بندق ناصية شارعنا قبلة للصغار تجمع كل العيال, تستوعب كل الصراخ, تستشيط الجدران ويستنجد الكبار, تنتشي أحلام الصغيرات وتنسدل الضفائر في فوضوية جميلة علي أكتافهن. كان بندق حارسا للجميع, يرقد وحيدا زاهيا بنفسه معلنا للجميع أصله الذي ينتمي إليه, فجده كان رابعهم وخامسهم وسادسهم في الكهف. يتمدد بندق في استكانة, يفرد قدميه الأماميتين والخلفيتين في حركات عصبية, تقول البنت حنان إنه قد جن مثل الأستاذ أحمد الذي كان يعطينا المجلات التي بها صور غريبة, إنه عجز يوم أكل من مخاض الولد عبد الحارث المولود الجديد للخالة نفيسة التي لم تلده إلا بعد عشرين عاما, ويظن الولد علي أنه يتكاسل وتعلم اللؤم من مشي الحمير فيظل علي يضربه بالعصا الغليظة التي تشبه عصا عساكر مباريات الكرة, تصرخ البنات حتي ينجده عم الصاوي, وبربته ويبعد عليا ويسبه. يا ابن الكلب.. دا أحسن من أبوك. ينظر علي في حقد ويسبه ويجري ناحية المزارع, يقذفه عم الصاوي بالطوب ويصرخ: أبوك ساب الزريبة للحرامية ونام.. نا.. يرمي عم الصاوي أمامه بعض لقيمات عفنة وصحنا به بعض الماء العكر, يدير بندق رقبته في اتجاه الفراع ويزوم. كان بندق طيبا.. نحبه كثيرا فلم يهب في وجه أحد, كنا نركبه كالحمار ويحلم الولد علي بذبحه يوم العيد الكبير مثل ناس الشوارع الواسعة, لم يعوص ساعة الراحة, لما يعود عمال الوردية من الفاوريكة, يقول أبي إنهم يدورون كالبهائم في الساقية مقابل لا شيء لم يزد نباحه مرة في الليل فيخشي كل منا علي جدته من عزرائيل. كانت تقول جدتي: إن بندق يري ملك الموت, لم يعد يفعل شيئا في الأيام الأخيرة, حتي أن وجوها كثيرة صارت تعبث بحرمات شارعنا, صارت بنات مدرسة التجارة تأتين بعد كل مغرب من وراء سور المستعمرة فتصرخ الأمهات في وجوههن ويلعن المدارس وسنينها.. قال عم الصاوي في يوم ما بعد أن يئس من شفاء بندق.. بندق عجز خلاص ما عدش قادر.. نذبحه علي العيد الكبير يا عم الصاوي.. قال علي بهمة: بندق لا يذبح يا عبيط. ولم؟! مثل خروف الأستاذ أحمد الذي كان يذبحه قبل أن يذهب لمستشفي المجانين. سعد الخروف!! مثل بندق. كان بندق يفتح عينيه ثم يغمضهما وشيء ما في عينيه يبدو كالطماطم المستوية, والطماطم دائما مجنونة كما تقول خالتي عائشة علي ناصية الشارع, فلماذا إذا لا يأخذونها إلي المستشفي؟ التف الجميع حوله, اقتربت منه, مسحت له شعره, رغم أن أبي يقول: إن البيت الذي به بندق لا تدخله الملائكة, رغم أنه يكره بندق فأنا أحب بندق وبندق طيب وأنا أحب الملائكة, والملائكة تحب الطيبين, أسرع الولد مولانا الذي يدعي أنه يعرف مصير الأموات, كان يحضر بعض العصي الناشفة ويضعها علي قبر المتوفي, فإن أخضرت فهو في الجنة وإن ظلت ناشفة كان في النار. فعل ذلك مع الشيخ شحاتة شيخ الكتاب وظلت العصي ناشفة وكان مولانا يكره الشيخ لأنه لم يكن يحفظ فكان الشيخ يضربه علي إهماله, رغم بخل الولد علي بالأرغفة التي تحضرها أمه من بيوت الناس بعد الخبيز إلا أنه أحضر بعضها, تقول له أمه: إنها أرغفة معجونة بذل ونظرة الرجال الشرهة لها.. لم يكن يفهم شيئا لكنه يشعر بأهميتها فلم يكن يعطي أحدا منها أي لقمة, وضعها أمامه, ألقي بندق نظرة يائسة, أحضر بعض الماء النقي, فلم يقترب.. أحس علي بخسارة الأرغفة.. لوي بوزه. اقتربت حنان منه, فتح عينيه قدر استطاعته, كان يحبها وكانت تحبه, يداعبها, يتأوه, يمد بوزه ناحية الكوز الذي تحمله بيدها الصغيرة.. مد قدميه الأماميتين ثم فردهما بعصبية للمرة الأخيرة, زاغت عيناه.. صرخت حنان.. تقافزت دمعات ساخنة علي خدها الشمع, لم يتأثر الولد مولانا, لمحه علي وهو يضع ريقه علي عينيه, يتظاهر بأنه يبكي كان يريد مولانا أن يبكي مرة مثل كل الأولاد لكنه لم يستطع, شعر بأنه بكي ما يكفي في حياته منذ موت والده في الحرب.. قال بحدة: كرامة الميت دفنه, ولابد أن ندفن صديقنا بندق. نعم.. نعم.. هو يستحق التكريم. أسرع الولد مولانا وأحضر العربة الخشب التي يتزحلق عليها في شارع عشرة المرصوف حديثا. قال مولانا: لن أجرجر إلا إذا دفعتم عشر صور لعادل إمام وخمس صور لإسماعيل يس, وخمسين من نويات المشمس التي تأكله جدتك. يا ابن الكلب يا مولانا يا أبو قلب من حجر الصوان. أحضرت له الصور من الواد علي وسرقت النويات من جدتي أم السعد.. صببنا جردلا من الماء, أحضرت البنت حنان قطعة قماش من جلباب أمها القديم بعد أن غافلتها..كانت تتمسك أمهابهذا الجلباب البهي الذي تزغلل به أعين الفاوريكة لحظة خروجهم من الوردية قالت: سوف نصرخ مثل خالتي نفيسة وأكثر وسوف نلطم الخدود ونشق الجلاليب, لكني رفضت شق الجلاليب بعدما رأيت الفرح في عين الواد مولانا كان يود أن يري جسم البنت حنان. الكلب لابد أن يحضر جنازته أكبر عدد من عيال الشوارع الأخري كي يغفر الله له لابد أن تكون جنازته أحسن من جنازة العمدة, قال مولانا في حقد, فالعمدة ترك الكفر للحرامية يسرقون الناس عقابا لنا لعدم الشغل في أرضه, والعمدة في نار جهنم فالعصا كانت ناشفة جدا. سنري بعد أن أضع العصا علي قبره وأسهر طوال الليل بجوار المقبرة لكن أين سندفنه في مقابل الششتاوي أم أين؟ لن يرضوا أن يدفن معهم في مقابر واحدة, هم يحبون أنفسهم فقط. ندفنه في الوكالة المهجورة مع عقلة أصبع جدتي, فعقلة أصبع جدتي طاهرة وسوف تجلب له البركة وسوف نستطيع زيارته دائما فهي قريبة من بيوتنا جميعا. يبدو شعر رأسه الطاهر أكثر روعة مع انعكاس أشعة الشمس كان الواد ماهر العبيط يجلس بجوار جدار عم الصاوي يبكي في هدوء وجلال يحب بندق كثيرا, كم خرجا معا وكم هز له بندق ذيله, كم اشتكي له من عيال الشارع الأشقياء الذين يضربونه علي قفاه ويأخذون منه حذاءه ساعة صلاة الجمعة ويهربون فيجلس يبكي بجواره. التف الأولاد حول بندق وضعوه علي العربة الخشب كان ذيله الذي طالما اهتز فرحا للأولاد مرتخيا علي الأرض يلم تراب الشوارع اقترب ماهر منا دفع مولانا بشدة فارتمي علي الأرض كتم بعض الصغار الضحك أخذ ماهر يجرجر العربة نهض مولانا وبدأ ينظف ملابسه صاح: وحدوا الله ويصرخ: من وراءه كانت البنات تتعجب من قوة ماهر كيف دفعه هكذا كانت الشوارع الضيقة والحواري الأكثر ضيقا تقذفنا إلي بعضها والعيال تنضم إلينا من كل الشوارع كان المشهد غريبا أحسن من مشهد الألفي الذي كان يسب ويلعن أطفال الشارع وأنه فعل الأفاعيل بأمهاتهم وأنه رأي كل ملابس أمهاتهم الداخلية حينما كان يعطي لهن الحقن.. ويصرخ: أنا الألفي يا أولاد الكلب..كاشف كل المستور وعارف كل واحدة وصلنا الي الوكالة.. تقدم ماهر وسمي الله وأخذ يحفر بيده ويحفر حتي شج بعض الزجاج يده, اختلط الدم والتراب فتكونت عجينة تشبه الصلصال الذي نصنع منه تماثيل لأناس لانحبهم أحيانا أحضر بعض الأولاد المناقر وبدأوا يحفرون حتي حفروا حفرة عميقة. اقتربوا من بندق كي يحملوه منعهم ماهر وحمله بمفرده وضعه برفق في الحفرة..صرخ مولانا: الشيل أمانة يا رجالة. لم يسمع له أحد أهالوا جميعا عليه التراب أطلق مولانا صيحة: وحدوا الله.. بدأ الجميع يتمتم أهالوا عليه التراب اختفي بندق تحت أقدام الأولاد لم يعد ينبح ولم يعد يهز ذيله, ولم أعد أربط بين نباحه وموت أبي العجوز أحسست أن عمره قد طال بعد موت بندق وكأنه قد ترك له طول العمر رغم أن أبي لايحبه بدأ الأولاد ينصرفون وضع مولانا العصا الناشفة علي قبره انصرف الجميع عدا ماهر مازال بجواره تتساقط دموعه الساخنة عليه كان الحبل الذي يجرجر به بندق مرميا علي الأرض انحني ماهر وأخذه وسار والحبل خلفه يجرجره في بطء حتي وصل جدار عم الصاوي جلس بجواره ترك الحبل كان الحبل يتحرك أمامه وماهر يحدق في الفراغ وصورة بندق أمامه أيضا يجري يمنة ويسرة يهز ذيله نهض ماهر جري وراءه وبندق يجري أمامه يرمي له بالدقة يأكل بندق ينبح يزداد نباحه بداخلنا نصرخ مثله ونصرخ.. يهيج الكبار..!! شارع البحر المدينة تتقيأ سكانها وشارع البحر يفتح ذراعيه للجميع, كنت وصديقي معا يدا في يد مع تحرك قرص الشمس في تؤدة ناحية الغرب, اصفرار دخان المدينة المتصاعد وشحوبي صورة رتيبة. كنت أبحث عنها بين طيات الشوارع وبين ثنيات الحواري الضيقة وأمام الفاترينات التي تعشقها وبين أذرع الرجال تخيلتها بين أحضانهم أحيانا في أي شيء أو أن أراها مخطئة كي أتخلص منها, لكني لم أستطع هي تسكنني حتي النهاية لماذا تصر علي أنني أخ لها وتصر جميعهن علي ذلك, هل يفقدن إحساس الأخوة لديهن, أم أنني أفقد سر العلاقة شدني صديقي من يدي أفقت كان دائما يخرجني من شرودي فزعا قال بهزاره المعهود انظر.. سنلعب: ماذا تريد؟! كما كنا نفعل في الصغر, لم أكن أفهم كلامه بسرعة, لكزني بضربة خفيفة في كتفي وقال: اختر منهما, كما كنا نفعل في الصغر. كنا نفعل أشياء كثيرة, كنا نلحس الملح من الجدران النشعة وكنا نضحك علي الشيخ شحاته ونسرق منه البيض, وكنا نحب إيمان معا كنت أحبها يوما ويحبها يوما آخر أخرجت منديلا ورقيا ومسحت نظارتي السميكة التي أحضرتها كي أري وجهها العذب من بعيد دون أن تراني وأذوب خجلا وتطرب أناملي كأبي الذي في السبعين, فهمت ماذا يريد. بنتان تسيران أمامنا الشعر ينساب في فوضوية نفس الجسم ونفس الشكل من الخلف لكزني مرة أخري عدلت نظارتي. اختر واحدة لك وسوف آخذ الأخري كنا نلعب وأدعك تختار لكنك تعود وتختار الأخري سوف أرضي لأجلك تلك المرة إذن اختر أنت واحدة وسوف أرضي لأنني أعرفك سوف أختار التي علي اليمين حسن ورغم أنني لا أتفاءل باليسار كانت التي علي اليسار ضئيلة الجسم نوعا ما ثمة تثاقل في مشيتها كأنها تتألم من شيء ما وتتكيء أحيانا علي الأخري ثم تعاود سيرتها المتثاقلة كانت ثالثة تقف أمام فاترينة نفس الفستان الشاحب أخذتني حاولت أن أتفرس وجودها روحها لكنها لم تكن هي عاودت متابعة التي أمامي وصديقي حاول أن يلفت نظر البنت اليمني, رمقته بنظرة لكنه لم يستطع أن يحدد معالمها جيدا. هه سوف تعود في كلامك لا وأنا راض بنصيبي تلك المرة شعرت أنني أتبعها خطوة خطوة هبت نسمة هواء وتطاير شعرها المنسدل ورأيت شنبر نظارتها وشعرت بالراحة تحسست نظارتي وكانت ترتدي نظارتها الريبان تنظر لي من خلفها أنا جالس أمامها أتواري خجلا خلف عدساتي مرقت طفلة من أمامي تعطلت لثوان وكان صديقي قد تجاوزني بخطوات سريعة. وهويدا قد رحلت لمدينتها الساحلية بعد الحرب وأمل هاجرت مع الديها إلي نفط البلاد رغم أنني حذرتها وعدتها أن أصنع لها عروسة أفضل من عروسة إيمان لكنها لم تسمع كلامي ثم ذهبت إلي الششتاوي لم تعد بعد. تجاوزت عرقلتي أسرعت خلفها كنت أود أن أري وجهها و هل يشبه وجه التي تشعر أنني أخوها رغم أنني لم أرضع من أمها شيئا ويسري داخلي اعتقاد أن أي واحدة قادرة علي أن تقوم بأداء الدور والتفتت التي علي اليمين وحدد صديقي ملامحها بسرعة, لم يعجب بها, بدا علي وجهه الامتعاض, تقزز رغم شعرها الفوضوي وبنطالها الضيق, أصبت بالضيق وقال ضاحكا: أسف وسوف أخلف وعدي معك, سوف آخذ التي علي اليسار أحسست أنني أقترب منها أكثر, وأنها شديدة الشبه من صاحبة النظارة, هي نفسها التي أحبها, صرخت: لا لن تأخذها مني ابتسم ساخرا وقال بصوت واثق دائما ما تتنازل لي, ما الذي حدث لك, نحن نلعب لست ألعب, هي التي أحبها لن أتركها لأحد لن تأخذها مني وجدتني أضربه, أضربه, كان يتغير وجهه إلي نفس الوجوه التي أراها وسرقت مني الأخريات, يرتدي نظارة تارة وتارة يخلعها ويكبر أنفه ويستطيل تجحظ عيناه أضربه يتسع فمه حتي يبلعني, ثم يلفظني بعيدا أواري سوءتي بورق الشجر بدأ صراخه يرتفع ويرتفع. تجمع الناس في شارع البحر منعوه مني ومنعوني منه كان يصد ضرباتي فقط وفقط. لم يضربني ازداد بكائي وقعت علي الأرض كانت أقدامهن بدأت تختفي بين أقدام البشر تطايرت في السحب الرمادية الكئيبة, اكتسي الوجود بظلمة الليل, أضاءت أنوار فلوريسنت صفراء رأيت وجهه شاحبا أمسكت نظارتي حاولت أن أري لكني لم أر شيئا وطوحت بها في الهواء تناثرت عدستها في الفراغ شظايا تلاشت مع الريح لم أعد أراها ولم أعد أعاود الخجل اتكأت عليه وعاودنا السير لكننا كنا ننظر لأسفل. عصفور أعشق فيك براءة هذا الوجه الصافي العينين السوداويين الماء الرائق انتظار القادم. ترتفع دقات الدفوف علي سلم الشقة والبنات الصغيرات يحملن طرحتها ويشتقن لليوم الموعود تتسرب آهاتهن الملتاعة احداهن تقرصها في ركبتها أشعر بدفء العالم من دفء يدها الصغيرة يتراقص الأمل في أعين المنتظرات تشد إحداهن ضفيرتها في نشوة وتنتشي كقطعة يافعة أحول بصري في اتجاه آخر أذكر أبيات شاعري المفضل وكم صارعته1 أنا لا أحب مرتين.. بل أحبك مرتين نصل لباب الشقة والعيون تتساءل والقلوب ترتجف وأقدامي تضطرب ترتفع دقات الدفوف عاليا صوت زقزقة العصافير يستقبلنا يحتوينا يغلقون وراءنا ترتمي علي صدري أشد وثاقها أشعر بأمي, كل شيء أبيض في هذا اليوم أتحرر من ملابسي المحكمة علي أشعر براحة الإنسان الأول تدير رأسها أمسح شيئا من عينيها السوداويين فتكون كالدر أحاول فتحاول.. أحبها أكثر أحاول ثانية وتحاول يزداد حبي لا شيء من احمرار العالم يغرق اللون الأبيض الجالسون علي عتبات الباب لهن آهات مكنونة تذكرني بقنابل الغاز في الخليج تزداد الدفوف تعلو زقزقت العصافير عاليا تحاول هي مرة ثالثة دفؤها يسري في برودة المكان تضع حدا لتقدمي أكثر من ذلك للعصافير لون يشد القلب ناحيته ألقيت نظرة عليها استراحت علي السرير تمددت متعبة انقطعت أغنيتها التي كانت تدندنها فأدندن معها تقدمت ناحية قفص العصافير مددت يدي عصفورة نفرت يدي سحبتها مددتها ثانية التفوا حولها أخذت بعض الحب رميت لهم داخل القفص اختلط النظام. أخذت عصفورة في يدي نظرت إليها عيناها نفس العينين السوداويين للعصفورة استكانت في يدي نظرت إلي الماء الرائق حلم البنات الصغيرات نهضت فجأة علي منضدة صغيرة سكين كان حادا وجميلا خفت علي يديها اختلط السواد زقزقت العصفورة بمفردها مسحت ريشها بحنان استكانت أكثر شدت أجنحتها علت دقات الدفوف ارتفع نفير الحرب لم تزقزق العصافير ارتفع صوت الشاعر داخلي: أنا لا أحب مرتين.. أنا لا أحبك مرتين للعصفورة نظرة شاردة استحال العالم إلي احمرار ينتظره الجالسون خارج الشقة انطلقت زغازيد تحولت في إلي صراخ لطخت صفحتي بدم العصفورة مازالت رقبتها ترتجف ألقت نظرة أخيرة راحت بعيدا ضمتني هي إليها برودة الشمال تعصف بي يصرخ شاعري: أنا لا أحبك مرتين مرتين مرتين... ارتفع صوتي مصرا: بل أحبك مرتين مرتين مرتين ثلاثا ثلاثا.