احتفالات شيلية غير مسبوقة بنجاة أهل الكهف

خرج الآلاف في شيلي إلي الشوارع والميادين للاحتفال بنجاة العمال الذين جري إنقاذهم من داخل منجم سان خوسيه للذهب والنحاس الواقع في صحراء أتاكاما شمال شيلي بعد انهيار مئات الأطنان من الكتل الصخرية عليهم. واكتملت عملية إنقاذ 33 من عمال منجم سان خوسيه بعد النجاح في إخراج آخر عامل باستخدام كبسولة الإنقاذ "فينكس"علي عمق تجاوز 600 متر تحت سطح الأرض.
وصعد العامل لويس يورزوا فجر أمس لتنطلق صافرة النجاح لعملية الإنقاذ بعد 69 يوما احتجز خلالها العمال داخل المنجم. واستمرت عملية الإنقاذ نحو 23 ساعة حيث بدأت فجر الأربعاء الماضي واستغرقت رحلة صعود كل عامل نحو 15 دقيقة بسرعة متر واحد في الثانية وتخلل ذلك عمليات صيانة للكبسولة الحديدية.
وخضع العمال لفحوص طبية فور صعودهم إلي سطح الأرض للاطمئنان علي صحتهم بعد ملاحظة آثار الإعياء علي البعض منهم.
من جانبه أعرب سبستيان بينيرا الرئيس الشيلي الذي تابع عملية الإنقاذ بنفسه مع أعضاء حكومته عن اعتقاده أن عملية انقاذ العمال سوف تغير نظرة العالم إلي البلاد. وقال بينيرا إن كارثة عمال منجم النحاس المنهار علمت الشعب درساً وأصبحت شيلي بفضلها دولة متحدة أكثر من ذي قبل.

.. ومبارك يهنئ بينيرا
أرسل الرئيس محمد حسني مبارك برقية تهنئة للرئيس سبستيان بينيرا رئيس تشيلي للتهنئة بنجاح عملية إنقاذ عمال المناجم في شيلي.

أشهر 5 عمليات إنقاذ في التاريخ
ترجمة - رحاب علاء
تعد عملية إنقاذ العمال في ال33 في شيلي من أكثر عمليات الإنقاذ إثارة من حيث العمق 700 متر - وطول المدة التي قضاها العمال والتي استمرت لأكثر من شهرين وكذلك صعوبة عملية الإنقاذ من الناحية الفنية ما يجعلها مادة غنية لصناع السينما. وقد نشرت مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" تقريرا عن أشهر خمس عمليات إنقاذ في التاريخ الحديث ختمتها بعملية شيلي الأخيرة وبدأتها بعملية وقعت عام 1963 في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، عندما علق ثلاثة رجال في كهف بأحد مناجم الفحم واستخدمت وقتها فكرة حفر آبار خاصة للإنقاذ للمرة الأولي وتم إنقاذ شخصين فقط.
وفي عام 2002 شهدت الولاية الأمريكية نفسها حادثة أخري لعمال المناجم حين غمرت المياه منجم "كوكريك" مهددة حياة تسعة أشخاص ولجأ عمال الإنقاذ وقتها إلي حفر بئر علي عمق 240 قدماً تحت سطح الأرض لإدخال أنبوب لضخ الهواء بضغط عال لإحداث جيب هوائي حتي تم إنقاذ جميع العالقين.
أما العملية الثالثة فقد وقعت في روسيا عام 2003 في منجم بجنوب البلاد حين غمرت مياه بحيرة مخرج المنجم الذي كان يعمل به 71 شخصا وتمكن 25 من النجاة بأرواحهم قبل أن يعلق الباقون تحت الأرض وبعد 36 ساعة تمكن عمال الإنقاذ من إخراج 44 عاملا فيما لقي اثنان مصرعهما.
عملية الإنقاذ الرابعة وقعت في منجم " فانجيالونج" بمقاطعة شانشي الصينية، حيث تم إنقاذ 115 عاملا من أصل 153 علقوا داخل المنجم بعد أن غمرته المياه ولجأ عمال الإنقاذ إلي اتباع أسلوب ضخ الهواء لإمداد المحتجزين بالهواء اللازم لهم وكذلك قاموا بسحب المياه عبر أنابيب تم حفرها حتي تمت عملية الإنقاذ.