تفرض فوائد علي المصروفات وكذلك منع زيادة معدلات الائتمان إذا تعثر العميل عن الوفاء بالتزاماته تجاه دائن آخر، من المؤكد أن القانون الذي وقعه في 22 مايو 2009م يفي بهذا الوعد. 4- تحدث عن تقديم الإعفاء الضريبي للأسر غير القادرة علي دفع مقررات التأمين. لا شك أن القرار الذي صدر في 23 مارس 2010م يحقق هذا الهدف. 5- أكد أنه سوف يشجع إقامة بنوك الماء ومعالجة المياه لمواجهة نقص المياه في الغرب الأمريكي، ولتشجيع هذه المبادرة فقد تم تخصيص 175 مليون دولار. ويعتبر هذا المبلغ كافيا لمعالجة وتدوير مياه هذه المنطقة التي تعاني من النقص والندرة. 6- أطلق وعدا بزيادة الدعم المالي للمنتزهات العامة والغابات، وبالفعل استصدر قانونا في 30 أكتوبر 2010م يتضمن هذا الدعم.