خلال شهر يوليو الماضي.. اصطحبت أسرتي لزيارة إلي مدينة شرم الشيخ، وأثناء تواجدنا ذات يوم علي حمام السباحة.. فوجئت بأحد السائحين يتعامل بشكل غير لائق تماماً مع أحد العاملين المصريين الذي يقدم المشروبات والأيس كريم. ولأنني شاهدت ما حدث بالكامل؛ فلقد آثرت التوجه لأحد المديرين لشرح ما حدث لكي لا يتعرض العامل المصري للعقاب بعد أن توعده السائح الغاضب. وأذكر أن المدير قد قال لي حينذاك: إن المشكلة في تلك النوعية من السائحين أنهم من الطبقة العاملة في بلادهم أي أنهم من النجارين والسباكين والميكانيكية. ولما تعجبت من هذا التصنيف وجدته يقول: أي أنهم أشباه سياح.. من بلادهم إلي شرم الشيخ، ومن شرم الشيخ إلي بلادهم فقط بدون أن يغادروا الفندق.. علي قد فلوسهم البسيطة التي يطمحون في استغلالها لأقصي درجة ممكنة. تذكرت هذا الحوار بعد أن قرأت ما نشرته جريدة "أخبار اليوم" هذا الأسبوع تحت عنوان (ليست سياحة والسلام). وهو ما يندرج تحت تصنيف (فضيحة) سياحية وهو ما يدعوني لسؤال وزير السياحة.. الذي يحدث هذا التحول التدريجي لنوعية السائحين في عهده من أثرياء العالم ونخبته السياسية والثقافية إلي السائحين محدودي الدخل.. رغم أن مواردنا السياحية يمكنها أن تحافظ علي جميع أنواع السائحين بدون إهمال لأي فئة منهم. وإذا أخذنا سياحة اليخوت.. كنموذج سنعرف حقيقة ما يحدث؛ فإنه طبقاً للتقارير العالمية يصل إلي الشواطئ المصرية من 5 إلي 6 آلاف يخت سنوياً علي مستوي العالم رغم طول الشواطئ المصرية التي تطل علي البحر المتوسط وعلي البحر الأحمر. بينما يصل إلي تونس 60 ألف يخت، وإلي فرنسا حوالي مليون يخت سنوياً. ومن الواضح أن الرسوم الإدارية والتراخيص هي التي تمثل المعيار الرئيسي في تحديد النسب السابقة، ففي فرنسا تبلغ التكلفة 30 دولاراً، وفي تونس تبلغ من 50 إلي 60 دولاراً. أما في مصر فتبلغ التكلفة من 1250 إلي 1500 دولار. وهو ما يعني أن سياستنا في التعامل مع سياحة اليخوت هي (التطفيش) والاستبعاد.. متجاهلين أن سائح اليخوت يصرف من 10 إلي 15 ألف دولار خلال ثلاثة أيام. الطريف في الأمر.. حسبما نشرت "أخبار اليوم" هو أن العديد من المناطق السياحة مجهزة لهذه السياحة، ومنها مرفأ يتسع لحوالي 1000 يخت يصل طولها إلي 150 قدماً. من أطرف ما قرأت أن المغرب قد ارتفع دخلها السنوي في مجال السياحة ليصل إلي 20 مليار دولار سنوياً بسبب سياحة السفاري وتصوير الأفلام داخل صحاريها. ويندرج ما سبق علي سياحة الجولف، وأيضاً علي السياحة العلاجية التي يصل نصيب مصر منها إلي حوالي 300 ألف سائح، بينما يبلغ نصيب تونس حوالي مليون سائح سنوياً. تري، ألا تملك وزارة السياحة خطة استراتيجية طويلة المدي لاستغلال مواردنا السياحية بجميع أنواعها التي تتوافر لدينا بما يكفي لاستقطاب الملايين من السائحين سنوياً؟!.