بدأت أمس، في تشيلي عملية إنقاذ 33 من عمال المناجم المحصورين تحت الأرض منذ 68 يوما في منجم بشمالي البلاد علي عمق أكثر من 600 متر، حيث تم إنقاذ 9 عمال بالفعل إلي سطح الأرض. بدأت العملية عبر إنزال الكبسولة التي يبلغ قطرها 53 سنتيمترا، والتي سينقل العمال من خلالها تباعا من باطن الأرض، علما بأنها أنزلت فارغة لمرتين علي سبيل التجربة، ثم قام الخبراء بتقييم التجربة. لكن عملية الإنقاذ لم تمر بسلام فقد ظهرت بعض المشاكل، من بينها أن الكاميرا التي ثبتت علي الكبسولة لم تصمد حتي النهاية، وانطفأت قبل نهاية الرحلة، لكن التجربة كللت بالنجاح في نهاية الأمر. ووقف الرئيس التشيلي علي باب فتحة الإنقاذ في استقبال العمال علي سطح الأرض، إضافة إلي عائلات العمال وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام. ومن المنتظر أن تستغرق عملية إنقاذ جميع العمال المحاصرين ما بين 24 و48 ساعة. وينتظر أن يواجه العمال ضغطاً إعلاميا هائلا، الذي يتوقع أن يمارسه نحو 1700 صحفي، جاءوا لتغطية "النهاية السعيدة" لهذه القصة التي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء العالم. من جانبه، هنأ رئيس تشيلي "سيباستيان بينيرا" مواطنيه ببدء عملية إنقاذ عمال المنجم المحاصرين علي عمق نحو 700 متر تحت سطح الأرض وسط ترقب ومتابعة واسعة. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بينيرا قوله إن أزمة عمال المنجم أظهرت الروح الحقيقية لشعب تشيلي، مضيفا إن العمال أظهرورا أن "تشيلي موحدة وأننا قادرون علي فعل أشياء عظيمة". وبدأت عملية الإنقاذ بخروج أول عامل من الكهف فلورنثيو أفالوس وفور خروجه سالماً، احتضن ابنه البالغ من سبع سنوات بين ذراعيه، ثم عانق زوجته مونيكا وأخيراً الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا وعدداً من الأشخاص الذين كانوا بانتظاره عند فوهة البئر. وسبق وصوله إلي سطح الأرض إطلاق صفارة إنذار وإشعال ضوء كشاف وفق إجراء متفق عليه لإخطار الفرق الطبية علي الأرض. وفور وصوله توجه أفالوس إلي مستشفي ميداني أقيم في الموقع، حيث سيخضع لسلسلة أولي من الفحوص الطبية. وسيطرت فرحة عظيمة علي عائلته المجتمعة في خيمة لمتابعة وصول الكبسولة، محاطة بعشرات الصحافيين. وفي العاصمة سانتياغو أطلقت سيارات أبواقها احتفاء ببدء خروج العمال. واستمرت عملية إخراج أفالوس (31 عاماً) من قعر المنجم أقل من 15 دقيقة في كبسولة معدنية قطرها 53 سنتم صعدت به عبر بئر عمقها 622 متراً. وقال الرئيس سيباستيان بينييرا "لقد بات عاملنا الأول معنا. رأيناه يحمل بين ذراعيه ابنه بايرون ويعانق زوجته مونيكا بحنان مؤثر". وتابع "كنا واثقين من أنهم علي قيد الحياة، وأننا سوف نسعفهم.. لقد قلنا إننا سنبحث عنهم وقد عثرنا عليهم. والآن نقول إننا سننقذهم ونخرجهم سالمين، وهذا ما سنفعل". ثم توالي صعود باقي العمال الحاصرين في أكبر عملية إنقاذ من نوعها تتم تحت بصر وسمع العالم حيث تنقل عمليات افنقاذ مباشرة من تشيلي إلي كل أرجاء المعمورة.