احتدمت المنافسة بين البنوك العامة والخاصة أو حتي فروع البنوك الأجنبية علي قروض التجزئة المصرفية من منطلق قدرة هذا النوع من التمويلات علي تدعيم أرباح البنوك وتنشيط محفظتها الائتمانية، اضافة لاعتبار هذه القروض أحد أهم الادوات لاستثمار السيولة الزائدة في البنوك التي ترتفع قيمتها علي 100 مليار جنيه نظرا لارتفاع قيمة الودائع بشكل مستمر واقتصار قيمة ما يتم ضخه من تمويلات علي نحو 55 % من هذه الوادئع فقط ، اضافة الي ذلك فقد اكدت احدث الاحصائيات أن قروض التجزئة بالسوق المحلي لا تمثل سوي 8% من حجم الناتج المحلي الاجمالي في حين أن النسبة العالمية تصل الي نحو 20 % وهو ما يؤكد أن هناك فرصا كبيرة لنمو هذه القروض. وقرر عدد من البنوك تنويع منتجاتها من التجزئة المصرفية والمنافسة بقوة علي جميع المنتجات وعلي رأسها مثلا دخول البنك الاهلي والقاهرة الي سوق تمويل السيارة وذلك عبر برامج وتمويلات تنافسية ، اضافة الي منافسة بنك مصر بقوة علي القرض الشخصي وبطاقات الائتمان وكذا تنويع بنوك مثل باركليز وسيتي بنك من التسهيلات لجذب عملاء بطاقات الائتمان ، الي جانب تركيز بنوك الاسكندرية والتجاري الدولي والعربي الافريقي للتواجد وانتزاع حصة من جميع الخدمات المصرفية وتوجه التعمير والاسكان لرفع سقف القرض الشخصي والتمويلات العقارية .. كل هذه التحركات كان لها أثر إيجابيا علي تحرك السيولة البنكية ناحية تمويل الافراد الا أنه مازالت هناك العديد من الفرص لنموها بشكل أكبر. وأكد الخبراء المصرفيون أن مقومات السوق أصبحت أكثر قدرة علي الحكم علي العميل الجاد من غير الجاد لاسيما أن هناك شركة حاليا تعمل في مجال الاستعلام الائتماني وتعطي تقارير دقيقة بشأن العملاء ويأتي ذلك متزامنا مع ارتفاع الأصوات المنادية بضرورة التحول الي المدفوعات الإلكترونية بدلا من التعاملات النقدية من منطلق قدرة الأخيرة علي إحداث طفرة في السوق المصرية وتسهيلا علي المتعاملين، إضافة الي دفع المعاملات المصرفية والمالية خطوات للأمام وهذا الهدف لن يتم إلا من خلال تنشيط السوق بقروض التجزئة المصرفية. ويطرح عصام الملاخ - رئيس لافرتي مصر رؤيته في هذا الاتجاه أنه من الضرورة أن يتم التوسع في خدمات وعمليات التجزئة المصرفية المختلفة اضافة الي القروض الصغيرة والمتوسطة والوصول الي الاماكن النائية من اجل اجتذاب عملاء جدد وذلك سيدفع هؤلاء للتعامل ببطاقات الدفع أو الخصم الإلكترونية وهذا سيصب في النهاية في التحول الي مجتمع غير نقدي مؤكدا ضرورة أن يتمكن القطاع المصرفي المصري من الاطلاع علي أحدث التطورات في مجال التجزئة المصرفية وتكمين مصر من مواكبة آخر ما توصلت إليه البنوك العالمية في هذا المجال. ويشير كريم الملاخ مدير التخطيط ببنك باركليز الي أن القطاع المصرفي المصري من الممكن أن يشهد طفرة في التعاملات إذا ما نظر إلي التجربة الهندية في التجزئة المصرفية متابعا: "الهند استطاعت خلال فترة وجيزة تحقيق تقدم كبير في التجزئة دفعت أرباح البنوك إلي النمو وساندت الاقتصاد الوطني في الوقوف علي قدميه خاصة أنها ركزت في تمويلاتها علي المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، ومن هذا المنطلق يكمن مستقبل البنوك المصرية حيث تستطيع تحقيق أرباح كبيرة وسيحمل ذلك نتائج إيجابية ايضا علي المدفوعات الالكترونية وزيادتها".