ذكرت تقارير إخبارية عن مصادر فلسطينية مطلعة أن كلا من واشنطن والقاهرة كثفتا من جهودهما خلال الساعات القليلة الماضية للوصول إلي حل يضن استمرار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية بتمديد قرار تجميد الاستيطان لفترة قصيرة. وأوضحت المصادر أن جهوداً أمريكية وأخري مصرية تبذل حاليا لإيجاد حل وسط يضمن استمرار عملية التفاوض من خلال تجميد الاستيطان لفترة أقصر عن الماضي التي استمرت «10» أشهر وأفادت التقارير نقلا عن هذه المصادر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تلقي عدة اتصالات بهذا الشأن من مسئولين أمريكيين ومصريين إضافة إلي اتصالات مماثلة أجريت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وأكدت المصادر أن هذه الاتصالات بانتظار رد إسرائيل لإنهاء هذه الأزمة خاصة بعد إبلاغ عباس الإدارة الأمريكية موافقته علي تمديد قرار التجميد لأي فترة دون تحديد مدتها شرط أن يعاد تمديد القرار إن لم يتم الاتفاق هذه الفترة علي ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، في المقابل أكد نتانياهو خلال جلسة لوزراء الليكود أنه لم يطرأ أي تغيير علي موقف إسرائيل وأن البناء الاستيطاني سيستأنف ولكن علي نطاق أضيق بعد انتهاء فترة التجميد في الضفة الغربية خلال أيام. يأتي ذلك فيما ذكرت تقارير إخبارية أمس أن إسرائيل اشترطت تمديد تجميد أعمال الاستيطان لمدة ثلاثة أشهر مقابل إفراج الولاياتالمتحدة عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد الذي اعتقل في الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس لصالح تل أبيب. وعقب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي علي هذه التقارير بأنه لا توجد لديه أي معلومات بتوجيه أي طلب للجانب الأمريكي بهذا الخصوص، مؤكدا أن نتانياهو لم يغير موقفه القاضي بانتهاء قرار التجميد في 26 من سبتمبر الجاري. وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت أمس الأول أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت مستعدة لاستقبال 100 ألف لاجئ فلسطيني كجزء من صفقة سلام في الشرق الأوسط. وقال أولمرت في تصريح هو الأول من نوعه حول المفاوضات الفلسطينية الأمريكية إبان ولايته رئيسا لوزراء إسرائيل: «الولاياتالمتحدة كانت مستعدة لاستقبال 100 ألف لاجئ، ومنحهم الجنسية الأمريكية». وأشار أولمرت إلي أن هذا الأمر كان سيأتي مساهمة من الولاياتالمتحدة في تسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين، إلي جانب إقامة آلية دولية لتعويض اللاجئين الفلسطينيين. وحسب الإذاعة الإسرائيلية أشار أولمرت إلي أنه «تم الاتفاق أيضا علي استيعاب أقل من 20 ألف لاجئ فلسطيني في إسرائيل كلفته إنسانية بهدف إنهاء النزاع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني». وأضاف أولمرت الذي كان يتحدث في لقاء لجماعة «مبادرة جنيف، إنه كان مستعدا لمشاركة الأماكن المقدسة في القدس بما في ذلك حائط المبكي والحرم الشريف مع الفلسطينيين. وأوضح: «لن تكون لنا أو للفلسطينيين.. بل سيديرها مجلس وصاية دولي، بمشاركة دول أخري». وأطلق علي المنطقة المعنية اسم «الحوض المقدس»، حيث ستكون إسرائيل متواجدة والفلسطينيون والسعوديون والأردنيون والأمريكيون، موضحا أن مجلس الوصاية سيضم هذه الدول الخمس وأنه سيضمن حرية الوصول إلي جميع الأماكن المقدسة لليهود والمسلمين والمسيحيين. واستباقا لما ستقرره مفاوضات السلام وفي محاولة لفرض الأمر الواقع قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفصل أحياء من مدينة القدس يحمل سكانها الهوية المقدسية عن مدينتهم جغرافيا وذلك بالشروع في بناء جدار يخرج مخيم شعفاط وضاحية السلام وحي رأس خميس وأجزاء من بلدة عناتا شرقي القدسالمحتلة من محيط بلدية القدس. وبذلك يجري فصل سكان هذه الأحياء بشكل كامل عن المرافق الحيوية في المدينة المقدسة مثل المدارس والمراكز الطبية والمستشفيات وأماكن عملهم. ومن جانبها كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوي في الجامعة العربية وجود خيارات وبدائل عديدة ناقشها اجتماع وزراء الخارجية العرب للتعامل مع الموقف حال انهيار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي تجري حاليا برعاية أمريكية. وذكرت صحيفة «عكاظ» السعودية أمس أن المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، رفض الحديث عن طبيعة هذه الخيارات قائلا: إنها تقتصر علي الذهاب إلي مجلس الأمن الدولي حيث من المتوقع أن تشهر الولاياتالمتحدة الفيتو لإجهاض أي تحرك عربي ضد إسرائيل. وأكد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط أنه من المبكر في المرحلة الحالية الحديث عن التوجه إلي مجلس الأمن لطرح القضية الفلسطينية.. وقال: «هناك مفاوضات سلام مباشرة تجري الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتتطلب المرحلة الحالية توفير أكبر قدر من الدعم لهذا الجهد، وهو ما قمنا به بالفعل من خلال مشاركتنا في قمة واشنطن واستضافتنا لجولة المباحثات في شرم الشيخ». في غضون ذلك أعلنت حركة حماس أمس الأول أنها تبنت خلال النصف الأول من العام الحالي مواقف سياسية متعددة تجاه المجتمع الدولي وأكدت أنها بعثت برسائل للإدارة الأمريكية تدعوها فيها ل«فتح حوار متبادل». في الوقت نفسه أكد رئيس هيئة ما يسمي بمكافحة الإرهاب في إسرائيل الجنرال في الاحتياط نيتسان نورئيل أن حزب الله يمتلك أسلحة لا يوجد مثلها في أوروبا وكذلك حركة حماس، زاعما أن حزب الله يمتلك طائرات بدون طيار وصواريخ مداها أكثر من 300 كم، وكذلك الحال بالنسبة لحماس في غزة.