أكد الرئيس حسني مبارك أن مصر ملتزمة بتقديم دعمها الكامل لإنشاء منطقة تجارة ثلاثية أفريقية موحدة من خلال دمج تجمع الكوميسا "السوق المشتركة الافريقية الجنوبية الشرقية" وتجمع التنمية الجنوبي الافريقي "سادك" والتجمع الافريقي الشرقي، مطالبا بضرورة بدء العمل لضمان المواءمة بين التجمعات الاقتصادية الثلاثة فنيا وعلي مستوي الإجراءات. وأكد مبارك أن مصر تجدد التزامها بأهمية التكامل الافريقي خاصة في المجال الاقتصادي، مشيرا في هذا الصدد إلي أن تجارة مصر مع الدول الاعضاء في تجمع الكوميسا حققت طفرة خلال السنوات الأخيرة، كما تضاعف حجم الاستثمارات المصرية في منطقة الكوميسا. جاءذلك في كلمة الرئيس مبارك التي وجهها أمس للقمة الرابعة عشرة للكوميسا التي عقدت بمملكة سوازيلاند بمشاركة عدد من قادة ورؤساء حكومات 19 دولة أفريقية والقاها نيابة عنه في الجلسة الرئيسية المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، والذي قال نيابة عن الرئيس مبارك إن القمة الرابعة عشرة للكوميسا تنعقد في وقت حرج جدا حيث تأثرت الدول الافريقية بشدة بالأزمة الاقتصادية العالمية منذ عام 2008 مما أدي إلي تأثيرات سلبية بالغة علي خطط النمو الاقتصادي في دول القارة والتي نجحت بفضل جهود الاصلاح الاقتصادي في الوصول بمتوسط معدل النمو الاقتصادي في افريقيا إلي 5.6% قبل الأزمة، ولكن بعد الازمة الاقتصادية العالمية أصبحت دول القارة تواجه صعوبات جمة فيما يتعلق بانخفاض أسعار الخامات والسلع التي تصدرها دول القارة مع نشوب بوادر أزمة في امدادات الطاقة والغذاء، وقال إن هناك قدرا من المخاطر والتحديات تواجه عملية التنمية في القارة رغم بوادر تعافي الاقتصاد العالمي وأن هذه المخاطر ستؤثر سلبا علي الفقراء في دول القارة، مطالبا بضرورة استمرار عمليات الاصلاح وبرامج الدعم والمساندة لتجنب مخاطر الآثار السلبية لتراجع معدلات النمو حيث تشير احصاءات صندوق النقد الدولي إلي تراجع معدل النمو في افريقيا إلي 1% فقط عام 2009 ومن المتوقع ارتفاعه إلي 4% عام 2010 و6% عام 2011 ولذلك فإنه من المهم لدول القارة اتخاذ كل التدابير لضمان استمرار معدلات النمو مرتفعة. وأعرب الرئيس مبارك عن استعداد مصر لتقديم كل الدعم الفني لأعضاء تجمع الكوميسا في جميع مجالات التنمية وأنها لن تبخل عن مد يد العون للدول الافريقية لدعم خطط التنمية البشرية والاقتصادية في دول القارة بناء علي احتياجات وأولويات كل دولة. وأكد مبارك في كلمته أن مصر علي اقتناع تام بالمستقبل المشترك للشعوب والأمم الافريقية وان التكامل الاقليمي الافريقي يمثل حجر الأساس للوحدة الافريقية ولذلك فإن مصر حريصة علي تقديم كل قدراتها وخبراتها في شتي المجالات لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المشتركة لدول القارة. ودعا الرئيس مبارك قادة الدول الأفريقية وشعوبها إلي تنسيق المواقف والسياسات لتعزيز التكامل الاقليمي وتعميق هذا التكامل مع الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن سعي دول القارة نحو التطور الاقتصادي وتحقيق الرخاء يرتبط ارتباطا كاملا بقدرة شعوبها علي تنسيق سياستهم ازاء التحديات والقضايا الاقليمية والدولية مشيرا إلي أن تجمع الكوميسا يلعب دورا مهما في تحقيق التكامل الاقليمي في القارة الافريقية. وقال إن علاقاتنا الاقتصادية بدول الكوميسا تجارة واستثمارا لم تتأثر بالازمة الاقتصادية العالمية مما يؤكد أهمية الكوميسا بالنسبة لمصر ولذلك فإن مصر تشارك بفاعلية لدعم جميع برامج ومشروعات الكوميسا بهدف تبادل الخبرات والمنافع من أجل ضمان الاستخدام الامثل للقدرات والطاقات الاقتصادية في دول القارة وزيادة التجارة والاستثمارات المشتركة وتطوير البنية التحتية ورفع مستوي الكوادر البشرية. وأشار الرئيس مبارك إلي أن اتخاذ قضية تسخير البحث العلمي والتكنولوجيا لتحقيق التنمية في القارة الافريقية محورا رئيسيا لقمة الكوميسا يعكس أهمية العمل والتكنولوجيا في تسريع خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعا إلي تكثيف التعاون في العمل بشكل إيجابي لاستخدام التكنولوجيا المتطورة لتحديث وتطوير اقتصادات الدول الافريقية وأشار في هذا الصدد إلي منتدي الكوميسا الثالث الذي استضافته مصر في مدينة شرم الشيخ في ابريل الماضي والذي أكد أهمية دور القطاع الخاص في تحقيق التكامل الاقليمي لدول التجمع.