تواجه تحالفات وائتلافات أحزاب المعارضة مأزقا شديدا في انتخابات مجلس الشعب القادمة تهدد بعدم استكمال تلك التحالفات بسبب إصرار جميع الأحزاب علي عدم التراجع عن خوض الانتخابات في الدوائر التي أعلنت المنافسة فيها ومن ثم مواجهة مرشحي التحالفات لبعضهم البعض. عقدت أحزاب المعارضة تحالفات عديدة قبل بدء فتح باب الترشيح بهدف التنسيق مع بعضها في الانتخابات. بدأت التحالفات والائتلافات قبل عدة أشهر بين أحزاب الوفد والناصري والتجمع والجبهة الديمقراطية. انتهي الائتلاف بانسحاب حزب الجبهة ومقاطعته للانتخابات. ثم حدث صدام بين الوفد والناصري بسبب رفض الوفد التراجع عن ترشيح طاهر أبوزيد علي مقعد الفئات بالساحل أمام د. محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب الناصري وانتهي التنسيق بين الحزب بقرار فردي من قيادات الناصري. كما دخلت أحزاب الأحرار ومصر العربي الاشتراكي والجيل وشباب مصر والخضر والتكافل في تحالف بهدف خوض الانتخابات بقائمة موحدة وتقدم كل حزب بقائمة مرشحيه وأعد التحالف قائمة تضم حوالي 280 مرشحا لكن فشلت تلك الأحزاب في التنسيق في الدوائر الانتخابية بعد رفض كل حزب إخلاء عدد من الدوائر التي ينافس فيها لصالح مرشحي الأحزاب الأخري المشاركة في التحالف وترتب علي ذلك أن مرشحي التحالف ينافسون بعضهم في 20 دائرة في المحافظات. التحالف الثالث الذي عقدته المعارضة هو تحالف الكتلة وشاركت فيه أحزاب الجمهوري والاتحاد والشعب والوفاق وأعدت هذه الأحزاب قائمة بعدد مرشحيها ضمت 90 مرشحا إلا أنها فشلت أيضا في التنسيق حيث يواجه عدد من مرشحي الكتلة بعضهم في 7 دوائر انتخابية. قال د. السيد البدوي رئيس حزب الوفد تعليقا علي ذلك إن الوفد يتمسك باتفاقه مع حزبي التجمع والناصري للتنسيق في الانتخابات. مشيرا إلي أن رفض الوفد التراجع عن خوض الانتخابات في الساحل أمام د. محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب الناصري لا يعني رفض التنسيق أو التراجع عنه ولكن هذه الدائرة لها ظروف خاصة حيث عرض منير فخري عبدالنور سكرتير عام الحزب علي طاهر أبوزيد الطلب الذي تقدم به الحزب الناصري للتراجع عن خوض الانتخابات إلا أن طاهر تمسك بخوض الانتخابات لأن فرصته كبيرة في المنافسة. وبالطبع رفض الحزب الضغط علي طاهر للتراجع عن خوض الانتخابات باعتبار أنه يمارس حقه السياسي. أكد د. محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب الناصري أن التنسيق مع حزب الوفد انتهي وسيكتفي الناصري بالتنسيق مع حزب التجمع فقط مشيرا إلي أن إصرار الوفد علي خوض الانتخابات في دائرة الساحل يثبت عدم جديته في عدم التنسيق مع التجمع والناصري. أشار إلي أن الناصري حاول أكثر من مرة التغلب علي المعوقات واستكمال مسيرة التنسيق إلا أن هناك أطرافا أصرت علي إفشال التنسيق. قال محمد فرج - الأمين العام المساعد لحزب التجمع: إن التجمع ينتظر إعلان القوائم النهائية للمرشحين بعد انتهاء فترة الطعون والتنازلات ثم يجري اتصالات مع حزبي الوفد والناصري لوضع الخطوط العريضة للتنسيق. مشيرا إلي أن هناك صعوبات شديدة تواجهه تحتاج التنسيق كامل بين الأحزاب الثلاثة بسبب إصرار عدد من مرشحي الأحزاب الثلاثة علي الترشيح وعدم التنازل أو التراجع عن المنافسة لصالح مرشح آخر من الأحزاب الثلاثة ولكن التنسيق سيتم في الدوائر التي يتم الاتفاق عليها وستترك الدوائر التي توجد صعوبة في التنسيق فيها مفتوحة أمام مرشحي الأحزاب الثلاثة. أضاف أن الوفد غير ملتزم بالتنسيق مع حزبي التجمع والناصري وما يثبت ذلك هو عدم جديته في الضغط علي مرشحيه لإخلاء أي دائرة لصالح مرشحي حزبي الناصري والتجمع. رغم أن التجمع تراجع عن خوض الانتخابات في الدوائر التي تترشح فيها قيادات الوفد. مؤكدا أن عددا من مرشحي الائتلاف يتنافسون ضد بعضهم في 7 دوائر حتي الآن قبل إعلان القوائم النهائية للمرشحين. قال علاء عبدالعظيم - الأمين العام للحزب الجمهوري: إن مرشحات الكوتة سبب رئيسي في الصدام الذي حدث بين أحزاب الكتلة حيث أصرت المرشحات في محافظات الإسكندرية والجيزة علي خوض الانتخابات وعدم التنازل لمرشحات الأحزاب الأخري كما حدث صدام آخر بين عدد من مرشحي الكتلة في دائرة سيدي جابر. مشيرا إلي أن أحزاب الكتلة ستعقد اجتماعا خلال أيام لمناقشة مصير الائتلاف. قال حلمي سالم - رئيس حزب الأحرار: إن أحزاب التحالف تصر علي التنسيق رغم كثرة عدد مرشحيها في الدوائر التي يمكن التنسيق فيها. أما الدوائر التي يصر المرشحون علي خوض الانتخابات فيها سيتم استبعادها من التنسيق لضمان عدم حدوث خلافات.