«بلال الشيخ».. اسكندراني أسس «سحر الشرق» لإحياء تراث سيد درويش

بين أنامله ريشة قصيرة يغمسها في بحر النغم ويدق بها علي أوتار القلوب تلين لها جدرانها وتسقط أسوارها أمام عذوبة الألحان ودفء الإحساس في نغمات التراث فتجده وحيدا أو برفقة عوده مع الموظفين في مكاتبهم والجرسونات في حاناتهم ويشد الحزام مع البنائين والنجارين والشيالين.. هكذا تجده دائما وحيدا أو برفقة عوده.. إنه بلال الشيخ.. الذي تبني إحياء تراث سيد درويش برفقة عوده ومن خلال فرقته سحر الشرق.
يحدثنا بلال مدرس آلة العود والغناء العربي عن عوده فيقول: حضن العود يخلق الحميمة بينه وبين العازف واحتضانه للعود يؤثر علي إحساسه بما يغنيه.. ورحلته مع الغناء بدأت في المرحلة الإعدادية عندما التحق بكورال المدرسة وطلب مدرسه طلابا للغناء فتقدم ليغني مع زملائه، ولكنه أخبره بأن صوته لا يصلح للغناء مما حفزه لإثبات العكس واحتراف الغناء وبدأت قصته مع العود في الصف الأول الثانوي الذي كان مكافأة نجاحه، وفي إجازة الصيف تعلم العزف علي يد الأستاذ إبراهيم عبدالله مايسترو الإذاعة في فترة الستينيات.
انضم بلال لكورال قصر ثقافة الأنفوشي وكورال الإذاعة وطلائع الشباب والرياضة فرقة الموسيقي تحت سن 18 سنة، وكانت الإسكندرية خلال تلك الفترة أول جمهورية في المسابقات، لم يعترض الأهل طريقه وإن كان هناك بعض القلق تجاه التحاقه بكلية التربية الموسيقية في القاهرة، كما التحق للعمل في تلك الفترة بساقية الصاوي كمدرس للعود وغناء ومدرب كورال الأطفال، وفرقة رضا وكانت عروضها في الإسكندرية مما ألزمه بالسفر يوميا من القاهرة إلي الإسكندرية لمدة شهر.
وعن عشقه لأغاني التراث يقول: الأغاني القديمة بها جملة لحنية ثرية تظهر امكانيات المطرب وتحترم إذن المستمع والتراث المصري غني بقيمته الفنية بينما الآن نادر في مقابل اعتماد الأغاني حاليا علي التكنولوجيا وليس الموسيقي وحدها.. لذلك اتجه لتكوين فرقة خاصة اطلق عليها اسم سحر الشرق للتلاءم وما يقدمه من أغاني التراث.. وهو يعني علي وجه الخصوص أغاني الراحل سيد درويش فضلا عن أعماله الخاصة مثل «رقصة الورود - طرابيش - المزاد - مراجيح» كما قام بتلحين مسرحيات لصندوق التنمية الثقافية والجامعات.
ولأنه سمع مقولة الفنان محمد رشدي «يا ويله للي قوته من صوته» فقرر أن يسلك طريق الدراسات العليا وبدأ بالماجستير أولا ثم الدكتوراه لأنه يعشق تدريس الموسيقي والعود.