قررت أحزاب المعارضة الرئيسية الوفد والعربي الناصري والتجمع عقد اجتماعًا غدًا للتنسيق فيما بينهم بالدوائر الانتخابية بعد تزايد موجة الانتقادات المتبادلة لغياب التنسيق رغم إعلان الأحزاب الثلاثة عن انتهائها من إقرار القوائم الأولية لمرشحيها. كان أحمد حسن الأمين العام للعربي الناصري قد وجه انتقادًا حادًا لفكرة التنسيق مشككًا في قدرة أحزاب المعارضة تحقيقها علي أرض الواقع في الوقت الذي يشهد فيه الحزب الواحد صراعًا داخليا بين أعضائه علي المقاعد مما يجعل التنسيق الكامل شبه مستحيل علي مستوي القواعد. جماعة الإخوان المحظورة سعت لاستغلال فشل التنسيق بين المعارضة لمحاولة عقد صفقات مع قواعد الأحزاب بمعزل عن قياداتها وهو ما فشل علي أرض الواقع وفقًا لتأكيدات أعضاء باللجان التنسيقية بالمحافظات. في الوقت الذي تسعي فيه جماعة الإخوان المحظورة إلي الاستفادة من خلاف الأحزاب الرئيسية حول التنسيق من خلال إبرامها صفقات مع قواعد المعارضة دون الرجوع لقياداتها التي أعلنت رفض المحظورة فإن عددًا من قيادات القواعد فشل. ففي دمياط أكد ماجد البسيوني أمين إعلام الحزب الناصري والمرشح علي مقعد الفئات بدائرة الزرقا أن اللجنة فشلت في التوافق مع المعارضة نظرًا لإعلان جماعة الإخوان خوض الانتخابات بها إضافة إلي مقعد الكوتة ورفضها إخلاء أي مقعد للمعارضة. وفي محافظة الغربية فشلت اللجنة التنسيقية للمعارضة، بسبب تنافس مرشحي الوفد والناصري والتجمع إضافة لمرشح جماعة الإخوان المحظورة سيد عسكر علي مقعد العمال بدائرة طنطا وتمسك كل حزب بمرشحه علي المقعد. وفي عدد آخر من الدوائر تعارضت مصالح أحزاب المعارضة ومنها دائرة أبوتشت حيث ينافس مرشحون من الناصري والوفد والتجمع علي مقعد الفئات مع تمسك كل منهم بموقفه ورفض إخلاء الدائرة لغيره من المرشحين. يأتي ذلك في ظل تنامي الغضب داخل قواعد الأحزاب الثلاثة وتهديدات من لم تشملهم الترشيحات بالخوض مستقلين فيما لم تسفر الاتصالات عن تحديد موعد للاجتماع التنسيقي بين قيادات الائتلاف حتي الآن. رفضت قيادات المعارضة الرئيسية فكرة التنسيق مع الجماعة المحظورة علي خلفية إعلانها المشاركة علي 30% من المقاعد وانتظارها نتائج التنسيق مع المعارضة وقال د.محمد أبوالعلا نائب رئيس الناصري: لا أثق في التنسيق معهم والتجارب السابقة خير دليل لأنهم لم يحققوا ما وعدوا به في وقت سابق وكان الأفضل التنسيق بين المعارضة. وأشار نبيل زكي أمين الشئون السياسية إلي أن حزبه سيرفض التنسيق مع أي ممن يرفعون شعارات دينية لأنها تقسم الطوائف علي أسس غير موضوعية، وأضاف: ما أعلنه الإخوان من التنسيق مع المعارضة تكتيك انتخابي هدفه الانتظار لحين معرفة مرشحي الوطني والمعارضة لتحديد نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم في الدوائر مستدلاً في هذا السياق علي عدم عرض أي شكل من أشكال التنسيق بين المعارضة والإخوان. وقال بهاء أبوشقة: ليس هناك تحالف ولا تنسيق بين الإخوان والوفد ومؤسسات الحزب منوط بها حسم مثل هذه القرارات ولم يتم الاستقرار علي أي شكل من أشكال التنسيق.