واقعة إهمال صارخة ترقي إلي مستوي الجريمة المفزعة شهدها حمام سباحة فندق5 نجوم بمدينة شرم الشيخ, وراحت ضحيتها طفلة بريئة تبلغ من العمر6 سنوات, ظلت تصرخ وتستغيث وتقاوم الموت حتي لفظت آخر أنفاسها في الحياة, دون أن يلتفت إليها أي مسئول بالفندق أو يعر صراخها أدني اهتمام, تم تحرير محضر بالواقعة يحمل رقم114 جنح شرم الشيخ, وتولت النيابة التحقيق. كانت الطفلة منار إيهاب عاطف الصياد بصحبة جدها لوالدتها في رحلة قصيرة لشرم الشيخ, وقد ألحت علي جدها أن يوافق علي نزولها حمام سباحة الفندق الخاص بالكبار.. كان الحمام يضج بالحركة, بينما كانت منار تلهو بعوامتها وتقفز في المياه فرحة بأنها حققت أخيرا غايتها وخرجت من جحيم الزحام الخانق بالقاهرة حيث تقيم أسرتها, لتقضي وقتا ممتعا مع جدها وجدتها في الوقت الذي اعتذرت فيه والدتها لظروف طارئة وآثرت البقاء في مسكنها بالمقطم مع طفلتيها الصغيرتين: جني عامان وسلمي عام واحد. ونعود إلي حمام سباحة الفندق ذي النجوم الخمسة, فعندما لاحظ الجد سعادة حفيدته المتناهية باللهو في الماء, أشار لها من بعد بأنه سيغيب عنها بضع دقائق ليشتري لها رقائق الشيبسي التي تحبها وكذلك زجاجة مياه معدنية. بعد قليل أحس الجد بانقباض في صدره بينما سقط من أمها في القاهرة كوب ماء علي أرضية المطبخ.. قالت:خير.. اللهم اجعله خيرا واستغفرت الله ودعته بأن يحفظ بناتها الثلاث وزوجها المهندس بالمملكة السعودية.. وبعد ذلك انتابها شعور غامض بالخوف لكنها لم تكن تدري مصدره.. في الوقت ذاته, عاد الجد إلي حمام السباحة ليفاجأ بما لم يكن في الحسبان. انتبه الرجل علي زحام أمام حمام السباحة.. في البداية اندفع كالمجنون باتجاه الماء ينادي بأعلي صوته علي حفيدته, ولما لم يعثر عليها شق صفوف الزحام ليشاهد حفيدته مغشيا عليها, بينما يقوم أحد السائحين الأجانب بالضغط علي بطنها.. فقد اتضح أنها غرقت في الحمام, وظلت تغرق وتطفو لمدة تقترب من نصف ساعة حتي امتلأت بطنها بكمية كبيرة من المياه. أحد المواطنين انطلق بها بسيارته إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي حيث تم ايداعها في العناية المركزة في غيبوبة تامة, وبعد أن انتهي جذع المخ تماما أعلن الأطباء وفاتها. جدها سقط علي الأرض من هول الفاجعة والاحساس بالذنب.. أمها بكت كما لم تبك في حياتها حزنا علي رحيل ابنتها الكبري وأول فرحة لها في الحياة.. أما الزوج فعاد علي الفور عقب علمه بالحادث بالسعودية.. ورغم حالته النفسية السيئة, إلا أنه تمالك أعصابه واحتسب ابنته منار عند الله.. لكن ما حز في نفسه حقا كما يقول الاهمال الجسيم الذي اقترفه مسئولو الفندق. ويلخص لي المهندس إيهاب الصياد مظاهر الإهمال فيما يلي: 1 لم يكن موجودا أثناء غرق ابنته منار غواصون لانقاذ الغرقي, سواء في حمام الأطفال أو الكبار, وذلك ثابت بشهادة الشهود من النزلاء حاضري الحادث. 2 لم يكن بمنطقة حمام السباحة أي أفراد أمن تابعين للفندق, لتنبيه الأطفال أو الصغار بالابتعاد عن الحمام الكبير, والتحذير من المخاطر والمراقبة الضرورية حفاظا علي الأرواح. 3 لم يكن بمنطقة حمام السباحة أو الفندق مسعفون, أو أجهزة إنقاذ أو اسعاف علي وجه الاطلاق. 4 مخالفة الفندق اللوائح والضوابط المعمول بها في الفنادق حسب تعليمات وزارة السياحة, والتي تشترط وجود غواصين ومسعفين وأفراد أمن ذوي كفاءة عالية, بالأماكن الترفيهية في الفندق وبصفة خاصة حمام السباحة. ويختم المهندس إيهاب الصياد كلامه قائلا: ما يجعلني أشعر بمرارة رهيبة في حلقي وحسرة وغضب هادر في صدري.. أن إدارة الفندق لم تكلف نفسها بسرعة انقاذ طفلتي وهي طافية بعد الغرق علي سطح الماء, أو إحضار من ينقذها أو يسعفها, أو طلب سيارة إسعاف أو سيارة مدير الفندق أو سيارة أحد العاملين به.. لاسعافها ونقلها إلي المستشفي, بدلا من تركها مختنقة علي رصيف الحمام أمام أغلب النزلاء من المصريين والأجانب!. ويطالب الأب المكلوم النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود والمحامي العام لنيابات جنوبسيناء المستشار عبدالله عبدالعزيز, التحقيق في الواقعة, واتخاذ إجراء رادع ضد إدارة الفندق.