يبدو أن النجاح الذي حققه مسلسل «العار» في رمضان ومن قبله «الباطنية» العام الماضي دفع عدداً من المنتجين علي شراء بعض الأفلام السينمائية الناجحة لتحويلها لأعمال تليفزيونية حيث قامت شركة «العدل جروب» بشراء قصة الأرض للكاتب عبدالرحمن الشرقاوي ويقوم ببطولته الفنان السوري «جمال سليمان» ويخرجه خالد يوسف، كما أعلنت شركة كنج توت أنها ستقدم مسلسل «سمارة» ورشحت غادة عبدالرازق لبطولته، أما شركة الجابري فاختارت فيلم «شفيقة ومتولي» لتقدمه في مسلسل تليفزيوني وتعاقدت مع سمية الخشاب لتقوم بدور شفيقة وعن هذه الظاهرة تحدث صناع هذه الأعمال في السطور التالية: معالجة جديدة في البداية يقول المنتج جمال العدل: لابد أن نفرق بين أمرين وهما أن نستغل نجاح فيلم سينمائي ونعيد تقديمه في مسلسل تليفزيوني وأن نشتري رواية أدبية ونحولها لعمل درامي بصياغة جديدة حتي ولو سبق تقديمها في السينما أو المسرح، فعندما وقع اختيارنا علي رواية «الأرض» للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوي وقررنا تحويلها لمسلسل تليفزيوني فإننا هنا لا نستغل نجاح فيلم الأرض وإنما نعيد صياغة عمل أدبي وهذا موجود في كل الدنيا، وقد تعاقدنا مع ورثة عبدالرحمن الشرقاوي واشترينا الحق الأدبي للرواية وقررنا تقديمها في رمضان 2011، حتي تأخذ الرواية وقتها في الكتابة وتظهر بشكل يليق بعمل أدبي وكاتب بحجم عبدالرحمن الشرقاوي، وحاليا يعكف السيناريست عبدالرحيم كمال علي الإعداد للسيناريو والحوار والشكل الجديد الذي ستظهر عليه الرواية، ويضيف العدل: ليس مع فكرة تحويل الأفلام السينمائية الناجحة لدراما تليفزيونية خاصة إذا كانت قصة الفيلم ليست مأخوذة عن عمل أدبي والأعمال التي تم إعادتها لم تلق النجاح الذي حصل عليه الفيلم. كما أكد المنتج أحمد الجابري أنه كان يفكر في مشروع مسلسل «شفيقة ومتولي»، منذ أكثر من سنتين لكن انشغاله بمسلسل «شيخ العرب همام» جعله يؤجل المشروع، وأشار إلي أنه سيبدأ خلال أيام في التحضير للمسلسل حتي يكون جاهزا لرمضان القادم وتم الاتفاق حتي الآن مع السيناريست عبدالرحيم كمال لكتابة السيناريو علي أن تقوم الفنانة سمية الخشاب بدور شفيقة وجاري التفكير في باقي الترشيحات. ويري الجابري أن نجاح الأعمال التليفزيونية المأخوذة عن أفلام سينمائية يرتبط أولا وأخيرا بالتناول الجديد للموضوع حيث يقول: عندما وقع اختياري علي «شفيقة ومتولي» وهي قصة من التراث الشعبي لفت نظري العلاقة بين الأخ والأخت والحب الأخوي الذي نادرا ما يتم التطرق له في الدراما، وأعتقد أن هذا العمل يتحمل قضايا وموضوعات سيتم تناولها في 30 حلقة خاصة أن المساحة الدرامية في المسلسل التليفزيوني تكون أوسع من الفيلم السينمائي. استمرار نجاح وأشار المنتج عصام شعبان إلي الدراما الجيدة في قصة «سمارة» هو ما شجعه علي إعادة تقديمه في عمل تليفزيوني، ويري أن التجارب القليلة لإعادة تقديم الأفلام السينمائية الناجحة علي الشاشة الصغيرة قد حازت علي إعجاب الناس ومن هنا قرر الدخول في هذه التجربة. يقول: نحاول توفير كل الإمكانيات والعناصر الجيدة بداية من الكتابة حيث يعكف حالياً المؤلف مصطفي محرم علي عمل السيناريو والحوار لهذا العمل وقد وقع الاختيار علي محرم لأنه كاتب متميز وله تجارب ناجحة في هذا الصدد بالإضافة لغادة عبدالرازق التي تتوافر بها صفات شكلية وأداء متميز تجعلها مناسبة لسمارة. «مجهود شاق» السيناريست مصطفي محرم أكد أنه سيقدم معالجة جديدة لقصة «سمارة» وسيحتفظ بالفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث وهي فترة الأربعينيات وسيلعب علي خط درامي لم يكن ظاهراً في الفيلم وهو علاقة «سمارة» بالطبقة الاستقراطية وسيحاول من خلال هذه المعالجة تحويل القصة لعمل جديد ينسب له ككاتب. وأضاف محرم أن إعادة تقديم الأعمال الأدبية يكون في صالحها ويجعلها تستمر من خلال معالجات جديدة وبأكثر من وجهة نظر. ويقول: هناك أعمال أدبية كثيرة أحلم بإعادة تقديمها مثل ثلاثية نجيب محفوظ لأني واثق أنني سأقدمها برؤية جديدة ومختلفة. ويري محرم أن إعادة تقديم عمل مثل الأرض يحتاج لمجهود كبير خاصة أن الفيلم عندما قدم في السبعينيات لم ينجح أما شفيقة ومتولي فهو عمل رائع وليس ملك شخص لأنه من التراث الشعبي وكنت أتمني تقديمة. «كسل واستسهال» وتؤكد الفنانة القديرة سميحة أيوب التي قدمت شخصية «سمارة» في مسلسل إذاعي أن إعادة تقديم الأفلام السينمائية يعتبر نوعاً من الكسل والاستسهال في البحث عن فكرة جديدة والتجارب التي تم إعادتها لم تنجح لأن العمل الأول يظل متعلقاً بأذهان الناس وتقول: عندما قدمت شخصية «سمارة» في مسلسل إذاعي وبعدها تم تحويله لفيلم سينمائي حمل نفس الاسم لم ينجح وظلت سمارة في الإذاعة هي التي ارتبط بها الناس حتي عندما قررت تقديم أكثر من جزء من مسلسل «سمارة» سواء «عودة سمارة» أو «إمارة بنت سمارة» لم ينجحا بنفس الشكل لهذا في رأيي أن إعادة تقديم الفيلم لن يقدم جديداً خاصة أن قضية المخدرات وهي القضية الأساسية في الفيلم أصبحت متداولة أكثر من اللازم. «المط والتطويل» وتقول الناقدة ماجدة خيرالله أنها لا تستطيع الحكم علي تجربة إلا بعد عرضها لأن كل تجربة لها خصوصيتها فالتكرار قد يكون في صالح العمل وقد يضره.. وأضافت أن تجربتي «العار» و«الباطنية» لم يكونا موفقين بسبب المط والتطويل في الأحداث واختفاء الصراع الذي كان موجوداً في العمل الأصلي علي عكس مسلسل «ريا وسكينة» الذي خلق عالماً جديداً لم يكن موجوداً في الفيلم. وتبرر خيرالله انتشار إعادة تقديم الأفلام السينمائية بأنها أصبحت موضة يتنافس عليها المنتجون حيث يريد كل منهم الدخول في التجربة.