في المقال السابق تطرقنا إلي بعض الوعود الانتخابية التي حرص أوباما علي انجازها، وهي الوعود التي تتعلق بالتأمين الصحي والأمور الاقتصادية. نستكمل في هذا المقال بقية الوعود التي أنجزها أوباما، وهي في الغالب وعود ذات صبغة اجتماعية وسياسية. الأمور الاجتماعية: 1- أقر أوباما أثناء حملته الانتخابية بأنه سيعمل علي توظيف المعاقين في الحكومة الفيدرالية. وبالفعل لم ينتظر طويلا للوفاء بهذا الوعد حيث استغل الذكري العشرين لقانون المعاقين في 26 يوليو 2010م لإصدار أمر إداري بتوظيف 100 ألف موظف فيدرالي من المعاقين خلال خمس سنوات. 2- وعد بزيادة الميزانية المخصصة للمحاربين القدامي وبتقديم دعم مالي كامل للإدارة التي تتولي شئونهم، ولا يختلف اثنان علي أن الرئيس أوفي بالوعد الذي قطعه علي نفسه حيث زادت المبالغ المخصصة لرعاية لهذه الفئة في 2010م ووعد بزيادة أخري في 2011م. 3- وعد بتعيين مستشار للرئيس لمكافحة العنف ضد المرأة، وبالفعل قام أوباما بتعيين لين روزينثال كمستشارة له في هذا المجال. 4- تعهد أوباما بتمكين المواطنين من ذوي الأصول الكوبية من زيارة أقاربهم ومن إرسال الأموال إليهم. المثير للدهشة أن أوباما اتخذ خطوات ملموسة نحو تفعيل هذا الوعد قبل مضي ثلاثة شهور علي ولايته. 5- أكد أوباما أنه سيعمل علي تعديل قانون ماثيو شيبارد الخاص بجرائم الكراهية بحيث يمتد لتغطية الجرائم التي تقع علي المثليين، وفي 28 أكتوبر 2009م قام الرئيس بتوسيع نطاق هذا القانون لإضفاء الحماية علي المثليين. 6- وعد بتوفير السجلات والمكاتبات الرئاسية بحيث تصبح متاحة للاطلاع، وأوفي بهذا الوعد منذ اليوم الأول علي توليه الرئاسة حيث أصدر قرارا تنفيذيا مفاده أن الرؤساء السابقين ليس من حقهم سوي ثلاثين يوما لمراجعة السجلات والمكاتبات الرئاسية قبل إتاحتها للآخريين. الأمور السياسية: 1- لعل من أهم الوعود التي أطلقها أوباما هو الوعد الذي يتعلق بإنهاء الحرب في العراق، لقد اجتمع أوباما مع قادة الجيش الأمريكي في العراق ومع أعضاء الحكومة العراقية لإنهاء الحرب خلال 16 شهرا علي ألا تحتفظ الولاياتالمتحدةالأمريكية بأية قواعد عسكرية دائمة في العراق. 2- خلال حملته الانتخابية وعد أوباما بإرسال تعزيزات عسكرية لأفغانستان، لم يمض شهر علي توليه الرئاسة حتي قام أوباما بإرسال فرقتين إلي أفغانستان. 3- عبر عن استعداده لدعم وتوسيع برامج التعاون العسكري مع الدول الأخري، وبالفعل وقع أوباما علي اتفاقيات تعاون عسكري مع روسيا والصين. 4- أكد في حملته الانتخابية أنه سيعمل علي تقليل عدد الأسلحة النووية وفق اتفاقية موسكو، وأوفي أوباما بهذا الوعد في 26 مارس 2010م حيث وقع مع الجانب الروسي علي اتفاقية تحجيم وتخفيض عدد الرءوس النووية في البلدين. 5. تعهد علي تركيز الاستثمار الأكبر في مجال تكنولوجيا الدفاع الجوي. وفي الواقع فقد نجح في زيادة الميزانية المخصصة لهذا المجال إلي 317%. 6- قطع وعدا بربط المساعدات العسكرية لباكستان بجهودها في مكافحة الإرهاب. وبالفعل استصدر قانونا في 15 أكتوبر 2009م يسمح بتقديم مساعدات لباكستان قدرها 7 ونصف مليار دولار إذا التزمت بمكافحة الإرهاب. 7- لعل الجميع شاهد أوباما يلقي خطابا في جامعة القاهرة في 4 يونيو 2009م. كان هذا الخطاب بمثابة وفاء بوعد انتخابي تعهد فيه بإلقاء خطاب في تجمع إسلامي خلال المائة يوم الأولي من رئاسته. 8- وعد بتحديد ميزانية الأمن القومي حسب المخاطر والتهديدات. ففي 2009م تلقت إدارة الأمن القومي 90 مليون دولار لتعزيز الإمكانات علي حدود الولايات الجنوبية التي كانت في حاجة ماسة إلي هذا التعزيز. 9- وعد بمحاربة قرصنة الانترنت. وبالفعل فقد وافق الكونجرس علي طلب أوباما بتخصيص مبلغ 140 مليون دولار لتأمين الشبكة القومية للمعلومات. 10- أطلق وعدا بجعل التوظيف الحكومي بعيدا عن الولاءات السياسية أو وفاء للمواقف السياسية. ولتفعيل هذا الوعد فقد اصدر أوباما قرارا تنفيذيا في 21 يناير 2009م يمنع التوظيف علي أساس الولاء السياسي. 11- وعد بتعيين وزير من الحزب الجمهوري في إدارته. وبالفعل أوفي بوعده عندما عين عضو الكونجرس الجمهوري راي لاهوود وزيرا للمواصلات. من الواضح أن أوباما الذي تولي الرئاسة منذ سنتين لم يستطع تنفيذ سوي 25% فقط من الوعود الانتخابية ولم يتبق من مدته الأولي سوي عامين حيث من المتوقع أن يتحول الرئيس إلي ما يسمي بالبطة العرجاء ولاسيما بعد ظهور نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس وهي نتائج قد تعطي الأغلبية للحزب الجمهوري. لعل أوباما أضاع العصا السحرية التي لم يحسن استغلالها في تنفيذ العدد الأكبر من الوعود الانتخابية. وهذه العصا تتمثل في ميزتين كان يتمتع بهما أوباما في بداية ولايته: 1- كان الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه يمثل أغلبية في مجلس الشيوخ ومجلس النواب. 2- جرت العادة علي ألا يعرقل الكونجرس مطالب الرئيس في السنوات الأولي من ولايته.