دول أفريقية عديدة تنتظر قري مصر الذكية وشعوب القارة السمراء الناهضة والحالمة بثورة التكنولوجيا تراهن علي مصر القائدة فعليا للقارة والمنطقة لتساعدهم في هذا الشأن.. الأمر يبعث علي الفخر ولكنه يستوجب الإشارة في الوقت ذاته إلي البحث عن الأسباب التي صارت معها مصر ضمن أهم عشر دول علي مستوي العالم مرشحة للاستحواذ علي حصة كبيرة من صادرات التكنولوجيا في السوق العالمي. قبل 11 عاماً وتحديدًا خلال المؤتمر القومي لنهضة تكنولوجيا المعلومات عام 1999 أعلن الرئيس مبارك عن المشروع القومي للنهضة التكنولوجية وتأسست بعد ذلك وزارة الاتصالات التي حققت بدورها طفرات تتحدث عن نفسها ولا تحتاج لمن يتحدث عنها سواء علي مستوي الايرادات أو الاستثمارات أو الخدمات التي استفاد منها المصريون.. كما أصدر الرئيس مبارك قرارًا جمهوريا برقم 355 لسنة 2000 بإنشاء القرية الذكية لتصبح الوحيدة في أفريقيا ولتقدم خطوة تلو أخري حتي جذبت أكثر من 120 شركة عالمية ومصرية ووفرت قرابة 20 ألف فرصة عمل ولتكون رأس الحربة في سلسلة القري الذكية المصرية كما أصبحت مصدر إلهام لدول القارة السمراء وهو الأمر الذي صار جليا وظاهرًا من خلال مطالبات عديدة من تلك الدول للتعاون مع مصر والاستفادة منها في هذا الشأن. الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قال في تصريحات خاصة ل«روزاليوسف» إنه لمس اهتماما أفريقيا واضحًا بما حققه قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري لهذا سارع علي الفور إلي تقديم مقترح للقيادة السياسية يتضمن عدة مبادرات منها التعاون مع دول أفريقية عديدة في مجال القري الذكية إضافة إلي رفع عدد المتدربين الأفارقة في مصر ضمن برنامج المعهد القومي للاتصالات. كان الدكتور طارق كامل قد استعرض التجربة المصرية أمام القمة الأفريقية في يناير الماضي في حضور رئيس رواندا ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك وهو الأمر الذي لاقي استحسانا من مختلف وفود الدول الأفريقية حيث عبرت كينيا عن حاجتها للتعاون مع مصر في مجال القري الذكية وكذلك جنوب أفريقيا. التوقعات تشير إلي أن القرية الذكية بالقاهرة سوف تجذب نحو 500 شركة بنهاية 2013 لترتفع الاستثمارات فيها إلي ما يزيد علي 10 مليارات جنيه وهناك أيضا القرية الذكية بالمعادي إضافة إلي دمياط والإسكندرية. ولعل المراقبين يراهنون علي مشروع القري الذكية لإحداث طفرة في العلاقات المصرية - الأفريقية اقتصاديا لاسيما وقد عددنا مزايا مختلفة جعلت من القري الذكية المصرية الحصان الأسود في المضمار الاقتصادي. وشدد الدكتور طارق كامل علي أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لم يقتصر تميزه علي القري الذكية فقد نجح قطاع الاتصالات في توفير نحو 30 مليار جنيه إيرادات لخزينة الدولة فضلا عن البنية التكنولوجية التي توفرت وأرقام مستخدمي الإنترنت المتصاعدة تباعًا وهو الأمر الذي يؤكد وطبقًا للأرقام والتقارير الدولية أن مصر لديها فرصة كبيرة في هذا المجال سواء في القارة السمراء أو في منطقة الشرق الأوسط أو علي المستوي العالمي.